|
لماذا انطفأ النور انتخابيا .. قراءة فى نتائج المرحلة الأولى
حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 15:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاءت نتيجة تيار الفاشية الدينية المتمثل في حزب النور هزيلة على نحو غير متوقع للكثيرين وأنا منهم في المرحلة الأولى على الرغم من المعتقد السائد بكثافة وجود عضوية ومناصري هذا التيار في غرب الدلتا وصعيد مصر استناداً إلى خريطة التصويتات السابقة في إنتخابات الرئيس المعزول شرعاً ( مرسى) وكذلك إنتخابات البرلمان الماضية وكذا الاستفتاء على دستور 2013 الساقط بإرادة عموم الشعب المصري مما يجعلنا نحتسب المرحلة الأولى باعتبارها ستجري في كثير من مناطق هي بمثابة معاقل الفاشية الدينية السياسية ومن ناحية أخرى مع توفر إمتلاك هذا التيار لعنصر المال السياسي الذي كان عنصر القوة الأول في خوض هذه المعركة الإنتخابية وفي اعتقاد شخصي الفقير إلى العلم والتجربة أن أسباب تلك النتيجة الهزيلة نسبيا تكمن في التالي : 1- من الواضح أن حزب النور ذاته هو مجرد وجود تنظيمي رمزي لايمثل كل تيارات الفاشية الدينية وقد أخطأ الكثيرون - وأنا أولهم - في الإعتقاد بأن كل تيارات الفاشية الدينية ستقف وراء حزب النور حتى مع إعلانها المسبق بعدم خوض الإنتخابات والمقاطعة زعماً منها بعدم شرعية هذه الإنتخابات تأسيساً على كونها تقع ضمن استحقاقات 30 يونيو والتي كانت تتمنى تعثرها.. وهكذا فإن الغالبية الساحقة من هذا التيار لم تشارك فعلاً في العملية الإنتخابية.. 2- ورغم كل ماتقدم فإنه على الرغم من الحديث عن كثافة الوجود العضوي لهذا التيار في غرب الدلتا والصعيد وإمكانية انتزاع نصيب القوائم من المقاعد البرلمانية في غرب الدلتا على وجه التحديد كانت هناك أسباب لم يلتفت إليها مثل : - أن هذه الكثافة تنحصر في مناطق لاتمثل الكثافة البشرية داخل كتلة السكان العامة لأنها تتركز في غرب الدلتا مثلا في على أطراف الريف والعشوائيات والظهير الصحراوي في مراكز كفر الدوار وشمال وجنوب البحيرة والاسكندرية - بالنسبة لمحافظة مطروح وهي تتسم بتواجد عضوي كثيف لتيارات الفاشية الدينية والسلفية منها على وجه التحديد إلا أن مطروح ذاتها لاتمثل كثافة سكانية بشرية تستطيع أن تؤثر في دائرة غرب الدلتا عموما نظراً لانخفاض عدد سكان مطروح بالنسبة لمحافظات غرب الدلتا عموما والخطأ الذي وقع فيه الكثيرون وأنا منهم هو القياس على نتيجة التصويت في هذه المناطق في إنتخابات رئاسة 2012 على الرغم من متغيرات كثيرة قد جرت بعد هذه الإنتخابات لامجال لإعادة حصرها الآن وكذا على نتيجة التصويت في محافظات غرب الدلتا والصعيد على دستور 2013 دونما الأخذ في الإعتبار أن نسبة التصويت في هذه الإنتخابات لم تغادر نسبة ال 10 ٪-;---;-- إلا بقليل وأن التصويت في الحالتين كان يتسم بالأعلى من درجات الحشد لتيارات الفاشية الدينية المتنوعة تنظيمياً وانسم أيضا بتصويت كثير من المخدوعين لهذا التيار وخصوصا في حالة الرئاسة الأولى 3- صوتت الغالبية الساحقة من المشاركين المناصرين للحياة المدنية لقائمة (في حب مصر) حتى لاتتشتت الأصوات بين القوائم المدنية بعد أن تيقنوا أنها القائمة