رؤية تحليلية لسقوط طائرة شرم الشيخ

هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد سقوط الطائرة الروسية بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ ثارت الاقاويل والاتهامات بوجود مؤامرة دولية على مصر تشارك بيها كل من امريكا وبريطانيا
ورغم اننى فى حالة حزن عميق لوفاة ابن عمى واقرب اصدقائى الى قلبى الا ان هذه الاقاويل اثارتنى
فكما ان هناك اذن موسيقية لاتسطيع ان تتقبل اى الحان هابطة
وهناك اذن لغوية لاتستطيع قبول نشاز فى اللغة
وهناك عين جمالية لاتستطيع ان تتقبل القبح
فان هناك عقلية نقدية لاتستطيع ان تتقبل الاقوال الساذجة والعبيطة
ولاننا ايها السيدات والسادة نفكر كما نحب ولانفكر كما ينبغى
فقد رايت ان اكتب هذا المقال فى عدة نقاط مختصرة وموجزة عن رؤيتى فى حادث سقوط طائرة شرم الشيخ

1)فى علم كشف الجريمة بديهية تقول : ابحث عن المستفيد
وبعدها ابدأ بفرز المستفيدين للوصول الى اكثرهم استفادة
من المستفيد من ضرب السياحة فى مصر وضرب روسيا ضربة موجعه بعد تدخلها الصريح والمعلن فى سوريا؟
لاشك انها داعش
ومن الذى ساعدها ؟
قطر- تركيا – امريكا ( انجلترا خارج دائرة الاتهام رغم كل مايقال عنها )
ليس من مبادئ امريكا والغرب قتل المدنيين وخصوصا ركاب الطائرات
فى حالة انفجار طائرة فى الجو يكون السبب اما عطل فنى او صاروخ او قنبلة وضعت داخلها

2)فاذا كان هناك مستفيد من اسقاط الطائرة بعمل ارهابى يكون العمل الارهابى اكثر احتمالا من العطل الفنى ، وفى هذه الحالة يجب على حكومات الدول ان تحذر رعاياها وتمنع طائراتها من التواجد فى هذه المنطقة حفاظا على سلامة رعاياها حتى تسفر التحقيقات عن السبب الحقيقى
انجلترا فعلت ذلك وروسيا الحليف الاول لمصر حاليا فعلت ذلك ، والعديد من شركات الطيران العالمية فعلت ذلك
*فأين المؤامرة الدولية على مصر فى هذا الشان ؟؟؟؟

وفى الوقت الذى منعت فيه بريطانيا طائراتها من الهبوط او الاقلاع من شرم الشيح نجد ان روسيا حظرت على طائراتها المجال الجوى المصرى بكاملة
فهل روسيا تتآمر على مصر حليفها القوى فى الشرق الاوسط الان ؟ هل روسيا قتلت اكثر من 200 من مواطينها للتآمر على مصر ؟

وبغض النظر عما اعلنته كل من انجلترا وامريكا عن وجود معلومات استخباراتيه لديها باحتمال وجود عمل ارهابى ( البيانات الصادرة قالت باحتمال ولم تؤكد ) من التقاط اتصال بين داعش فى سوريا وداعش فى سيناء يهنئون بعضهم على نجاح العملية ولم تصرح امريكا ولا انجلترا بان هذه المكاملة اكدت قيام داعش بها
فاذا وضعنا هذا فى الاعتبار يكون احتمال العمل التحريبى اكثر من غيره
*فأين المؤامرة الدولية على مصر فى هذا الشأن ؟؟؟
3) ولما كان ضرب الطائرة وهى فى الجو بصاروخ ارضى رفضه كل المحللين لان الطائرة كانت على ارتفاع اكثر من 30 الف قدم والارهابيين لايملكون هذه النوعيه من هذه الصواريخ ولا تكنولوجيا اطلاقها فان الارجح فى حالة العمل التنحريبى ان يكون وضع قنبلة فى طائرة تسبب سقوطها فجاة
وهذا بالتالى يؤدى الى احد احتمالين
الاول ان تكون كمية المتفجرات كبيرة جدا مما يؤدى الى نتيجة سريعه
ان تكون القنبلة وضعت فى مكان مفصلى فى الطائرة او بالقرب من خزانات الوقود يؤدى الى تحطمها فورا نتيجه الانفجار
ولما كان وضع كمية كبيرة من المتفجرات على متن الطائرة صعب فيبقى الاحتمال الثانى هو الارجح
وهنا يمكن لنا الان نقول ان جهاز مخابرات محترف ومتقدم قام بتوضيح هذا المكان للا رهابيين ، ولان قطر لاتملك هذه التقنية فلا يبقى امامنا الا تركيا ، ولان العداء التركى لمصر منذ الاطاه بالاخوان ، ثم ان التدخل الروسى فى سوريا افسد كل خططها فى سوريا علاوة على التحرش الروسى بها عدة مرات بدخول طائراتها المجالى الجوى لها
ولان تركيا رغم علمانيتها الا انه يحكمها نظام اسلاموى لايتورع عن قتل الاخر المختلف والمخالف ولانها مازالت تتماهى مع العقلية الشرق اوسطية ، فيكون الاتهام لها هو الاقوى
-يقولون ان رئيس وزراء بريطانيا وجه صفعه قوية الى السيسى باعلان توقف الرحلات الى شرم الشسيح اثناء زيارة السيسى
وقد وضحت من قبل ان حفاظ الدول على امن مواطنيها ووضعه فوق اى اعتبار ( وخصوصا الدول الديمقراطية ) سببا قويا لاتملك معه رفاهية الانتظار حتى انتهاء الزيارة

4)اتهام مصر بالتراخى الامنى
لايوجد دولة فى العالم يمكنها ان تحقق الامن بنسبة 100 %
فى احداث 11 سبتمبر فى امريكا استولى الاهابيون على عدد من الطائرات من مطارات امريكية وقامت بضرب اهداف حيوية فى امريكا
فهل استطاعت امريكا بجلالة قدرها وقوة مخابراتها ان تمنع هذا ؟؟

والى المدافعين عن مصر ورئيسها حتى الموت والمهاجمين لها ولرئيسها حتى الموت اقول : قليلا من العقل ايها السادة
ولننتظر نهاية التحقيقات قبل ان يجعل كل مصرى من نفسه محلل استراتجيى سواء على صفحات الفيس بوك او صفحات الصحف او برامج الفضائيات للترويج عن فكر المؤامرة القابع داخلة .
والى لقاء فى مقال آخر

#هشام_حتاته (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات