|
مجموعو إزنزارن تنبأت بالنهضة الأمازيغية وبخطاب أجدير منذ سنة 1984
ابراهيم الكبوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 13:59
المحور:
الادب والفن
إزنزارن تنبأت بالنهضة الأمازيغية وبخطاب أجدير منذ سنة 1984
صدرت قصيدة aTTan سنة 1984، ضمن ألبوم ضم إلى جانبها قصيدة تلاس و البريح و ايزيليض، حيث لامس هذا الشريط بمختلف قصائده هموم الانسان في بعدها السياسي و الاجتماعي والأخلاقي، في قالب فني ينهل من عناصر الطبيعة ،ويسقط عليها مآسي عالم الإنسان . إن كلمة aTTan تعني الفراق ، ويعكس هذا اللفظ صدى للأحزان و الفرقة و الضياع،وأطان تحيل عادة على الجانب العاطفي،أي فراق الحبيب أو الأحبة،انها تعبر عن حجم الانكسار العاطفي الذي قد يصيب الفرد حينما يفقد خليل فؤاده. غير أن الحبيب قد لا يكون دائما متجسدا في الآخر الانسان،بل قد يتخذ مظاهر أخرى،فقد يكون أرضا لم تعد رحابتها تسع طموحات الشاعر فقرر أن يجد عنها بديلا ،أو وطنا واسعا ضاق فيه الأفق، فاختار دونه الفراق. وقد يكون موضوع الفراق رمزيا يتعلق برفض ثقافة المجتمع وبالتالي هجرانه والابتعاد عنه. إن موضوع الفراق إذا،يفتح المجال واسعا أمامنا كي نكتشف مختلف أبعاده، التي اختارها الشاعر في قصيدته،ولهذا فنحن نواجه عدة أسئلة مؤرقة، سنسائل بها هذا المتن الشعري، علنا نميط اللثام عن بعض الغموض الذي يكتنف هذا اللفظ الشائك "أطان". ماهي مختلف المظاهر و الأبعاد التي يتلبسها الفراق في القصيدة؟ الى أي حد استطاع الشاعر أن يعبر عن حالة الفراق كتجربة ذاتية تنم عن شعور جماعي بالضياع ؟ في البيت الآتي يقول الشاعر ad ur ttinit uhuy arraw ira d nkrn المعنى التقريبي : لا تقل لا,الأبناء ستنهض فالشاعر هنا وكأنه يجادل شخصا ما،ويقاطعه بثقة عالية بالقول : "لا تقل لا،الأبناء ستنهض"،فالذات هنا على يبدو تعرف المستقبل،بل هي متأكدة من انبعاث الجيل القادم،وسوف يقومون بنهضة،إن لفظ ira ad nkrn (سينهضون) وهو يقصد أنهم جماعة،أي انه مؤمن بنهضة الجماعة ووعيها بذاتها،فلفظ nkrn لم يأتي عبتا بل هو في علاقة اشتقاق مع كلمة tankra وهي النهضة. إن الشاعر يتنبأ بالمستقبل بشكل شجاع وكأنه قد علم بالنهضة الثقافية الأمازيغية في الآونة الأخيرة،فالذات إذن لها قدرة عالية على التنبؤ بالمستقبل،إلا أن هذا المستقبل مشرق ومطمئن. وفي البيت التالي يقول : ar kiv iRZm loin iriz ira afud المعنى التقريبي : إلى حين فتح العين ,الوسخ سوف يزول . فالشاعر هنا يبني تنبئه على حالة،أي من دون تحقق هذه الحالة لا يمكن أن يتحقق المستقبل الذي تنبأ به الشاعر،والحالة التي اشترطها هي الانتظار إلى حين انفجار العين،بعد ذلك_حسب الشاعر_يمكن الحديث عن زوال الفساد وما يعكر الحياة من شوائب وأوساخ،فالعين هي مصدر المياه،والمياه هي التي تزيل الأوساخ.وبالتالي فالذات مؤمنة بانفجار قريب سيزيل جميع المفسدين والطغاة الذين جعلوا الحياة سوداء وملوثة،أي أنها تتوقع بنية مستقبلية انفجارية ثورية على الظلم والفساد المتفشي في الحياة. uggugn rad nkrn rad kullu tsum atig المعنى التقريبي : البعيدون سينهضون ,ستشربون كلكم القيمة agllid rad urrin rad sul iskr amccad المعنى التقريبي : الملك سيتراجع ، سيقوم بالخطاب رغم أن البنية اللغوية الممثلة في لفظ "rad" تدل على أن الشاعر يتحدث عن المستقبل،إلا أن هذه البنية المستقبلية تبقى مركبة ورمزية يصعب فهم دلالتها بشكل مطلق،فالشاعر يؤكد نهضة مستقبلية،ويضيف مخاطبا الجماعة بالقول : "إنكم ستنالون ما تستحقونه"،والسؤال المطروح هنا بكل تأكيد ما الذي تستحق هذه الجماعة؟وهذا ما سيجيب عليه البيت الموالي،فالشاعر لم يتنبأ فقط بالنهضة الجماعية وحدها،بل إنه ربط هذه النهضة بتراجع الملك عن مواقفه بالقول : "agllid rad urrin " أي الملك سيتراجع بل الأكثر من هذا فقد أوردت المجموعة الصيغة المستقبلية التي سيأتي بها هذا التراجع،فسيقوم الملك بالخطاب ليصحح ما قام به،وهنا تتجسد بشكل جلي وواضح القوة التنبؤية للمستقبل وما يخفيه،ولا يمكن أن نفصل أبيات القصيدة ونفهم كل بيت على حدا،بل علينا أن نفهم السياق العام للقصيدة وما تعبر عنه من حزن ومأساة في بداية القصيدة،ولعل الشاعر لم يرد أن يحرم المتلقي من بارقة أمل قد يتنفس من خلالها هذا الإنسان المقهور نسيم الحرية والسعادة