أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - الفوضى الخلاقة














المزيد.....

الفوضى الخلاقة


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



19/11/2015
تعرف الفوضى الخلاقة على انها مصطلح سياسي - عقدي يقصد به تكون حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث تقوم بها أشخاص معينه بدون الكشف عن هويتهم وذلك بهدف تعديل الأمور لصالحهم,أو تكون حاله إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة من أشخاص معروفه من أجل مساعده الآخرين في الاعتماد على نفسهم.. وهي اجمالا تعني وجود حالة غير مستقرة نسبياً او انها تعطي انطباعا حول مسائل عالقة تحتاج الى ان يتم تصفيتها وذلك من اجل اتمام العملية السياسية سواء أكانت داخلية ام خارجية.. وهنا يأتي دور القائمين على السلطة باعتبارهم المشرع كي يقوموا باعداد واجراء اللازم كي يتعدوا هذه المرحلة.
واثناء القيام بالعملية السلطوية لايمكن اشتراط شيء معين لاعادة الامور الى نصابها، ولكن في كل الاحوال يكون الحوار اداة عصرية ديمقراطية مثالية في تحقيق الغرض المنشود بعيداً عن التشوهات السياسية العصبية المثيرة لجدلية لاسيما تلك التي تستند على منطق الديمقراطية ظاهراً وتثير القلاقل والفوضى ضمنياً، هذه الفوضى هي في صورتها خارجة عن المنطق الخلاق، ولكن الفوضى التي تعم الدولة من اجل تحقيق اهداف سامية لاتستفيد منها فئوية مناضلة او سلطوية مشرعة، فانها بلاشك تشكل معلماً حضارياً راقياً لاسيما ان استطاعت ان تحقق ولو بعض مطالبها الشرعية.
وحين اقرأ واتابع واعايش واعاين الفوضى التي عمت كوردستان في الاونة الاخيرة استبشر خيراً على الرغم من ان بعض الفئات اتبعت السبل الغوغائية للقص من منافاساتها واجبراهم على الانصياع لمنطق الفوضى غير الخلاقة مما سفكت دماء، الا انه اجمالاً كانت الرؤية حول ما يدور من احدث دراماتيكية في كوردستان تبشر بالخير لكونها اتسمت بضبط النفس بنسبة عالية من قبل الاطراف المتصارعة لاسيما الاحزاب السياسية والتي تمثلت بالسلطة من جهة والمعارضة من جهة اخرى من جهة اخرى، فامكانية اللجوء الى العنف المسلح اصبح معدوماً بل لم يكن ابداً خياراً مطروحاً بين الاطراف السياسية والحزبية تلك، وهذا ما يشكل في جوهره قفزة نوعية رائعة من حيث الوعي السياسي الديمقراطي الحداثي، وذلك لكون المنطقة ( اقليمياً ودولياً) تشهد موجة عنف مسلح راح ضحيتها الالاف من الابرياء، سواء من خلال الصراعات الاهلية الداخلية كما في سوريا واليمن وتركيا او من خلال محاربة الارهاب كما في كوردستان والعراق ومصر ولبنان ومن حيث المنطق سوريا ايضا لكونها تعيش حالى فوضى حقيقية من حيث حرب المعارضة والنظام من جهة وحرب الجميع على الارهاب الداعشي من جهة اخرى، هذه الفوضى تتسم في اغلب المناطق بالعبثية لكنها في كوردستان ومن خلال التجربة السياسية الحالية استطاعت من ضبط النفس واتباع سياسة ومنطق الحوار تارة وساسية الاقصاء المؤقت تارة اخرى، وذلك للحلول دون قيام اية فوضى غوغائية تبعد الواقع الخلاق هذا من مساره السياسي الديمقراطي المنظم.
ان القيام بامور السلطة ،ومحاربة الارهاب، وكذلك مصارعة المركز من اجل الميزانية ومن ثم الوقوف على المشاكل السياسية الداخلية كلها امور تستلزم الكثير من ضبط النفس والحكمة في التاعمل معها لاسيما ان الاضطرابات الداخلية اتت في توقيت يراه الكثيرين بانه غير مناسب لكونه يثبط عزيمة البيشمركة المتربصين باعداء الانسانية اتباع الخليفة العربي السامرائي الداعشي النكاحي، ولكن صمود البيشمركة وصمود الاطراف السياسية المتصارعة وتكاتفهم بهذا الشأن جعل من الامر يبدو وكأنه صراع الوعي وصراع الديمقراطية وصراع الحوار، مما يعني بالتالي ان المرحلة الحالية التي تمر بها كوردستان هي احدى اهم وانضج المراحل السياسية لكونها كما اسلفنا استطاعت من تحويل المنهج الحربي الاهلي الى المنهج الحواري والانضباطي.. وهي بذلك تبعث برسالة واضحة الى الجميع بان العمل على التفرقة والعمل على زعزعة الوضع الامني في كوردستان وكذلك على اثارة الاخوة ضد بعضهم امر اصبح شبه مستحيل لاسيما ان جميع الاطراف وعت وادركت بان المحيط الاقليمي بالذات لايمكنه تقبل نجاح التجربة الكوردية في كوردستان ( بالطبع بعيداً مفهوم نظرية المؤامرة)، فعمدت الى اتباع اساليب التأليب واثارة الفتن بين الاطراف السياسية الداخلية والتي تسببت بدورها تلك الفوضى الخلاقة التي كما اشرت اليها استبشر من خلالها الخير بل كل الخير لكوردستان.. لكون الغوغائية لم تستطع ان تتحكم بزمام الامور خلالها، بل ساهمت ولو بشكل غير مباشر على اعادة الرشد لاذهان الساسة الذين امتثلوا للمنطق السياسي الحواري، واكتفوا بالحرب الاعلامية التي بدورها نضجت كثيراً وبدأت تنظر الى الوضع على انه شأن داخلي يمكن تجاوز منطق الاثارة فيه، ويمكن بث روح التفائل والعمل من اجل بعث وانتعاش الرؤية التقاربية الحوارية للوصول الى حل جذري للاشكاليات التي تواجه كوردستان، سواء السياسية مع المركز او السياسية الحزبية الداخلية .



