|
اليد الخفية وراء ضربات فرنسا
كريم قمودي
الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 20:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليد الخفية وراء ضربات باريس أو تأديب فرنسا !
بديهيات:
فرنسا تدعم الإرهاب في كل مكان في إطار تحالفها مع أمريكا و مصالحها فهي التي خلقت ومولت ولا تزال تدعم - تنظيم الإخوان في نسخته الزنجية في إفريقيا = بوكو حرام - تدعم و تمول داعش في العراق وسوريا - تدعم التنظيمات الإرهابية المتناحرة في سوريا فيما بينها وتحارب النظام السوري - فرنسا خلقت الفراغ في ليبيا ونتيجته تناحر الليبيين و تقاسم النفوذ و ثروات ليبيا قطرائيل والإمارات و إسرائيل - التنظيمات الإرهابية في كل من سوريا والعراق وليبيا تعرض بترولها شبه مجانا عبر تركيا وموانئ ليبية تحت سيطرة داعش ( 10 دولارات للبار يل = عوضا عن 45-50 دوار في السوق العالمية) مقابل تأمين السلاح عبر تركية و قطر و الإمارات العربية بأوامر أمريكية !
جوهر اللعبة : التدخل الروسي في سورية قلب موازين اللعبة السياسية على أرض الواقع ويهدف أي إحباط المخطط الصهيومريكي لإعادة تقسيم المنطقة في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ، فرنسا التي لا تخفي دعمها للإرهاب في سورية كانت تسعى لفرض حظر جوي فوق التراب السوري بغطاء رعي أممي مثلما فعلت في هدم ليبيا لكن مشروعها قد فشل هذه المرة بفضل الفيتو الروسي و الصيني غير أنها واصلت التلويح بالتدخل العسكري مباشرة في المنطقة بتحريض أمريكاني وفجأة توقفت عن التهديدات و تراجعت عن فكرة التدخل اثر التدخل الروسي حتى لا تدخل في مواجهة مع روسيا في الجو حيث الدفاع الجوي الروسي و الخافرات البحرية تحمي المجال الجوي و البحري السوري. نتيجة مباشرة: عدل الطيران الإسرائيلي على التحليق فوق الأجواء السورية لمد الدواعش بالمعلومات الميدانية واضطرت فرنسا إلى تجميد مشروع المغامرة وحدها في سورية كما كون الحضور الروسي ميدانيا ردعا لا يمكنها تجاوزه ،
الحل الأفضل: كان لا بد لأمريكا من إرغام فرنسا على فعل شيء ما مثل جرها للمشاركة في تدخل عسكري محتمل ضمن تحالف جديد وسيناريو لازال غامض الخطوط قد يكون الدخول في مواجهة مباشرة تتخذ من سورية مسرحا لها و هكذا يُستعمل الإرهاب في باريس ذريعة لتدخل حلف الناتو تحت قيادة أمريكا في مواجهة جماعية لروسيا وحلفائها على الأرض إي إيران وحزب الله وفي الخلف كوريا الشمالية والصين.. هذه هي اللعبة الأمريكية القذرة لخلق ظروف جديدة و مهما كان مُنفذُ عمليات باريس البارحة فهم كالعادة بيادق مأجورة بتحريك أمريكي لتبقى هي بعيدة عن الاتهامات.. وعلى هذا يمكن القياس بخصوص التخطيط لزعزعة مصر ( وتنصيب الإخوان كبديل للأنظمة الدكتاتورية في مصر وتونس و ليبيا والشيعة في العراق) كما وفي الشأن الليبي عن طريق قطرائيل و حليفتها تركيا التي لا زالت تعاني من كابوس هوية و حلمها باستعادة مجد الإمبراطورية العثمانية بتسويق إسلامها " المعتدل" موقدة هوس الإسلام المالي المتعجرف حتى لا نقول السياسي إلى تحقيق الخلافة وفرض الدكتاتورية اللاهوتية أسوة بالسلف ( ؟؟؟) و قد تنتج حالة المخاض التونسية بمتغيراتها نموذجا آخر لهذه السياسة الأمريكية وأطماعها بإحكام سيطرتها الشاملة على شطر إفريقيا تقريبا والجزء الشرقي من البحر المتوسط ومنافذه عبر تحكمها في المجالات البرية و البحرية و الجوية و البرية ( القاعدة الأمريكية في الجنوب التونسي التي أسستها تحت حكم الإخوان أو الترويكا والقاعدة الثانية التي تنوي إنشاءها في ضواحي الهوارية بالشمال التونسي تكون مطلة على المتوسط وذات قيمة إستراتيجية كبرى) ولا أحد يتجاهل الغرض من الاتفاقية الغامضة المبرمة بين أمريكا و تونس و منحها وسام" الشريك الممتاز" خارج المنظومة الامبريالية عبر الحلف الأطلسي – وهدفها تركيع الشقيقة الجزائر وتفتيتها مثل ليبيا باستعمال نعرات الشعوبية الأمازيغية !
العبرة: بعيدا عن نظرية المؤامرة، فان كل الدلائل و القرائن القاطعة متوفرة لإدانة الدور الأمريكي في تصنيع الإرهاب من القاعدة الكلاسيكية إلى الفصائل التي تسميها " المعارضة المعتدلة من جبهة النصرة إلى أنصار الشريعة والحشد في العراق و بوكو حرام في إفريقيا و تنظيم الإخوان الإرهابي ( هل من مراجعة جدية لتاريخ الاتجاه الإسلامي لاحقا النهضة ونشأتها و من يدعمها مرورا بمحاولة الانقلاب على بورقيبة حتى عهد الجنرال عمار) و حزب التحرير الدولي و أخيرا و ليس آخرا شراذم داعش ( التنظيم يتركب من مجندين من حوالي 50 دولة) والإرهابيين في ليبيا بشتى ألوانهم .. -------------------------- - كريم القمودي . هولندا 14 نوفمبر 2015
#كريم_قمودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تحولت الجامعة العربية من ضمير العروبة الى نادي للخصيان ؟
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|