جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 14:59
المحور:
الادب والفن
يا ميمة،
ألا زلت "جنب الخيمة"؟
بانتظار حلول مؤقتة
مثل حكومتك المؤقتة؟
فهم لا يبحثون عن حلول جذرية لأن حلولهم مؤقتة مثلهم...
في الصيف يغرقونكم بقناني المياه البلاستيكية،
وكأنها وحدها تنقصكم،
وفي الشتاء يمدونكم بالمدافئ النفطية
وسط احتفالات يحضرها مسؤول المنطقة
ومسؤول المنطقة المجاورة والمجاورة للمجاورة
ويا مكثر المسؤولين وشحة المنفذين!...
هنا لا شيء ينفذ، بل يؤجل كل شيء
إلى إشعار آخر،
غير ان الشتاء لا يؤجل حضوره
لأجل سواد عيون اصيبت بالرمد...
آه يا ميمة...
واعلامك المبجل مثل حكومته
يطالب بالحلول المؤقتة ويصرخ ويندد...
يطالب بالكرافانات للمهجرين وكأنه العلاج الوحيد الممكن...
لو انهم كثفوا جهودهم هذه في طلب عودة الاهالي،
لكانو ربحوا القضية!
لو ان السلطة الرابعة ضغطت على الحكومة،
لكان المهجر عاد معززًا ومكرمًا الى بيته العتيق،
بدل ان يحتمي داخل الخيم والكرفانات...
ولكن ماذا نقول يا ميمة؟
فإعلامنا ايضًا عبد مأمور
وكل في فلك يدور...
آه يا ميمة...
عودي الى خيمتك ولمّي جميع صغارك،
فأن ما تنشدينه بعيد المنال
وغير هذا الحال بات من المحال...
لا تحلمي بعودة ابنائك للمدرسة،
ولا ان يجد بعلك عملاً يسد رمقك،
الا تكفيك المساعدات الممنوحة من الاهالي والمنظمات
ومن بعض دور للعبادة؟
اكتفي واشكري ربك ولا تكوني طماعة!
اعرف كم يؤلمك وانت تراقبين "دعس خيولهم المعليمة"،
وانت تعرفين جيدًا من هم هؤلاء الذين قاموا بتشريدك،
ولكن قلة الحيلة اخرستك
وكثرة المآسي خنقت ما تبقى من إنسانيتك...
أعرف بأنك مهانة
واعرف بأنهم تعمدوا إهانتك
واعرف كم حل الخيم الكرافانات هذا يوجعك،
فهو إن دل على شيء،
فهو يدل على أن
الحل بعيد بعيد...!
وآه وآه يا بلد...
مع كل الإعتذار للأغنية...!
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