|
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 00:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21 ضياء الشكرجي [email protected] www.nasmaa.org عندما كانت العلاقة على أحسن ما تكون بيني وبين إمام المركز الإسلامي الشيخ محمد مقدم، كان يكلفني بترجمة خطبة الجمعة إلى العربية، فكنت أترجمها بتصرف، فأضيف وأعدل كما أرتئي، وكان يقتنع بتعديلاتي وإضافاتي. لأنه كان يلقي الخطبة بثلاث لغات، العربية، والألمانية، والفارسية، فكان يقرأ كلا من النصين العربي والألماني قراءة من الورقتين المعدتين في البداية كلاهما من قبلي، ثم في وقت لاحق كان يعد الترجمة الألمانية الألماني الشيعي علي باور. أما بالفارسية فكان يرتجل الخطبة من غير ورقة، فكان يعتمد الإضافات والتعديلات التي كنت أجريها في الترجمة العربية في خطبته المرتجلة بالفارسية. هذا كان مؤشرا على انسجامه مع الأفكار التي كنت أطرحها، والفهم الذي أتبناه. وكان مألوفا منذ زمن بهشتي أنه إذا غاب إمام المسجد، فيتولى الصلاة والخطبة مكانه مهدي رضوي، ذلك الپاكستاني الزيدي المعتزلي [توفي في 27/05/2013]. وكان كثير من الشيعة يبدون عدم ارتياحهم من ذلك، كونهم لا يعتبرونه شيعيا اثناعشريا، ولتسامحه في قضية الحجاب، إذ يفتي بعدم وجوبه، وفي المصافحة بين النساء والرجال، إذ يفتي بعدم حرمته. وكان البعض يتمنى أن أنوب أنا عن إمام المركز الإسلامي في غيابه. لكن إمام المركز محمد مقدم كان يحترم ويود رضوي من جهة، ويتحرج من إزاحته عما كان يقوم به منذ تأسيس المركز الإسلامي، ومنذ زمن بهشتي. لكن الشيخ مقدم كان يكلفني بإقامة الجمعة في غيابه، في حال يغيب فيها رضوي أيضا. فكنت أفعل، وأرتجل الخطبة باللغات الثلاث، مع إعداد رؤوس أقلام، والتفكير مسبقا بما أستخدمه من تعبير بالفارسية، لكوني لست متمكنا من الفارسية كما العربية والألمانية. بل مرة من المرات، أو ربما أكثر من مرة، غاب مقدم لفترة طويلة نسبيا، وكلفني بإدارة جلسة الخميس للإيرانيين بالفارسية، رغم محدودية لغتي الفارسية، وكان يقول لي حتى لو جاء من إيران آية من آيات الله، لا يصعد منصة الخطابة مساء الخميس غيرك.
لكن في بدايات التسعينيات، أي في السنوات الأخيرة لوجود محمد مقدم إماما للمركز الإسلامي، والتي استغرقت اثنتي عشرة سنة، بدأ الافتراق بيني وبين محمد مقدم، وساد بيننا جو من الفتور، وشبه القطيعة، بسبب استقلالية مواقفي في كثير من الأمور، وعدم تبنيَ المواقف الرسمية للجمهورية الإسلامية، فبدأ يُضيّق علينا وعلى برامجنا، ونقل مسؤولية جلستنا الأسبوعية إلى أبي أحمد الخفاجي الذي غالى في الولاء لإيران، فبدأنا نحن المتدينين العراقيين نبحث عن مكان بديل لإقامة برامجنا، والذي انتهى بما أسميناه بـ(دار الهدى)، كما سيأتي. وبعدما انتهت خدمة محمد مقدم في المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;-، وجرى حفل توديع له، لم يكن لي دور فيه، لكن بعد الحفل جلسنا ساعة، تصارحنا وتعاتبنا فيها وتصالحنا تصالحا نسبيا. وبالمناسبة لا بأس من ذكر أئمة المركز الإسلامي في هامبوُرڠ-;- (مسجد الإمام علي) منذ تأسيسه: - محمد محققي 1955 – 1965 (لم ألتق معه). - محمد حسيني-بهشتي 1965 – 1970 (الذي عقد قراننا أنا