أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - هذه هي حقائق أحداث باريس














المزيد.....

هذه هي حقائق أحداث باريس


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً
منذ اللحظة التي علمت فيها أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان حاضرًا في "ملعب فرنسا"، أحد الأمكنة التي وقعت فيها المجزرة، ضربت مخي صورة الرئيس الأمريكي بوش في اللحظة التي حصلت فيها انفجارات البرجين في نيويورك، ليتظاهر الواحد والآخر أمام الرأي العام ببراءة الطفل الملوثة أصابعه بالدم، فليس هذا صدفة أن يكون هناك، وليس هذا صدفة أن تُرتكب الجرائم على بعد عدة أمتار منه، فمخابرات دولة من أعظم دول العالم –لو افترضنا أنها بالفعل تجهل ما جرى من أحداث في مسرحية الدم- كانت مزروعة هنا وهناك لتحمي الرئيس كما هي عادتها في كل مرة ينتقل فيها، وخاصة إلى مكان شعبي هائل يجتمع فيه آلاف المشاهدين لحضور مباراة في كرة القدم.

ثانيًا
قلت في الحال، هذا الخسيس يلعب لعبة خسيسة، مجرمة، في حق شعبه، لغايات انتخابية، فشعبيته في الحضيض، وانتخابات الأقاليم بعد عدة أسابيع، إن لم يفعل شيئًا يظهره كبطل قومي كانت هزيمته ماحقة، وتأكيدًا لكلامي جاءت جملة من المفارقات الساذجة التي من عادة أجهزة المخابرات أن تروجها في مثل هذا النوع من الأحداث الخسيسة، مثل الجواز السوري الذي لم يحترق (!) عندما فجر الانتحاري نفسه بينما تمزق أشلاءً، ومثل السيارة التي تركها من قام بالعملية ممن لم يفجروا أنفسهم عند باب الملعب مؤجرة من بلجيكا (!)، ومثل صيحة "الله أكبر" (!) في مسرح باتاكلان، وكلام المعتدين عن "كل هذا لأن رئيسكم يضرب سوريا" (!)، كل هذا شيء مفبرك، خاصة بعد أن أخذت الصحافة تنشر نتفًا عن حياة المنقضين، لنكتشف أنهم من الفقراء الضائعين الذين استكتبتهم أجهزة المخابرات، وصنعت لهم مسارًا داعشيًا، لغاية في صدر يعقوب، دفعوا مقابلها الملايين من اليوروات حتمًا، والأنكى هو أن داعش التي هي ها هنا لتقديم خدماتها للغرب الذي أوجدها، قالت ثمانية من أفرادها هم الذين نفذوا العمليات، لأن هذا ما روجه الإعلام، فهي لا تعلم بالضبط إن كانوا ثمانية أم عشرة أم ثمانية عشر، ليست هي من وراء ذلك، فتوقف الرقم عند ثمانية بعد أن صرح وزير الداخلية بأن هناك آخرين يجولون ويصولون بين سيقان الفرنسيين لمزيد من الإرهاب الحكومي، وزير الداخلية هذا الذي صرح قبل ساعات من الأحداث أنه من اللازم سن قانون لتقوية الدفاع عن النفس لدى رجال الدرك ورجال الشرطة!

ثالثًا
بعد ذلك، أخذت الأمور بعدًا آخر غير انتخابي، عندما قرر الرئيس الفرنسي غلق الحدود وإعلان حالة الطوارئ في بلد حقوق الإنسان (!)، فوضع حدًا للهجرة التي تفاقمت، وأصبحت محيرة، ليس من الممكن احتواؤها، فكانت التصريحات عن تسلل (!) داعشيين بين المهاجرين، بينما الفرز الدقيق للمهاجرين يبدأ في تركيا الحلف الأطلسي، وعلى أساس السن والكفاءة، وكل مهاجر معروف من هو وإلى أين هو ذاهب (!). وقف الهجرة مطلب انتخابي كذلك لأقصى اليمين، وهو بالتالي قرار يخفف من هجومهم على الرئيس، ويزيد من عدد المنتخبين لحزبه. والأهم من كل هذا هذه الموجة العارمة من الاحتجاج الشعبي ليس ضد رئيس عاجز عن فعل أي شيء لمواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلد، ولكن ضد الإسلام والمسلمين، وكأنهم هم سبب كل المشاكل (!)، بينما سببها نظام رأسمالي ينهار، وعولمة تتوحش أكثر فأكثر يومًا عن يوم، وسياسات تعجز عن كل شيء ما عدًا قمع الشعوب في العالم، عالمكشوف كما هو عندنا، وبالمخبى كما هو عندهم.

