عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 20:43
المحور:
الادب والفن
هذهِ الأخبارُ السيّئة
ذهبتُ إلى طبيب العيون .
قلتُ لهُ .. لا أرى جيّداً ، أشياءَ كثيرة.
قالَ لي .. مع الأسفِ ، لا يوجدُ علاجٌ .
لا تَثِقْ بأكاذيبِ الرجالِ على شاشة التلفزيون .
إخفِضْ صوتَ المُذيعاتِ الجميلاتِ إلى الصِفرِ .
و حدّق طويلاً في تفاصيلهنَ المُدهشة .
و تعايَشْ مع ذلك .
ذهبتُ إلى طبيب الأذن .
قلتُ لهُ .. لا أسمعُ جيّداً ، أشياءَ كثيرة .
و يزعجني الكثير من الطنين .
قالَ لي .. مع الأسف ، لا يوجدُ علاجٌ .
إرفَعْ صوتَ الراديو .
وأستمِعْ إلى كُلّ شيءٍ ، دون إنتباه .
و تعايَشْ مع ذلك .
ذهبتُ إلى طبيب القلب .
قلتُ لهُ .. أنّ روحي ، ليستْ على ما يُرام .
قالَ لي .. مع الأسف ، لا يوجدُ علاجٌ .
خُذْ جُرعةً إضافيّةً من النسيان .
و تعايّشْ مع ذلك .
ذهبتُ إلى الدولة .
قلتُ لها .. هذا خرابٌ كثير .
قالتْ لي .. مع الأسف .
أنا غائبةٌ ، وأنتَ وحدَك .
تعايَشْ مع ذلك .
ذهبتُ إلى أمّي .
قلتُ لها .. أنا مغموسٌ بالأسى ،
و خائبُ الرجا ،
و وحيد .
قالتْ لي .. وأنا أيضاً .
مع الأسف .
لم يعُدْ حُضني يتّسِعُ لك .
إفتَرِضْ حُضْناً إضافيّاً ..
و تعايَشْ مع ذلك .
أنا أعرفُ .. كيفَ أتعايشُ مع ذلك .
سألوذُ بعُزلتي الشاسعة .
و تنتهي إلى الأبد ..
هذه الأخبارُ السيّئة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