أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - حالة فصام_تعدد المعايير مع تعقيدات المجتمع والحياة














المزيد.....


حالة فصام_تعدد المعايير مع تعقيدات المجتمع والحياة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 12:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كل منا_ يطلب بشكل ضمني (يتوقع الوفاء وتحقيق ذلك بدرجة جيدة على الأقل) من الشريك ة ....في أي علاقة اجتماعية من الدائرة الأولى_ مهما تكن نوع العلاقة وأشكالها قرابة, او صداقة, او علاقة عاطفية...التوقع الدائم من الشريك ان يحقق شرطين متعاكسين, يتعذر جمعهما بالفعل...هما نقيضان!
_الصدق مع الاخلاص طلبنا المشترك من الرفيق الحميم, بمعنى ألا يخيب أملنا يوما, أو نكتشف أن التصورات التي يحملها عنا مختلفة عما نرغب ونعتقد....ما تزال الخيانة موضع اتفاق أنها الجريمة الأولى والتي تستحق العقوبة دوما وليس الغفران والتسامح.
_اللطف واحترام مشاعرنا, أو بعبارة موازية الاصغاء والاستماع, مع عدم قول ما يتسبب لنا بالازعاج والألم. ايضا تكفي عبارة: حضوره أو حضورها يزعجني_أو أن المشاعر تغيرت لانهاء علاقة اجتماعية, وبدون لوم.
هما مطلبان وتوقعان نمطيان في المجتمع الحديث.
يشير إلى العلاقات المزعجة والفاشلة الطلب العصابي النموذجي:التوقع والمطالبة بعدم الازعاج أبدا ولو بكلمة أو إشارة أو تلميح! وبنفس الوقت وبالتزامن الالتزام بالصدق والشفافية....
وهذا الطلب _ التوقع المتناقض جوهريا, يستحيل تحقيقه بشكل فعلي.
الحل العملي والاجتماعي, نعرفه ونمارسه جميعا, عبر تبادل الموقعين(الحماقة والتفهم) بشكل دوري ومتبادل....أو عندما تلتقي الحماقتان يحصل الانفجار العاطفي والانفعالي وتتدمر العلاقة وتفشل.
* * *
نشأت في أسرة_ أيضا في وسط اجتماعي, عبر ثمانينات وتسعينات والعشرية الأولى لهذا القرن ونصف الحالية, يشمل سوريا وبمختلف مكونات المجتمع(ات) السوري وتعدد مستوياته الثقافية أيضا....كلاهما, الأسرة والمجتمع تبرمجان عقول وسلوكيات الفرد على حركة مزدوجة ومتناقضة تماما (وتتكرر بشكل عشوائي بلا توقف): أن تكون على حقيقتك وعفويتك داخل الأسرة ومع الأصدقاء, وبالعكس تمثل_ تؤدي الدور المرغوب وليس ما تعتقده أو تشعر به في حضور الغرباء.
بمعنى أن تكون مكتفيا دائما وشديد التهذيب والأدب وتفهم بكل شيئ_ والأهم أن تضع هذا الشخص (الضيف ة) على رأسك وتقدم رغباته ومصالحه على نفسك.
وفور خروجه من الباب يحدث العكس, ويتحول إلى مسقط جميع العيوب والنواقص.
* * *
كان أبي رحمه الله_ يريد ويتوقع أن أكون خادمه المطيع وفي غيابه ايضا, مع فهم وتلبية حاجاته ورغباته دون أن يطلب حتى...(كان هذا ما يفهمه من الاحترام, الطاعة إلى درجة العبودية), وبنفس الوقت وبدون فاصل زمني أن أقوم بالدور المناقض وببراعة. باختصار كان يطلب مني (ضمنيا) ان أكون الذئب والنعجة بنفس الدرجة وبالتزامن.
تعبيره البسيط كان: لا أريد سوى مصلحتك. والقصد الفعلي بمصلحتي: أن احب ما يحب وأن أكره ما يكره.
(بدون زيادة أو نقصان)
* * *
الفصام سلوك متناقض, بالنسبة لنفس الشخص أو في نفس الشروط الموضوعية المتشابهة.
هذا المعنى المباشر والفعلي لكلمة فصام.
كل إنسان يعيش حالات تناقض ,بالفعل, وحالاات انسجام وتوحيد المعايير_ الفرق بيننا كمي وليس نوعي, بمعنى أن الحقيقة النفسية(الفردية والمشتركة أيضا) تقع دوما بين الحدين: المساواة الانسانية والأخوة أو التعددية والاختلاف.
(أقترح عليك تأمل الفكرة بهدوء)
* * *
بسهولة يمكن تمييز ثلاثة أطوار ومستويات, عبر أنماط الاستجابة العقلية_العاطفية للمثيرات الخارجية أو الداخلية. وهي تبرز خلال مرحلة الطفولة بوضوح تام.
_الطور الأول(الأحادية), استجابة موحدة لمثيرات مختلفة, هذا السلوك النمطي لصغار الأطفال والبدائيين والمرضى العقليين في الحالات الحدية.
_المستوى الثاني(تكافؤ الضدين), وهو يشترك بنفس الخبرة والحالة العقلية للفصام. حيث يعلق الفرد بين النقيضين, دون المقدرة على تجاوز الرغبة في النقيض والجهة المعاكسة.
بحيث يجري التركيز على الايجابيات في الموضوعات البعيدة أو القديمة, وبالعكس يكون التركيز على السلبيات في الموجوات وما يوجد في حاضر المرء بالفعل.
هذا الموقف (مقدمة التفكير النقدي) تشاركت في صياغته الأديان والفلسفات القديمة, لكنه تحول إلى مقاومة للتطور وعامل إعاقة في عصرنا الحاضر.
_ السلوك المنطقي والعقلاني, الذي لا تحدده الشروط المسبقة أو ردود الأفعال المباشرة, بل القرار الواعي والارادي_ التفكير والارادة الحرة.
بكل أسف ما يزال نادرا في حياتنا الفردية والمشتركة...
أسألك بكل مودة:كم نسبة السلوك الواعي والقرارات الارادية في حياتك اليومية؟
* * *
يوجد معيار بسيط وسهل للغاية, كما يحافظ على درجة مقبولة من الموثوقية والدقة_ يصلح لقياس علاقة اجتماعية (أو مع النفس):
_في وضع سليم وعلاقة جيدة, يكون المستقبل أفضل من الحاضر وأجمل
_ في وضع خاطئ وعلاقة فاشلة, الماضي أفضل من المستقبل
ماذا عن الحاضر والعيش في الآن_هنا؟
تحده المشاعر المباشرة (غالبا), لكنها تحتاج دوما للتصويب_ عبر الاستعانة بالمعايير والخبرات الموضوعية, أيضا تحتاج إلى الحدس من الجانب الذاتي.
* * *
الوجود متنوع ومتعدد الوجوه والعناصر والقوى والأشكال_ يمكن إدراك ذلك عبر الملاحظة المباشرة.
ذلك يفسر الموقف العصابي النمطي ولا يبرره...
الشخصية العصابية لا تسمح للشريك ة بالابتعاد (الانفصال), كما انها لا تحتمل الاقتراب (الحميمية) أيضا



