أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - ليلة سقوط الداعية














المزيد.....

ليلة سقوط الداعية


مشتاق جباري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليلة سقوط الداعية

بدأ حلم اعادة دولة الخلافة الى الحياة بعد سقوط الدولة العثمانية على يد مجموعة من الدعاة الاصلاحيين الذين وجدوا في المؤسسة الدينية التقليدية نموذجآ سلبيآ يجب التخلص منه بشكل تدريجي وذلك عبر بناء مجتمع اسلامي يؤمن بحاكمية الاسلام ويملك الاستعداد الفعلي لخوض المواجهة ,ومن الذين عملوا على التنظير لهذا المشروع هو العلامة رشيد رضا ( القادم من طرابلس الى القاهرة ) والذي قام بمساع لأعادة مشروع دولة الخلافة عبراختياره لفكرة جديدة تقوم عبر اختيار مدينة الموصل في العراق كنموذج مرحلي مصغر ومن ثم يتوسع تدريجيآ وبصورة سلمية عبر اجراء التفاهمات المناسبة مع الدول المؤثرة في هذا الامر,الا ان مساعيه فشلت في احداث ذلك ,وقد تأثر رشيد رضا في اواخر ايامه بألحركة الوهابية ولكنه لم يجنح نحو التكفير وقد فتح هذا التأثير الباب فيما بعد لهيمنة الحركة الوهابية المتشددة على الحركة الاسلامية الاصلاحية التي رغم ايمانها بمفاهيم خطيرة مثل الجهاد المسلح وغيرها الا انها لم تجنح نحو التكفير المباشر والواضح والعلني رغم كل ما كتب وقيل عن معالم في طريق سيد قطب وغيره ,كل ذلك ساهم في انجاح محاولات المملكة السعودية للهيمنة على القرار الديني الاسلامي عبر سحب البساط من تحت اقدام الازهر ونقل مركز التأثير الديني في العالم الاسلامي الى المملكة بدلآ من مصر وبهذا التحول بدأنا نشهد تطور حركات التكفير والجهاد التي توجت بتنظيمات مثل التكفير والهجرة وتنظيم القاعدة وتنظيمات اخرى ومنها جبهة النصرة وتنظيم ما عرف بداعش (تنظيم الدولة الاسلامية ) الذي اعلن عزمه على اعادة احياء دولة الخلافة على الطريقة الاموية التي تتسم بألوحشية والعنف وكان المشترك الوحيد بين الدعوتين(دعوة رشيد رضا السلمية ودعوة تنظيم داعش الجهادية ) هو اختيار الموصل كعاصمة لدولة الخلافة وهذا الامر له اسبابه واعتباراته وتأثيراته الخاصة , ان حدوث هذا الامر وبعد عقود طويلة من رحيل الرعيل الاول للحركة الاسلامية السنية التي انطلقت في مصر يؤكد عمليآ ان النموذج الوهابي هو الذي استطاع ان يهيمن على الحراك الاصلاحي ويجعل نتائجه تصب في مصلحة منظومة التطرف التي تتمتع بنفوذ مالي وسياسي كبير لأنها ممثلة بدولة لها تأثيرها الديني والسياسي والاقتصادي في المنطقة ,وان ما قامت به المجموعات المتشددة اليوم بتبنيها نموذج تاريخي من مرحلة ما بعد صدر الاسلام والخلافة الراشدة يجعلنا قادرين على معرفة مسار هذه الحركات وطبيعة توجهها واهدافها وكذلك سهولة اختراقها واستخدامها في تنفيذ اهداف خطيرة,ومابعد سقوط الاخوان في مصر وما تشهده الدول العربية تكون الحاجة لأحداث تغيير جذري في منظومة الفكر والمعرفة الدينية السنية امر لايحتمل التأجيل والحديث عنه يستوجب اعادة قراءة المشهد الديني والسياسي برمته وتفكيكه بشكل يجعل الخط المعتدل قادرآ على الوقوف بوجه الحركة الوهابية التي اصبح معروف انها هي الحاضنة لأكثرالحركات التكفيرية تشددآ في العالم الاسلامي وان فشل كل المشاريع الاصلاحية المعتدلة هو بسبب هذا الفكر القائم على الاقصاء وشق الصف وتكفير الغير لذلك فأن ولادة ظواهر فكرية منحرفة وشاذة وربطها بالاسلام امرسيحدث مرات اخرى بوجود حالة التطرف والاقصاء والتي تسببت بأهمال واضح وخطير للقضية الفلسطينية التي كانت القضية المركزية للمنطقة العربية قبل حدوث التحولات الاخيرة ,ولايكمن الحل في نهضة تتبناها مؤسسة الازهر التي تحتاج هي الاخرى الى ان تعيد النظر بخطابها بشكل عام وان تتخلص من هيمنة المال الخليجي والتأثير السياسي عليها لتكون مؤسسة معرفية تتبنى منهجآ وسطيآ جامعآ فقط بل يجب العمل على ان تكون الحواضن الفكرية للتيارات والمذاهب المعتدلة كثيرة وفاعلة ,ولابد من الضغط على المؤسسة الدينية الوهابية لتغير من نهجها وخطابها المتطرف, وان يعتمد دعاة الاعتدال على اليات جديدة في ترويجهم للوسطية الدينية ,الامر يحتاج الى ثورة من العلم والمعرفة والوقوف بوجه الرجعية ,ليلة سقوط الداعية ستشهد سقوط دولة الخلافة في الموصل العراقية في العام القادم وسيكون هناك انهيار تدريجي في سوريا لتسقط بعدها اوراق التيارات التكفيرية الاخرى تباعآ .وتبقى مهمة تيار الاعتدال والوسطية مهمة صعبة في واقع يعج بألتطرف والرغبة في سفك الدماء وبسط النفوذ وحكم الاخرين بألقوة .



#مشتاق_جباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم على الطريق
- ثم اهتديت
- هذه الارض لاتشيخ
- حين يعتزل القلم
- العودة الى الذات
- العالم يشيخ مبكرآ
- سياسة الانبطاح الايرانية
- لاتحلموا ...
- والصبح اذا تنفس
- امتي الشريدة
- الامبريالية الاسلامية
- العشاء الاخير
- حوار العبيد
- قرن الشيطان
- دولة الانسان
- القبر الابيض المتوسط
- مملكة الرمال تتهاوى
- بين المعركتين
- لمن يسأل عن القضية
- سبايكر


المزيد.....




- إصابة العشرات بعد إطلاق صواريخ من لبنان على الجولان.. وبيان ...
- السعودية: وزارة الداخلية تعدم الأكلبي قصاصا.. وتكشف كيف قتل ...
- -كتائب القسام- تتصدى لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محور ا ...
- سترانا: إحراق مركبة عسكرية أخرى في كييف
- -لقد ضربوا حلفاءهم-.. سيناتور أمريكي سابق يتحدث عن تفجير -ال ...
- أولمبياد باريس 2024: خطأ فادح يخلط بين كوريا الجنوبية والشما ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية شر ...
- مصر تضغط.. نحو صفقة لإسرائيل مع حماس
- مجموعة مستوطنين تعتدي على قرية برقا الفلسطينية بالضفة الغربي ...
- ليتوانيا تعلن تسلمها أسلحة ثقيلة بقيمة 3 ملايين يورو قبل نها ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - ليلة سقوط الداعية