الأكثر رواجاً إعلاميا والأكثر قدرة على المنافسة بغض النظر عن ماهية عناصرها أو طبيعة برنامجها السياسي طالما هي مدنية كحد أدنى كاف لمنع قائمة حزب النور من الفوز وهذا على وجه التحديد كان ومازال يعكس أن إرادة الناخبين قد اختارت الحياة المدنية واختارت الحكم المدني للدولة بغض النظر عن ماهيته 4- حزب النور كتنظيم سلفي تم بنائه حديثا من عناصر لم تمارس العمل السياسي قط قبل 25 يناير 2011 اللهم فقط عبر ترديد دعوى عدم الخروج على الحاكم ولم تشارك هذه العناصر بفاعلية في العمل السياسي بفاعلية إلا بعد 25 يناير بشهور وبالتالي لم تتكون لدي كوادره - بعد -مهارات العمل الإنتخابي وخوض المعارك الإنتخابية 5- هناك عامل يصعب دائما من تحديد الثقل النوعي لتيارات الفاشية الدينية وهو أن قواعد هذه التنظيمات تتنقل وتتبادل المواقع كما رأينا في إعتصام رابعة العدوية فقد كان ياسر برهامي يجلس في القلب من مشهد 3 يونيه بينما قواعده كانت ضمن المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة وبالتالي جاءت هذه الإنتخابات كاشفة لحقيقة حجم المتبقي من قواعد حزب النور وقواعده الفعالة 6- وفي نفس السياق فالقبول الرمزي التكتيكي لبعض للدعوي السلفية وحزبها (حزب النور) بخارطة الطريق وخوض النور الإنتخابات على هذا الأساس جعل الكثيرون من قواعد ومناصري الدعوة السلفية ينتقلون إلى حيث مواقع قواعد التيارات الفاشية الأشد تمسكاً بفكرة الحكم الديني وبفكرة عدم شرعية كل ماهو بعد 30 يونيو 2013 وعليه وحتى لانصل إلى أحكام متسرعة فهذه الإنتخابات هي بصفة عامة كاشفة لأحجام من خاض الإنتخابات وهي كاشفة لحجم حزب النور الحقيقي بعد أن هجرته بعض عناصره وكثير من قواعده إلى حيث موقع المعادة لكامل جوانب الحياة المدنية باعتزال العمل السياسي والتوجه العمل الدعوي في الزوايا والمساجد أو التوجه إلى العمل وسط قواعد التيارات الأكثر جذرية في معاداتها للحياة المدنية الديمقراطية
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عزاء للشعب الروسى الصديق
-
تخلوا عن هذا الخاتم
-
من إخوانى إلى سلفى .. ياقلبى لاتحزن
-
إكسيليسيور .. لقاء الوداع
-
ثلاث ملاحظات على هامش الوضع السورى
-
وداعا خالد الصاوى
-
على عبد الحفيظ .. سيرة ممتدة للفلاح الفصيح
-
عيد الذبائح والدم
-
نحو إصلاح وتتطوير الفلاحة المصرية (2)
-
توحيد البنهاوى .. وداعا
-
قيمة نور الشريف التنويرية
-
كلمات هامشية على متن تحديث قناة السويس
-
نحو إصلاح وتتطوير الفلاحة المصرية ( 1 )
-
الفلاح الفصيح سعد قنديل
-
إنه أبى العظيم سينوت حنا
-
إيران ليست هى عدونا الرئيسى
-
ندبة فى أحد الأعياد
-
أعياد الذاكرة
-
تعظيم سلام للجندية المصرية
-
تعليقات هامشية على عملية اغتيال النائب العام
المزيد.....
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
-
10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ببلدة طمون بال
...
-
إسرائيل تعترف باستهداف فلسطينيين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق
...
-
تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من
...
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|