وزوجتي في 12/03/1966). كان من رجال الثورة الإسلامية. مؤسس حزب الجمهورية الإسلامية. رئيس القضاء الأعلى، أول إمام لجمعة طهران بعد الثورة. قُتِل في عملية تفجير مقر الحزب الجمهوري على يد منظمة مجاهدي خلق. - محمد مجتهد-شبستري 1970 – 1978 (من العلماء التنويريين والمجددين. لم أعاصره أيام إدارته للمركز الإسلامي، التقيته في إحدى زياراته إلى هامبُرڠ-;-، وتحدثنا حول موضوعة الديمقراطية، التي بدأ اهتمامي بها منذ 1993). - محمد خاتمي 1970 - 1978 (الذي أصبح بعد الثورة وزيرا للإعلام، ثم انتخب لدورتين رئيسا للجمهورية) التقيته مرة أثناء زيارة له لهامبُرڠ-;-، وقبل استلام محمد مقدم لإمامة وإدارة المركز الإسلامي. - محمد-رضا مقدم 1980 - 1992 (إمام المركز الإسلامي لأطول فترة. جرى الكلام عنه). - محمد-باقر أنصاري 1992 - 1998 (كانت ثمة علاقة). كان يبدي ظاهرا احتراما وودا كبيرين تجاهي، ويخطط مع هذا بشكل خفي لإبعادي. - رضا حسيني-نسب 1999 - 2003 (كانت ثمة علاقة). العلاقة كانت ودية أكثر، وكان يقدم لنا مساعدة مالية متواضعة، على ما أتذكر 1.000 يورو سنويا لدار الهدى الذي أسسناه عام 2000 للعراقيين. - عباس حسيني-قائممقامي 2004 - 2008 (لم ألتق به، لأنه جاء بعد حسم القطيعة النهائية بيني وبين الإيرانيين. لي قصة معه كما أدناه).
قبل أن أروي قصتي مع قائممقامي، لأذكر هنا آخر لقاء لي مع محمد مقدم. بقي مقدم بين الحين والآخر يتردد على هامبُرڠ-;-. إحدى زياراته كانت في عام 2006، بعد تحولي إلى العلمانية. أوصل إليّ أحد الإيرانيين خبرا بوجود مقدم في هامبُرڠ-;- وسؤاله عني وإبداء رغبته بلقائي. وكان ذاك، إذ دعانا ذلك الصديق الإيراني مع مجموعة أصدقاء إيرانيين من تلك الفترة من الجنسين. وجدنا أنا وهو أنفسنا متناغمين في نقد تجربة الإسلام السياسي، وأهم ما قاله لي هو: «كان لا بد لنا من أن نجرب إقامة الحكم الإسلامي، وتطبيق ولاية الفقيه، من أجل أن نصل إلى القناعة بأن الحل في دولة علمانية تفصل بين الدين والسياسة.».
وفي نفس السنة، أو السنة التي تلتها أي 2007، أخبرني أحد العراقيين بالحدث الآتي: دعا إمام المركز الإسلامي عباس حسيني-قائمقامي مجموعة من العراقيين الشيعة الناشطين في العمل الإسلامي، للتداول حول أوضاع الشيعة، لاسيما الشيعة الناطقين بالعربية، في ألمانيا. وقبل أن يباشر ببحث المواضيع التي دعا للاجتماع من أجلها، أراد أن يبحث معهم، مشكلة أسماها بـ(فتنة الشكرجي)، ودام حديثه عن هذا الموضوع لساعتين كاملتين. قال لهم يبدو أن الشكرجي قد عاد ثانية إلى ألمانيا، وكتاباته ومحاضراته تشكل خطرا على الإسلام، وإن كلامه كالسم في العسل، ولذا نحن نفكر أن نستصدر تحذيرا من مراجعنا، يحذرون من قراءة مقالات الشكرجي، أو الاستماع إلى محاضراته، وإنه لو كان في إيران لقُدِّم إلى محكمة الروحانيين [محكمة خاصة بالمعممين]، ولحُكِم عليه بخلع الزي الروحاني [ويسمونه بالفارسية (خلع لباس)، أي أن يُحكم على المدان بنزع العمامة والزي العلمائي، مع العلم إني كنت قد تخليت عن لبس هذا الزي المتخلف بشكل نهائي في صيف 2004].
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
-
داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|