دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 18:41
المحور:
الادب والفن
ثلاث مشاهدات وربع
جميل العيش مع الأعداء
دينا سَليم - استراليا
................................
" البحر من ورائكم والعدو أمامكم".
في حديقتي الخلفية تسرح الخفافيش بحرية وأصواتها تزعج النائمين.
وفي حديقتي الأمامية يقفز حيوان (البوسوم) من السقف إلى الأشجار
وبالعكس...
وأنا مغلق علي في مكتبي أنقر على الجهاز حتى طلوع الشمس
جميل هو العيش مع الأعداء!
***
صداقة وأخوّة
.................
أتى الجنائني صباحا وجز المعشب الأخضر ونسق حول الوردات، من بعدها سمحت لنفسي شرب قهوتي في الحديقة، أمضيت ساعة استرخاء كاملة والقطة تتقافز أمامي راكضة خلف فراشة بيضاء حائرة.
ما أشهاه من منظر وضعني تحت قبة التساؤلات.
القطة وجدت لها من تلعب معه، فراشة تطير على مسافة منخفضة لتمرح!
صداقة وأخوّة
***
أما حكاية صحيح
......................
أخبرتها المعيدة أن السائق الذي حمل أوراق الفحص النهائي للجامعة قد توفى في حادث طرق مريع، وأن السيارة تفحمت بسبب اندلاع النيران فيها، وأن أوراق الممتحنين جميعها احترقت أيضا وعليها أن تمتحن مجددا.
رهام ابنتي مصدومة... إنها لا تصدق أن الحكاية حصلت بالفعل.
المهم أنها استعدت كثيرا لتقبّل ردّة فعلي ولكي تقرأ تعابير وجهي قائلة:
- ليست قصة في رواية...إنها قصة حقيقية أيتها الروائية فماذا تقولين؟
- إنك تمزحين...مش معقول...أكاد لا أصدق، من يكون هذا السائق؟ أجبتها بانفعال
صراحة...شككت بالحكاية أولا، لكنها حدثت بالفعل للأسف الشديد.
مسكين السائق المجهول الذي حمل أوراق الفحص.
فرّت دمعة من عيني...قلت لها: تحري عنه، على الأقل نرسل تعزية لعائلته... ليتك تعيدين ألف فحص، المهم ألا يموت السائق!
لكنه فارق الحياة مع امتحان أو بدونه...
***
الحقی-;-قة تقال وھي أنني لا أستطيع التعاطي مع كل ھذا الانفلات
المسائي... زقزقة البلابل عند الرحيل
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