أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علياء حمّاد - عن الكمال - نظرة أكثر واقعية بقليل














المزيد.....

عن الكمال - نظرة أكثر واقعية بقليل


علياء حمّاد

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 22:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرفون ما يردده الناس من أنّه لا وجود للكمال و أنّه لا يوجد إنسانٌ كامل ؟
هذه النظرة غالباً تكون رهن تعريفهم للكمال والذي يُقصد به غالباً انعدام العيب أو الخطأ وهو الذي سأشير إليه مؤقتاً في هذا المقال بـ " الكمال الديكارتيّ". و بالطبع مفاهيم العيب و الخطأ والصواب هي مفاهيم متميّعة تماماً مما يجعل مفهوم الكمال المتعارف عليه متميعاً كذلك.
و لكن لي نظرتي الشخصية بشأن " الكمال " وهي نظرة من الممكن أن نصفها بأنّها عملية قليلاً. الكمال هو استغلال كل الإمكانات الموجودة استغلالاً صحيحاً بحيث نحصل على أكبر قدر ممكن من الاستفادة. أي أنّ الإنسان الكامل موجود و هو : الذي يتمكّن من استغلال كل قدراته البشرية – المحدودة بقوانين الفيزياء و البيولوجيا – استغلالاً جيداً.
لأوضح الفكرة سأستعير مشهداً من فيلم نيكولاس كايدج " The city of angels". في المشهد يجلس مَلَكان كاملان و مخلّدان على شجرة ويبدآن بتعداد الأمور " البشرية " التي يتوقان لتجربتها مثل الوقوع في الحب أو تناول الطعام أو أخذ الكلب في نزهة. و هي أمور بشرية تافهة تماماً لكنها محبّبة إلى نفوس الملكين. و لأنّ الذي كتب ومثّل و أخرج المشهد هو إنسان لا ملاك ، فهذا يعني أنّ الإنسان – بعجرفته المعتادة – هو من يظن أنّ الملائكة تحسده على بشريته التافهة. إذاً الإنسان يحتفي بدونيته هو يحب كونه
مقززاً مثيراً للشفقة تماماً كما يحب كونه جذّاباً وساحراً ... يحب كونه إنساناً بكل ما يمتلكه من نواقص و تفاهات.
و الأن حاول مثلاً طرح بعض الأفكار الاشتراكية على أحدهم ، الرد المعتاد الذي ستتلقّاه هو أنّ الوصول إلى مجتمع كامل أمر مستحيل و أنّ العالم لن يصبح أبداً مكاناً خيّراً وجميلاً. الصفة السائدة على هذا الرد ليست عدم التصديق أو التشاؤم أو الواقعية بل هي عدم الرغبة في الوصول إلى مجتمع كهذا.
هم لا يريدون التغيير ؛ لأنهم يخافون الوصول إلى عالم لا يقهِرون أو يُقهَرون فيه. هم يحتاجون إلى النواقص لتكتمل إنسانيتهم. و لكن هناك دوماً تلك النزعة إلى النمو ليس بهدف الوصول إلى الكمال الديكارتيّ بل الوصول إلى أفضل وضع ممكن و أفضل استغلال لنواقصنا ومحاسننا معاً.
تلك االنزعة التي أخطأ ديكارت في تفسرها بكونها نزعة إلى الكمال المترفّع عن أي نواقص.
و أخيراً هنالك دوماً أولئك الذين يتصوّرون الكمال الديكارتيّ في الإله ، لذا يسيرون في طريق " الإلهيّ " بحثاً عنه ، لكن لا فرق إذا كنت ستذهب إلى الكنيسة بعد أن تتبوّل في الصباح أو ستذهب لمشاهدة مباراة البيسبول فستظل إنساناً على أي حال. لكن إذا استغللت بشريتك بأكبر قدر ممكن فستصلُ إلى الكمال و من ثَمّ ستردك أنّ الإنسان ذاته هو الإله.



#علياء_حمّاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علياء حمّاد - عن الكمال - نظرة أكثر واقعية بقليل