أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت هوشيار - مزحة العبادي















المزيد.....

مزحة العبادي


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حملة الأفتراءات وتشويه الحقائق وفبركة الأكاذيب ضد الشعب الكردي في ظل حكومات حزب الدعوة الثلاث، .ليست جديدة وأن تعددت أسبابها . ويلوح لي أن وراء ذلك ، عقدة نفسية مستحكمة لدى أولي الأمر في بغداد ، تكمن في توجسهم من نهضة أقليم كردستان ، هذه النهضة التي تكشف عن سؤ إدارتهم للبلاد والعباد ، وفشلهم في تحقيق أي إنجاز ملموس واستغلال السلطة لتحقيق مآرب خاصة . فهم لا يريدون أن يقارن المواطن العراقي بين الأوضاع العامة المتردية في العراق العربي وبين أقليم كردستان الناهض ، وطن التسامح والتعايش السلمي بين أبنائه بصرف النظر عن إنتماءاتهم الدينية والأثنية والقومية .
مختار العصر الذي توّج ( انجازاته ) بتسليم الموصل الى تنظيم داعش لقمة سائغة مع أسلحة أربع فرق عسكرية من دبابات ومدرعات وصواريخ و مدافع وأنواع أخرى من الأسلحة الحديثة ، لم يكن أمامه من وسيلة لأخفاء جريمته الكبرى سوى الترويج لنظرية المؤامرة ، في حين أن العديد من كبار قادة الجيش العراقي أكدوا أن أمر الأنسحاب من الموصل صدر من القائد العام للقوات المسلحة . واليوم وبعد الأنتصارات الباهرة لقوات البشمركة وخاصة في الأقتحام البطولى لمدينة شنكال ( سنجار بالعربية ) وتطهيرها من أرهابيي داعش . جن جنون مختار العصر ، وجند مرتزقته وأبواقه الأعلامية لتشويه الأنتصار الكردي بمزاعم مضحكة . وكان ذلك متوقعاً من شخص حاقد نسى فضل الكرد عليه حينما كان لاجئاً في أربيل في أواسط التسعينات من القرن الفائت ، حيث درس في جامعة صلاح الدين وأمّن له الكرد كل احتياجاته ، وقدموا له يد العون .
الحملة الأعلامية المتواصلة ضد الكرد تشتد مع كل إنجاز أو إنتصار جديد يحققونه ، هكذا كان الأمر في عهد ( مختار العصر ) الميمون وهكذا هو اليوم في عهد العبادي ، الذي تتقاذفه أمواج الصراعات الداخلية في حزب الدعوة وفي التحالف الوطني ، وتعدد الولاءات في الجيش والحشد الشعبي من جهة وبينه وبين المكون السني الذي يعاني أبنائه من التغيير الديموغرافي ومنع النازحين من العودة الى ديارهم ومن عمليات حرق منازلهم ومحلاتهم و مساجدهم وخطف وقتل أبنائهم وزج الآلاف منهم في السجون والمعتقلات لأسباب واهية . وزارة العدل العراقية تتباهي كل شهر ، بأنها أطلقت سراح عدة آلاف معتقل لعدم ثيوت التهم الموجهة اليهم . ولكن بعد ماذا ؟ . بعد ابتزازهم ماليا وتعذيبهم وفصلهم من وظائفهم وحرمانهم من مصادر رزقهم ، وبعبارة مختصرة ، تدمير حياتهم .
لم نكن نود الكتابة عن حكم قرقوشي أسود ولى وأنقضى ، ولا عن مختار العصر ، لولا قناعتنا بأن العقدة النفسية التي يعاني منها أولى الأمر في بغداد ، ما زالت مستحكمة ومتحكمة ، وتتبدى في تصريحات سياسي الصدفة في بغداد .
لقد كنا نأمل خيراً تولى العبادي السلطة في بغداد ، ولكن سرعان ما تبدد هذا الوهم ، بعد تنصل العابدي من اتفاق تشكيل الحكومة ، وتبين أنه يسير على خطى زعيمه في حزب الدعوة ولا يختلف عنه من حيث الجوهر . ففي تصريح له يثير السخرية والشفقة في آن واحد ، زعم أن قواته أسهمت في تحرير شنكال ( سنجار) . ولا أدري كيف قطعت جحافل جيش العبادي أكثر من 500 كم وعبرت خلال اراض يحتلها تنظيم داعش ليصل الى شنكال ومن ثم يسهم في طرد داعش من المدينة ، هل عبرت عن طريق الموصل المحتلة ، أم سلكت طريق أربيل أو كركوك ، ولا طريق غيرها للوصول الى شنكال . وليس من قبيل المصادفة أن بعض الصحف الكردية نقلت تصريح العبادي تحت عنوان ( مزحة العبادي )
