فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 17:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي کانت فيه شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الايراني، تتطلع الى تقديم مسٶ-;-ولي و قادة النظام الديني المتطرف في إيران الى المحاکمة لمحاسبتهم عما إرتکبوه بحق الشعب الايراني خصوصا و شعوب المنطقة عموما من جرائم و مجازر و إنتهاکات و العبث بالسلام و الامن و الاستقرار، فقد فوجئت هذه الشعوب بدعوة رئيس النظام روحاني لزيارة فرنسا في نوفمبر2015، وهو ماصدمها خصوصا وإن عهد روحاني قد شهد تصعيدا سلبيا داخل و خارج إيران ومع إن الزيارة قد ألغيت بسبب تفجيرات يوم الجمعة 13 نوفمبر الارهابية، لکنها لازالت قائمة ولم يتم إلغائها نهائيا.
مراجعة السجل الاسود الحافل لممارسات النظام الديني المتطرف ضد الشعب الايراني بشکل خاص و شعوب المنطقة بشکل عام، يبين ماقد إرتکبه هذا النظام من جرائم و إنتهاکات واسعة ولاسيما في مجال حقوق الانسان وکذلك نشر التطرف الديني و الارهاب، يمکن إعتباره أرضية مناسبة و حافزا للعمل و النضال المشترك ضد مخططات هذا النظام، مع إننا نرى من الضروري جدا أن يکون هناك تنسيقا و جهدا واسعا من أجل أن يکون هناك نشاط على أوسع نطاق في سبيل فضح جرائم و إنتهاکات هذا النظام أمام الرأي العام العالمي.
المقاومة الايرانية التي أدانت من جانبها تعاون بعض الاطراف الغربية مع النظام الديني المتطرف في إيران و السعي لتجميل صورته القبيحة و الزعم الکاذب بأن روحاني يختلف عن خامنئي و المتشددين، وقد أوضحت بأن الهدف من وراء هذه المساعي الغربية ليس سوى عقد صفقات تجارية والحصول على حصة من كعكعة ثروات الشعب الإيراني. هذه المساعى لاتجدي نفعا وتبقى محدودة جدا إلا إذا كان هناك تغيير حقيقي في المعادلة الإيرانية وهذا التغيير لايمكن أن يتحقق إلا في الداخل الإيراني ولدى الشعب الإيراني.
مع الاخذ بنظر الاعتبار تجربة هذا النظام طوال 36 عاما، فإنه ليس هنالك من أي أمل بأن يخطو هذا النظام ولو خطوة واحدة بإتجاه تحقيق أهداف و طموحات الشعب الايراني، کما إنه من المستحيل أيضا أن يکف عن تصدير التطرف الديني و الارهاب الى الدول الاخرى، وإن تنظيمات إرهابية نظير داعش و النصرة و أحرار الشام و الميليشيات الشيعية المسلحة، هي بالاساس رد فعل لنشاطات و تحرکات النظام الديني المتطرف في إيران، وان ماجرى من هجمات إرهابية في يوم الجمعة الماضي في باريس، لايمکن أبدا عزله من حيث السياق العام عن الخط الفکري العام لهذا النظام و الذي يوفر أفضل أرضية لترعرع التنظيمات المتطرفة.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