وإن انعدمت معالمها. ومن منطلق تاريخي فإن هذه القصيدة سجلت في بداية التسعينات وبالضبط سنة 1990،أي في مرحلة عُرفت بانعدام الحريات باعتبارها مرحلة حرجة من تاريخ المغرب،بالإضافة إلى كونها مرحلة لم تلتفت فيها المؤسسة الملكية إلى مطالب الشعب المغربي عامة،والشعب الأمازيغي على الخصوص ، هذا الأخير الذي كان ينادي بحقوقه الثقافية و الدستورية رغم الخناق على المناضلين،خصوصا وأن هذه المرحلة التاريخية قد عرفت العديد من الاغتيالات السياسية لبعض رموز القضية الامازيغية،وعلى رأسهم المفكر بوجمعا هباز. إن الشاعر قد عبر عن رؤية مستقبلية مشرقة،بل يمكن القول أنه تنبأ منذ بداية التسعينات لتراجع المؤسسة الملكية عن مواقفها الإقصائية و السياسات العنصرية التي عان منها الإنسان الامازيغي وقضيته منذ زمن بعيد،والغريب في الأمر أن الذات الشاعرة قد تنبأت أيضا منذ تلك الفترة إلى خطاب أجدير الذي فتح المجال للغة الامازيغية باعتبارها اللغة الأم للمغرب وشمال افريقيا على العموم،فهو_خطاب أجدير_ بداية اعتراف جدي وصريح بهذا الشعب الذي قضى قرون عدة من التهميش والقهر والضياع في البحث عن مستقبل آمن لهويتها وثقافتها الأصيلة. ومن هنا ، فالشاعر هنا له نظرة تفاؤلية للمستقبل،فقد تنبأ بتراجع السياسة الإقصائية للشعب الأمازيغي،كما أنه تنبأ بالإرادة الملكية في الرقي بالأمازيغية والنهوض بها في شتى الميادين،إلا أن بإمكاننا القول أن الذات الشاعرة قد تنبأت منذ بداية التسعينات بالمرحلة التي نعيشها الآن إنها ما يسمى في الأدبيات السياسية المغربية بالإنصاف والمصالحة.ونفترض أن يكون هذا التنبؤ نتيجة للحراك الذي عرفته الساحة السياسية لمناضلي الحركة الامازيغية،فهذا الإعتراف لم يأتي وليد الصدفة بل إنه ثمرة نضال الحركة الامازيغية ولعل هذا دفع الشاعر بالقول :" rad tsum atig " (ستشربون قيمته) أي إنكم ستنالون ثمار ما قدمتموه من تضحيات جسيمة.
قصيدة aTTan (الفراق) سنة 1984
wa manik ira adav izri waTTan nnun كيف لي أن أنسى فراقكم a ttallamt idammn kayyin ivaman أن تذرفي الدم يا عيني هو ما تبقى لي amma amTTa issrmit ur nssndm yan أما الدمع أضناني دون أن يشفق أحد عليّ ssod inu igigil ad tgit a mani riv إن قدري يتيم فأين المفر ؟ uzzlv ng afllap ur sul llan waman أسرعت لأكون فلاحا لكن الماء لم يعد موجودا uzzlv ng akssab txrrfmt a taganin أسرعت لأكون كسَّابا لكنكِ يا غابات قد تصحرتِ akknt saqsav a tuga v waman is llan أود أن أسألك أيتها الأعشاب عن الماء أهو موجود؟ iggi n targa ayad urta iqqur loin منبع هذا الجدول لم ينضب بعد izug ugllif ifl ssllt lliv attilin هاجر سرب النحل الخلية التي كانت تؤويه ur tn tumit a taddart ipussa takat لم يعد يشعر فيه بالأمان ajd--dir-- iRZa watig ns mqqar ak ixlf الوردة فقدت قيمتها وإن أزهرت zugnt tzwa lli bdda gis ittasin tammnt حتى النحل الذي استشف الرحيق منها رحل aman ur lin loib mqqar gis illa iriz ليس العيب في الماء وإن كان وسخا willi gis ittagmn ntnin at irwin الكدر آت من الذين يرتئون منه ur ak nSfa nknin izd ad Sfun waman نحن أنفسنا لسنا صافين,فكيف إذن للمياه أن تصفو ddunit walabud a tsaka yan afus إن الدنيا من الواجب أن تعذب المرء fk lxaTR ad ur tallat aglif ur jlan تمهل لا تبكي الخلية لم تتوه nufad yad middn da smiTTiwn i wyyaD وجدنا الناس يبكون منذ الآن asmammi d umTTa ur srs tilit atig الشكوى والدموع لن تعطيك القيمة rak ipkam wafus iv ur TTaft isnnan سيتمكن منك اليد إن لم تكن لديك الأشواك fk tujjut awr tsbuvlut akal kfas amud إعطي العطر الأرض إعطها البذور ad ur ttinit uhuy arraw irad nkrn لا تقل لا الأبناء ستنهض ar kiv iRZm loin iriz ira afuD إلى حين فتح المنبع الأوساخ ستزول uggugn rad nkrn rad kullu tsum atig البعيدون سينهضون ستشربون كلكم القيمة agllid rad urrin rad sul iskr amccad الملك سيرجع سيقوم بالخطاب
#ابراهيم_الكبوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير الاحصاء يؤكد استمرار ونجاح مسلسل التعريب بالمغرب
-
خريجوا الأمازيغية يطالبون الجهات العليا بإقالة بلمخطار
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|