رابعًا
الغضب الشعبي من الإسلام والمسلمين، أقول الإسلام والمسلمين لأن هؤلاء المساكين الذين تتلاعب بهم أجهزة المخابرات والإعلام كالطابة، لا يفرقون بين مسلمين وإسلاميين، تحت مصطلح آخر الدواعش والإسلام السياسي حلفاء ساستهم الأكثر إخلاصًا –ما تقولوا لي كم قنبلة يرمونها على كم كميون وكم مستودع إنهم يحاربون داعش- وهنا يكمن البعد الخارجي لأحداث باريس، وعلى التحديد ما يجري في مدينة فينا، في الوقت الذي يُذبح فيه الباريسيون. يوم أمس تصريح أوباما العابر الذي لم يفطن إليه أحد عن تحقيق تقدم طفيف في المحادثات فضح كل شيء: فرنسا التي لا تكل عن اعتبار أسد مجرمًا لا يمكن التعامل معه وتطالب بإقصائه، ها هي توافق على بقائه في الحكم مدة 18 شهرًا، موافقة ستمشي في خضم الغضب الشعبي (!)، يتم خلالها تصفية الفصائل التي لا يسيطر الغرب عليها، كالنصرة مثلاً، فتصريح آخر لبوتين قبل أوباما بيومين عن تقلب الدواعش كعملاء من ممول إلى آخر يكشف عن كل شيء. بوتين صار يتعلق على تلفون الإليزيه كل يوم، فهو شريك للغرب الآن بعد أن تنازل الغرب له عن إبقاء أسد حليفه -18 شهر وبعدين بنشوف فهم يتكلمون عن حل سياسي (!)- ووزراء الخارجية الأوروبيون يتحاضنون أمام الكاميرات بسحنهم المتحازنة وعيونهم المتباكية، وكيري يهرع إلى الإليزيه ليعزي هولاند، وفي الواقع ليهنئه (!)، فالخطة نجحت على حساب دم الباريسيين.

خامسًا
ليست هذه هي المرة الأولى التي تفبرك فيها أجهزة المخابرات ما تفبرك للتلاعب بالرأي العام من أجل تمرير غاياتها الخسيسة: 11 سبتمبر فتحت الطريق لأمريكا أمام قمع الشعوب في العالم دون أن تأخذ الإذن من أحد، واليوم 13 نوفمبر الشيء نفسه لفرنسا، وأول أمس عندما كان الشعب الأمريكي ضد دخول الحرب العالمية الثانية، ادعى سكوتلاند يارد أن بين يديه رسالة من هتلر يأمر فيها بقتل الرئيس الأمريكي روزفلت –هل يذكركم هذا بادعاءات أسلحة الدمار الشامل التي اعترف بزيفها بلير مؤخرًا لتمرير الحرب على البريطانيين الرافضين لها؟ لتمرير الحرب على الأمريكيين وعلى العالم؟- فكان أن انقلب الرأي العام رأسًا على عقب، من رافض للحرب إلى مطالب بها. هذا ما يحصل اليوم، فالحرب الحقيقية لم تبدأ بعد في سوريا، وهذه المرة بمشاركة كل الأطراف، أسد أول طرف، وسيتم تقطيع سوريا وباقي العالم العربي كما قلت محذرًا في مقالي "إني أحذر" دون أي ادعاء من طرفي، فالوثائق التي اعتمدت عليها لا ترقى إلى الشك، لكن دون أن يسمع لي أحد (!)، وكل هذه الهستيريا للمعلقين المحللين النابحين عندنا قبل عندهم لا تخدم إلا مخططاتهم.











#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستفتاء على الدستور
- مدام ميرابيل النص الكامل
- قائمة السفراء الثانية + تعليمات إلى كافة السفراء
- قائمة السفراء الأولى + رسائل من حكومة غزة ومعان
- تشكيل الحكومة الانتقالية
- تأسيس حزب الديمقراطيين
- أريد اقتسام الأردن مع إسرائيل
- يا أمريكا أريد أن أكون خليفة!
- أبو بكر الآشي النص الكامل
- إني أحذّر!
- مقارنات عاجلة بين رائف بدوي وعبد الله مطلق القحطاني
- مليار دولار صدقة لله يا محسنين!
- العصافير لا تموت من الجليد النص الكامل
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل السابع والأخير
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل السادس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الخامس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الرابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الثالث
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الثاني
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الأول


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - هذه هي حقائق أحداث باريس