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شنكال تعود لحضن كوردستان
- هل يشترط اتحاد الاجزاء لقيام دولة
- حركية الذات وايحائية الدلالات :قراءة في قصيدة -خاتمة الروح - ...
- (لماذا لا)... (حريتنا)..(دكتاتورية)
- رسالة الى الساسة الكورد
- اصوات شاذة
- الاخرون ومحاربة التجربة الكوردية
- غرابة الصراع في عصر الحوار
- وعورة الطريق
- انزلاقة اخرى ل -العبادي-.
- مطر / قصيدة
- هل هي ازمة اقتصادية ام ازمة حزبية
- دم الصبايا
- الى متى التهاون
- ترنيمات ليل
- ئالان
- اشكالية الفساد في كوردستان
- حين تموت الانسانية
- مركب
- عندما تمضي القافلة


المزيد.....




- بدرهم واحد فقط.. قوارب خشبية في دبي تعود بك 50 عامًا إلى الو ...
- إسرائيل تدّعي قتل قائد منطقة طيبة في حزب الله جنوب لبنان
- توقع انتقام حماس لمقتل يحيى السنوار.. كاتب إسرائيلي يجيب CNN ...
- وزارة الدفاع الكندية تعلن تخصيص 47 مليون دولار كمساعدة عسكري ...
- حزب الله يعلن عن -مرحلة جديدة وتصاعدية-، وإسرائيل تؤكد مقتل ...
- كيم جونغ أون يأمر قواته بمعاملة كوريا الجنوبية كـ -عدو-
- الصورة الأخيرة للسنوار.. هاجم الطائرة المسيرة بخشبة
- -الإعلان الأخير-.. كيم جونغ أون يوجه تحذيرا لكوريا الجنوبية ...
- بعد أن خضعت لدورة كاملة من الاختبارات.. أهم خصائص بندقية -كل ...
- منع تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.. حزب ألماني يضع شرطا للت ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - الفوضى الخلاقة