|
العيش بين شفاه امراة
عبد الرزاق عوده الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 18:52
المحور:
الادب والفن
العيش بين شفاه امراة عبد الرزاق عوده الغالبي سقف الله الازرق مرصع بنوارس من غيوم ، زكية ناعمة هي النسائم حين يتطاير شعرها البني المسدول فوق منكبيها الغضين ، تلوذ خلف جدار سميك من ارقام مصفوفة بين قارتين ، هاربة من الضوء وانحسار الطاقة ، ورث ذعر المرآة شرخا فيها ، ظنت ان الظل سيهزم جبروت الزمن ويوقف عدو السنوات وهروب الايام ... واحتلت الشمس كبد السماء ضاحكة ، توزع ابتساماتها الذهبية هنا وهناك بين المروج والبساتين الخضراء وحقول القمح في ذاك اليوم الربيعي.... جهلها نحو العاطفة اعمى والاحاسيس بصير، تجهل اصابعها الملساء عد السنين والايام ، تبدو مرعوبة من ثنايا الضوء وجبروت الارقام ، غصن رقيق ، هزه النسم فتمايل بغنج ودلال وظل يهفو معلقا في ثنيا الريح يتمايل بتكاسل وكأنه وفي كل مرة يتوق ان ينكفئ في الارض ليطيح صيدا او رزقا .....لا... هو نعمة من الله..... كيانا مسقولا بآيات الجمال ، تمتاز به سيدة الرقة واللذة ، عن كل نعمه ، خلقها القدرة بدقة وروية ، ارادها تحديا سافرا لمخلوقاته فهي تمتلك كل عناصر الحياة والاستمرار دفعة واحدة , وتشمخ ان اللذة والنماء لا يملكها ما خلق الا هي ... هبة او ربما موهبة ربانية ، ومن واهبها المقتدر ليثبت التوازن الحيوي بين ما زاد وما نقص و قدرته لمخلوقاته حين وضع نعومة الحياة فيها واسبغ عليها الانوثة دلقا حتى اصبحت طوف من زهر يجتذب الافاعي في الصباح الباكر للعبور اليه.... شيء عجيب لا يدركه عقل ولكن يسعى اليه بما اوتي من قوة وقدرة ، سر غريب تائه افي الاذهان يجتذب الاشياء كالمغناطيس ، لا يجاري سحره شيء، تبدأ منه الحياة وتنتهي اليه ، ويأتي الاستمتاع منها محورا يقتنص النفوس بين اعمدة السعادة والتراخي والانبهار التي يتوق اليه عبادها بكل مواردهم الذاتية والعقلية والنفسية والفيزيائية وحتى المادية... وتتحرك الشمس نحو الغرب وهي تلوح بيديها الذهبيتين وكأنها تودع سقف الله بنوارسه البيضاء الطافحة في الزرقة وتأمر النسيم ليشتد قليلا كي يزيل النوارس عن طريقها لتغرب في بيتها المسائي هناك وبهدوء...... جري ذكوري متوحش نحو كيان الانثوثة ، يعرف المتصدي منا كنه السعادة جيدا في جسدها الملتمع ، اخال الضياع احيانا في صحراء جيدها الرخامي ، فهي التناصف القسري المصيري المرغوب دوما حين يبرق في افق النفس قران خرائط العالم الجغرافي بالعالم الانثوي بتلال ووديان من مرمر ناعم تلوح منه رائحة الخدر في تحد سافر وكأنها تقول: -" هذا انا من يجرؤ الابتعاد عني... وهل تصمد الحياة بغيابي هنيهه....!؟" ويلوح القمر من بعيد وهو يتهادى خجلا من وجهها البهيج فهما بدران سماوي و ارضي وكلاهما يدوران في فلك الله الرحب ، همس الزمن في اذن مدللتي اليسرى وابليس في اليمنى فتصورت العشق هروبا من بوح تعتليه ارقام السنين ، وتناست التعرف على اعمدة السعادة الاساسية من لذة واستمتاع يعيش في داخلها وتحت قدميها.... اظن لو علمت كنهها لعاش هتلر وجبروته بين يديها سوطا تجلدنا به وشمخت ماري انطوانيت على لوبس السادس عشر وقدمته للمقصلة بيديها ولما خنق عطيل دزدمونه بل لخنقته هي بيديها المجردتين وصفقت لها الملكة الزابيث حينها تحت ذهول شكسبير ، وقلبت المسرح المحظوظ رأسا على عقب....!..... وهل يجرؤ الانسان ان يدرك كنه السعادة التي يعيشها فيها وسجنه الجميل الذي صنعت قضبانه من ذهب ، ويبحث عن اخرى بديلا , فقد اعطي حد الرابعة بطرا ....لا اظن ذلك ....!؟...سؤال يطرح نفسه هو ولا يزال يجهل جبروت هذا المحتوى الملائكي المطروح في غرفة نومه.... سجنت مرارا ، الا مدللتي فقد منحتني كل شيء ، ، مسكها عبق زهر لا يعرف اللاءات ، هي نسمة الصباح وشكولا الزمن وتفاحة الدنيا المخددة بخدين ، احمر والاخر ابيض حطت بين اسنان قرد حادة يقضمها انتقاما من جوع يكمن بين فخذيها الممتلئتين.....حتى شبع القرد ورمى ما بقي منها وبحث عن اخرى مسوسة ، استطعم فيها اكثر....فهو قرد....!... ادركتها بدرا كاملا وعشت بين شفتيها كلمة ، واخرى آهة لكني لا ادرك موقعي منها فهي عالم رحب وجبروت فسيح من سحر ، واشتد النسيم قليلا وبدأ يصفر في اذني وانا انقل امتعتي في مسكني الجديد فقد خيرتني المكوث في ارض منها فحرت ، حتى اشارت باصبعها نحو تلال تبدو قطعة من فردوس تتخللهما عينين دافقتين عسلا ، اسكنتني بينها فكانت ارض مقدسة وطاب لي الاقامة والتجوال في ذلك الفردوس العجيب ، هناك وفي ذلك العالم الرحب بين عيون دافق غذائها عسلا يستهوي القردة والدببة والدبابير في كل مكان وزمان..........
#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهل العفوية جنون؟
-
الاقتضاب والتدوير والعمق الرمزي
-
رحلة المصير
-
زهرة من عالم الغموض
-
هي فينوس ام شبعاد......؟
-
الوطن في قلب شاعرة
-
قراءة نقدية في نص الشاعر العراقي الشاب المبدع اياد القلعي
-
الجبروت
-
الطبيعة ام الانسان الثانية
-
الا نحلم باننا نستيقظ...؟
-
الوطن والشعر والانسان
-
البلاء اللذيذ
-
حدائق البؤس
-
الصراخ الصامت / قراءة نقدية
-
قراءة في قصيدة الشاعرة السورية الكبيرة فوزية اوزدمير
-
قراءة في قصيدة (اعترافات) للشاعر العراقي الكبير كريم خلف الغ
...
-
جدلية الايادي المباركة
-
الدوامة
-
من يسرقنا. ..؟
-
هكذا نحن. ...وسنبقى
المزيد.....
-
السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم
...
-
إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال
...
-
اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
-
عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|