أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - فصل الدين عن الدولة














المزيد.....

فصل الدين عن الدولة


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فصل الدين عن الدولة

منذ المحاكم الكنسية التي كانت تحدث في أوربا في القرن السابع العاشر ، وهيمنة الكنيسة على المجتمع عن طريق امتلاكها المساحات الشاسعة والنسبة الأعظم من الأراضي، وتحولهم إلى إقطاعيين جشعين في تعاملهم مع بسطاء الفلاحين الفقراء، وتحديدها الحريات وإطلاق اتهامات الهرطقة على الأدباء والفنانين المبدعين، واتهامات السحر والشعوذة على العلماء والفنيين المخترعين، ومحاولة الكنيسة الأوربية إبقاء التخلف والظلام مهيمنا على الأجواء الإنسانية العامة في أوربا لاستمرار تمتعهم بالسلطة المالية والدينية والسياسية، فالموروث الظلامي للمجتمع الاوربي قبل قيام الثورة الصناعية العظيمة في أوربا بعد اكتشاف المحرك البخاري الذي احدث ثورة عظيمة هزت المجتمع الاوربي الذي كان منصاعا بكليتيه للكنيسة التي كانت تتدخل في كل الأحداث اليومية للمواطنين والبلاط الحاكم على حد سواء، الأمر الذي اوجد تحالفا مصيريا بين الكنيسة والبلاط الحاكم من اجل حث المواطنين عن طريق الكنيسة على دفع الضرائب الكبيرة التي كانت ترهق المواطن وكل ذلك من أجل تمويل الحملات العسكرية المستمرة حيث الحروب التوسعية المستمرة بين الممالك والإمبراطوريات الأوربية من جهة والإمبراطورية العثمانية من جهة أخرى، الأمر الذي اوجد ظروفا معيشية صعبة في أوربا حيث الضرائب الكبيرة المفروضة من قبل السلطة والمؤيدة من قبل الكنيسة حتى حدثت الثورة الفرنسية في وقت كان الكهنة هناك لم يتجاوز عددهم المائة ألف لكنهم ملكوا عشر الأرض فضلا عن التمتع بدخل لا يُستهان به من العشور المفروضة على الفلاحين، وكانوا يحكمون أنفسهم بمجامع تعقد مرة كل خمس سنوات، وكانت للكنيسة أرادتها الخاصة وهي مسئولة عن مالياتها وكانت معفاة من الضرائب، ولكنها قدمت منحة استطاعت من خلالها أن تفرض الضغط المالي على الحكومة عن طريق التهديد بقطع هذه المعونة للخزانة أو خفضها.
ولم تكن الكنيسة مستقلة ذاتيًا وحسب بل أنها مارست كثيرًا من السلطة التي طالبت بها الحكومات المدنية فيما بعد فقد كانت تهيمن على التعليم هيمنة تكاد أن تكون تامة، وكان الإعلام في قبضتها جزئيا لأن منبر الكنيسة كان الوسيلة الوحيدة لنشر الدعوة لسياسات الحكومة على جمهور كبير معظمة من الأميين، أضف إلى ذلك أن الكنيسة كان في استطاعتها منع المطبوعات التي كانت ترى فيها خطرا على الدين أو على الأخلاق، ولم تكن الكنيسة مالكة كبيرة للأرض فقط، بل كانت مصدر للعمالة في المدن وعلى سيبل المثال فقد كانت الطوائف والطرق الدينية تمد معظم المستشفيات بموظفيها وكان النبلاء والبورجوازيون قد تربوا في مدارسها، والسكان جميعاُ يحتفلون بأعيادها الدينية وكانت أملاكها تشغل أجزاء كبيرة من المدن، ففي تولوز في الجنوب وابخيه شغلت المباني الكنسية وحدائقها نحو نصف مساحة المدينة وكان نظام الكنيسة الفرنسية مرآه تعكس نظام المجتمع العلماني، فقد فرق هذا النظام تفرقه حادة بين القيادة الكهنوتية الحاكمة والقاعدة من رجال الدين الفقراء، وكانت هذه التفرقة تقوم أساسا على شرف المولد "
فقد كان الأساقفة كلهم من النبلاء، كذلك كانت رئاسة كثير من المجامع الكنسية والبيوت الدينية للرجال والنساء حكرًا على الطبقة الإقطاعية دون غيرها، بل كثيرا ما كان رؤساء الأديرة ورئيساتها ونظار الكنائس يعينون وهم ما يزالون أحداثًا.
وشاع المنصب الديني في المجتمع بين المناصب، وكفلت الرواتب السخية والمنافع المتجمعة رزقا مربحا لرجال الدين النبلاء. وبعد أن فاض صبر الكاسبين البسطاء من العمال والفلاحين يدعمهم المثقفون الثوريون المصلحون الذين تمكنوا وبجهود جبارة من توعية تلك الشرائح العريضة من بسطاء الناس ففجروا ثورات نقلت السلطة إلى الشعب الذي تمكن وبجهود وأفكار المفكرين والمثقفين المخلصين من تأسيس الدولة المدنية بعد تجارب عديدة فشل الكثير منها لكن إصرار الشعوب على تحقيق الدولة المدنية الكافلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه الاجتماعي وحرية ممارسة الطقوس الدينية الخاصة من دون تدخل أو تأثير الدولة في ذلك.



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أن الدولة المدنية خيار مناسب للعراق ؟
- إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل
- النزاهة والدور المرتجى
- ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية
- حماية الحريات الشخصية في الدستور العراقي
- الشفافية مصطلح أم أداة للبناء
- مطالب المتظاهرين وترتيب أولوياتها
- المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية
- الدولة المدنية وضبط السلاح السائب
- احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية
- دور الإعلام في بناء الدولة المدنية
- المناهج الدراسية التعليمية ودورها في بناء الدولة المدنية
- المؤسسة العسكرية والانتماء الوطني
- دولة مواطنة لا دولة طوائف
- حكومة الخدمات والسبيل إلى تحقيقها
- إصلاح الدستور
- مفوضية الانتخابات و الدائرة الواحدة
- التظاهرات المطلبية واثرهاعلى المحاصصة
- التحرر الفكري .. و أثره في المجتمعات
- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا


المزيد.....




- نجوم مسلسل -شارع الأعشى- يلتقون الجمهور في العيد
- كورى بوكر يحطم الرقم القياسي في مجلس الشيوخ بخطاب استمر 25 س ...
- قتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي طال عيادة تابعة للأون ...
- مقتل عشرات الغزيين بقصف مكثف بعد إعلان إسرائيل توسيع عملياته ...
- عبر الخريطة التفاعلية.. الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته العسكري ...
- استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميا ...
- مظاهرات تمتد من الولايات المتحدة إلى أوروبا لإسقاط تسلا
- تداعيات حرمان لوبان من الترشح على المشهد السياسي الفرنسي
- أميركا تدرس مقترح التفاوض الإيراني وتعزز قواتها بالمنطقة
- غارات أميركية على اليمن والحوثيون يستهدفون ترومان مجددا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - فصل الدين عن الدولة