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يخطئ اكثر من يكون الحق معه
- مريض سوري اسمه الخوف
- الطريق إلى الحاضر_عشر قرارات خلال 55سنة
- اللادينيون العرب! من هم_ وأين موقعهم بالفعل في الهرم الاجتما ...
- أنت نصف المشهد
- بعد مرور عشر سنوات
- التركيز والتأمل ضد الفكرة الثابتة_ الصحة العقلية تاج يتلألأ
- الضمير المذنب _عطب العالم الداخلي (العجز عن الحب)
- نصف+ نصف = لا نهاية
- هل ينتصر العلم بالفعل ...؟
- عدم التعلق_ خبرة الابتعاد عن ما نحب أيضا
- من مغالطاتنا المنطقية والأخلاقية
- حين نفضل الصمت_ بل الخرس والصمم على الكلام( نموذج الحفرة الس ...
- كتاب السر_ المغالطة المنطقية والأخلاقية
- لماذا يسحرنا المزيف؟
- الطبيعة البشرية_ الكرامة الانسانية ضمنا
- زيارة الطبيب النفسي_علامة صحة أم مرض؟
- اليوم التالي_ اليوم الذي يلي....
- هل توجد حروب نظيفة؟
- القراءة التالية


المزيد.....




- بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال ...
- الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك ...
- بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
- ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
- الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
- قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
- الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير ...
- مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
- جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت ...
- مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - حالة فصام_تعدد المعايير مع تعقيدات المجتمع والحياة