مواقع التواصل الأجتماعي أصبحت هذه الأيام مع الأسف الشديد ميداناً يصول ويجول فيه جيش من المرتزقة بتعليقاتهم القذرة وأكاذيبهم المفبركة ، وهؤلاء لا يختلفون عن أبواق المالكي في اختلاق الأكاذيب . ويقال أن المالكي كان يدفع مكافئات الى حوالي ستة آلاف مرتزق للدعاية له ولحكومته العاجزة وانجازاته الموهومة وللتهجم على الكرد والأفتراء عليهم وفبركة الأكاذيب ضدهم . ويبدو ان خليفة المالكي ما يزال مستمراً في دفع مكافآتهم من ميزانية الدولة .، حيث وصل الأسفاف عندهم الى حد القول ان الجنود الأميركان هم الذين حرروا شنكال ، للتغطية على حملة الرمادي المتعثرة ، نتيجة لتعدد الولاءات في قيادات الجيش العراقي والحشد الشعبي . ولم تقتصر افتراءات هؤلاء على الكرد في أقليم كردستان بل شمل أيضاً اخوتنا الكرد في سوريا ، حيث يزعم هولاء الرعاع أن القوات البرية الأميركية هي التي قاتلت في كوباني وطردت داعش منها ، وليس الكرد !
لقد نسى هؤلاء الحاقدون أن الشعب الكردي وقواته المسلحة الباسلة يخوضان معارك ضارية ضد العدو الداعشي وكان الأجدر بحكام بغداد تقديم التهاني الى الشعب الكردي وقيادته على هذا النصر المؤزر في شتكال ، ولكن العقدة النفسية المزمنة ، ما زالت هي التي تتحكم في أعمالهم وأقوالهم .
وكان من واجب الأخوة التي يتشدق بها ساسة بغداد ، مساعدة كردستان في تحمل عبْ إيواء واعاشة حوالي مليون ونصف المليون نازح عربي ، والأسهام في تلبية احتياجاتهم الصحية والتعليمية .ولكنهم تركوا كردستان وحدها لتواجه ما ينجم عن هذا النزوح الكثيف من مصاعب ومتاعب لا تحصي وفي مقدمتها الضغط الشديد على الخدمات العامة . ولكن من السذاجة توقع الخير ممن هجّر وشرّد الملايين من الرجال والنساء والأطفال ، بعد أن سلطت عليهم أرهاب داعش . وها هم اليوم يعانون من الجوع والمرض ومن البرد شتاءاً والحر صيفاً عند جسر بزيبز وفي مواقع أخرى في العراق السعيد في ظل الحكم الدعوي .
ان الهجوم الوقح على الكرد رغم كل ما قدموه للعراق من تضحيات سخية سواء في محاربة داعش أو احتضان النازحين العراقيين إنما يستهدف ، كما يبدو دق اسفين في الأخوة العربية الكردية . ولكن لماذا نستغرب من سلوكهم هذا إذا كانوا يعاملون أخوتتهم العرب معاملة الأعداء ويذيقونهم مر العذاب يومياً .
وختاما لابد أن نقول أن تمادي الحاقدين على الشعب الكردي في غيهم ، لا يقابله أي جهد إعلامي كردستاني باللغة العربية ، لتبيان الحقائق للشعب العراقي والشعوب العربية . ورغم ذلك لا يمر يوم دون أن تتحدث وسائل الأعلام العالمية التي تتصف بالموضوعية والمهنية عن بطولات قوات البشمركة المقدامة ، وأنها القوة الأساسية التي تحارب داعش على أرض المعركة وتبدي أعجابها الشديد بالروح القتالية العالية لفرسان العصر الحديث .



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يفغيني يفتوشينكو : الشاعر في روسيا أكثر من شاعر
- دموع الفرح لشعب مقهور
- رائعة بونين : الفجر طوال الليل
- بونين بالعربية ... اكتشاف متأخر لكاتب رائع
- ماذا يفعل الروس في بغداد ؟
- كابوس اوباما السوري
- حلف الناتو يعاقب أردوغان !
- لعبة أردوغان المزدوجة
- فن الرواية بين الإبداع والصنعة
- خفايا الموقف التركي من داعش ؟
- وزراء أجانب للحكومة العراقية
- احسان فؤاد .. الشاعر الذي كان يحلم بالدولة الكوردية
- دميرتاش ، النجم الصاعد في السياسة التركية
- كونوا على مستوى المسؤولية ، فالتأريخ لن يرحم أحداً !
- حياة ايليا اهرنبورغ الصاخبة بين باريس وموسكو
- زوبعة في فنجان
- من الذي قسّم العراق* ؟
- العراق في مرحلة ما بعد داعش
- الكاريكاتير : الفن الي يعبّر عن جوهر الأشياء
- ثقافة التسامح والتعايش ضرورة أنسانية ووطنية


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت هوشيار - مزحة العبادي