أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - المرجعية الانتهازية.. والثورة الحسينية.














المزيد.....

المرجعية الانتهازية.. والثورة الحسينية.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الحسين عَبْرَةٌ وعِبْرَةٌ"، بهذه الكلمة الجامعة عبَّر الإمام الصادق "عليه السلام" عن الكيفية التي ينبغي على الإنسان أن يقرأ من خلالها الحسين وفلسفة ثورته، العَبْرَةُ والعِبْرَةُ قطبان مندمجان متلازمان لا ينفك احدهما عن الآخر يشكلان المرآة الحقيقة الصافية التي تنعكس منها أهداف الحسين وكيفية الاقتداء به والسير على نهجه، حتى أن المقصود من العَبْرَةُ هنا ليست هي العَبْرَةُ المجردة، وإنما هي العَبْرَةُ التي تبعث نحو الحركة والعمل والتطبيق الفعلي الصادق لمنهج الحسين حتى كأنها تنصهر وتذوب في جانب العَبْرَةُ والإقتداء، فتتحول الدموع إلى حُمَم بركانية تزلزل عروش الظلم والفساد، ومشاعر الحزن تستحيل أعاصير تعصف برايات الفساد والقمع والاستبداد والتطرف والتمييز وهكذا في بقية الشعائر والفعاليات...
لكن ولأسف الشديد نجد أن التركيز على جانب العَبْرَةُ هو الصفة الغالبة على الشعائر الحسينية بمختلف تنوعاتها بما فيها المنبر الحسيني، وهذه العملية تارة تكون عفوية بسبب الجهل بشخص الحسين وأبعاد ثورته، أو النظرة السطحية لهما، وتارة أخرى (وهي المُتسلِّطة)، تكون العلمية مقصودة ومبرمجة يقف ورائها الانتهازيون المستأكلون بإسم الحسين، فهم يركزون على البكاء واللطم والعاطفة المُجَرَّدة، لاستقطاب الناس، لأنهم يدركون أن المجتمع حينما يَعي حقيقة الحسين وأهدافه فأنهم سيكونون مرمى لذلك الوعي، وستنقلب عليهم الجماهير وستنهار عروشهم التي بنوها بإسم الحسين، لأنهم من مصاديق الظلم والفساد التي ثار ضدها الحسين، بل أقبحها وأشدها مضاضة على الحسين...
عقود وعقود من الزمن وثورة الحسين ومبادئه اختطفها الانتهازيون واختزلوها في جانب العِبْرَةُ المجردة الفارغة، وبصورة ممنهجة كما أسلفنا، حتى اسكتوا الشعوب بعد أن غيَّبوا عنها عن عمد جانب العَبْرَةُ والثورة بوجه الظلم والفساد، بل لم يكتفوا بهذا فحسب، راحوا يتاجرون بثورة الحسين ودمائه، وبصورة لم يسبق لها نظير، حينما سلَّطوا الظالمين والفاسدين على العباد والبلاد، بإسم الحسين، فصاروا يسرقون ويقتلون ويحرقون الجثث ويسحلوها بالشوارع ويُهَجِّرون ويُشَرِّدون ويُفجرون بإسم الحسين...، واختزلوا الحسين وثورته بطائفة معينة، في حين أن الحسين لم يكن طائفيا، وثورته كانت من اجل الإنسانية وتحقيق السلام والعدالة والحرية للجميع...
ولأن الحسين في فكر ومنهج الانتهازيين لعق على ألسنتهم يدرُّونه ما درَّت مصالحهم الشخصية وما بقيت عروشهم الكهنوتية، وإن الانقلاب والتلون هو ديدنهم، فمصالحهم ومصالح إيران الشر والحقد هي العقرب الذي تدور حوله مواقفهم وسلوكياتهم وفتاواهم، نجدهم اليوم وفي خطوة انقلابية يحكون عن جانب العَبْرَةُ وخط التضحية والفداء ويقدمونه على الجانب الآخر من اجل أن يزجوا الناس في محرقة الاقتتال التي أشعلوا هم فيتلها، بسياساتهم الفاسدة القمعية وفتاواهم الطائفية حفاظا على وجودهم ومصالحهم وتنفيذا للمشروع الإمبراطوري الإيراني،وهذا ما كشف عنه وحذر منه ووقف ضده المرجع العراقي الصرخي الحسني في خطاباته وبياناته مرار وتكرار ومنها قوله: ((وماذا تتوقع من مرجع مدعي المرجعية ومنتحلها بلا استحقاق، مرجع الفراغ العلمي والوهم والخيال، مرجع الفضائيات والإعلام الزائف الذي ارتبط بمشروع الاحتلال ومشروع الفساد والإفساد، مرجع الكذب ووجهي النفاق وجه للإعلام ووجه للشحن الطائفي وفتاوى التهجير والتدمير والسلب والنهب والفتك والقتل والاقتتال؟!)).
نعم انه من المفارقة المبكية المضحكة أن تتحدث مرجعية السيستاني وعلى لسان سمسارها عبد المهدي في خطبة الجمعة 20/ 11/ 2015 ،عن معاني التضحية والجهاد والفداء التي خطَّها الحسين وضرورة الإقتداء به وأنها هي أهم من الزيارة والشعائر...، فأين كانت المرجعية عن تلك القيم والمعاني طيلة هذه الفترة، وهي التي التزمت الصمت والسكوت والانبطاح للظالمين والفاسدين؟!، وأين كانت عن قيم ومبادئ الحسين حينما باركت ودعمت وشرعنت الاحتلال وما رشح عنه من قبح وفساد وظلام؟!، وأين كانت حينما أمرت بانتخاب الفاسدين والظالمين ودافعت عنهم، وحرَّمت التظاهر ضدهم والذي هو من أجلى مصاديق الإصلاح ورفض الفساد التي خرج من اجلها الحسين؟!، وأين كانت المرجعية ... ؟!،وأين... ؟!، وأين... ؟!.



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقالات عشوائية للوطنيين...وحرية وتسلُّط للمليشيات والمُفسد ...
- أيها العراقيون الحل بين أيديكم فلا تضيعوه...
- التغيير الجذري لكل المُتسلطين نهاية الفساد وبداية الخلاص.
- رشوة -رامسفيلد- فتحت أبواب الفساد في العراق على مصراعيه.
- عراق يعجُّ بالحكماء والمحنكين... والعيش في جحيم!!!.
- العراق بين مَن يضحي لأجله... ومَن يعيش على جراحاته.
- الإجرام والقبح والفساد ليخجل من أفعال منتحلي التشيع والتسنن.
- الإصلاح يبدأ من حيث ينتهي الاستبداد الديني (اللاديني).
- عزرائيل يضرب بيد من حديد.
- مَنْ يُحرِّك مَنْ...، المرجعية أم المجتمع؟!.
- المختار الثقفي بين المنهج العلمي والمنهج الإنتهازي.
- المرجعية والصندوق الأسود.
- بعد معانقة إيران لقطر .. ماذا ستكون التهمة للرافضين للمشروع ...
- ليس من نهج الحسين السكوت عن المفسدين.
- الانتهازية ديدن المؤسسة الكهنوتية مع التظاهرات والقضية الحسي ...
- -ياليتنا كنا معكم...-، ساحات التظاهر أنموذجا.
- العراق بين التخبطات الأمريكية وسطوة المرجعيات الإيرانية.
- أزمة مالية... والمراقد منابع نفط تسيطر عليها المرجعية.
- هل ظهر نبي جديد...؟!!!.
- الغدير مواساة وضمير..وليس تسلط ولبس الحرير.


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - المرجعية الانتهازية.. والثورة الحسينية.