|
الكندي: الختان ليس فريضة في الإسلام
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 03:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ارجو القارئ الرجوع للمقال الأول للتعريف بالكندي وبالكتاب الذي انقل عنه http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=491022 وهناك ست حلقات حول كتاب الكندي يمكن مشاهدتها من هذا الرابط الموحد http://www.blog.sami-aldeeb.com/?p=59195 انشر هنا ما كتبه الكندي حول ختان الذكور والإناث عند المسلمين. وقد ضمن رده سبب منع اكل الحنزير والجمل عند اليهود . الكندي: ختان الذكور عادة وليس فريضة عند المسلمين ومحمد لم يختتن -------------------------------------------- وأما الختان فينبغي لك أولاً أن تعلم قصته، ثم تحثّ الناس على أن يمتثلوا سُنَّة إبراهيم أبيهم. فإن اللـه لما كان مُزمعاً أن يُدخل بني إسرائيل (الذين هم نسل إبراهيم) أرض مصر، وهو يعلم أن الشرَّ سيحملهم على ارتكاب الزنا، جعل هذا سبباً لحفظهم منه، فالمصرية التي ترى علامة الختان في جسد اليهودي تمتنع وترفض. . فكيف تحثّ الناس على الختان وأنت تعلم أن صاحبك لم يختتن على ما نقلت الرُّواة عنه أنه لم يكن مختوناً بتَّةً، لأنهم شبَّهوه بآدم أبي البشـر وشيث ونوح وحنظلة بن أبي صفوان؟ . فإن قلت إن المسيح قد اختتن، قلنا لك قد اختتن لإقامة سُنَّة التوراة لئلا يحسبوه قد استخفَّ أو أنقص شيئاً من سُننها، فأكد ذلك بقوله: "لا تظنوا أني جئت لأنقض النامـوس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمّل" (متى 5: 17). وكذلك قال الرسول بولس: "فإنَّ الختان ينفع إن عملت بالناموس. ولكن إن كنت متعدياً الناموس فقد صار ختانك غرلة. إذاً إن كان الأغرل يحفظ أحكام الناموس، أفما تُحسب غرلته ختاناً؟ وتكون الغرلة التي من الطبيعة وهي تكمل الناموس تدينك أنت الذي في الكتاب والختان تتعدى الناموس. لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهودياً، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختاناً. بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مَدْحه ليس من الناس بل من اللـه" (رومية 2: 25 – 29). . فإن أنصفتنا علمت أن الختان ليس عليك فريضة واجبة، لأن كتابك لا يذكر أن الختان شريعة واجبة، وإنما هو سنَّة، من شاء عمل بها ومن شاء لم يعمل بها. ومن اختتن من أصحابنا وأسـبغ الوضوء واغتسل من الجنابة فلا يفعل ذلك لأنه سـنة وفريضة، بل يفعله على سبيل العادة الجارية عند أهل الزمان للنظافة الظاهرة لا غير، لعِلْمنا أن من تغوَّط كان أحق أن يُفيض عليه الماء السابغ بالغسل بقدر ما يخرج منه نتن الرائحة وقبيح المنظر، بخلاف من تصيبه الجنابة التي لا لون لها منكر ولا رائحة منتنة، بل يتولَّد منها إنسان كامل المعرفة والعقل والعلم، يكون منه النبي المرسَل والملك المتسلّط والحكيم الناقد والعبد الصالح المسبِّح لله ليلاً ونهاراً. وكذلك يفعل من اجتنب منّا أكل لحم الخنزير كاجتنابه أكل لحوم الحمير والجمال، لأن ذلك غير محـرَّم عليه، لأن اللـه لم يخلق شيئاً قبيحاً كقوله في التوراة : "ورأى اللـه كل ما عمله فإذا هو حسن جداً" (تكوين 1: 31). أفأجترىء أنا وأقول عن شيء خلقه إنه قبيح أو حـرام؟ إذاً أكون معانداً للـه مقاوماً ما خلقه واستحسنه ! ومعاذ اللـه أن أكون لربي معانداً، بل كل ما خلقه اللـه مما تقبله نفسي ويجوز لي في طبيعتي آكله، فهو مطلق لي ولجميع أبناء آدم. غير أكل الدم والميتة وما ذُبح للأصنام ، فإنه نزل في تحريمه أمر من اللـه (أعمال الرسل 15:20). . سبب تحريم الخنزير والجمل عند اليهود وكيف افسد يهوديان موانع الأكل عند المسلمين ----------------------------------------------------- أما السبب في تحريم الخنزير والجمل وغيرهما على بني إسرائيل فذلك لعلة معروفة، لأنهم عندما كانوا مقيمين بمصر كان المصريون يعبدون الأصنام التي تشبه الثيران والبقر والكباش وسائر الغنم. ألا ترى كيف قال موسى لفرعون : لا يجوز أن نقرب للـه قرابين تجاه المصريين، لأننا نريد أن نقرِّب القرابين التي يعبدونها. فإذا فعلنا ذلك أمـامهم يرجموننا إذا قـربنا آلهتهم وذبحناها! ودليل آخر: أن موسى لما أقام في طور سيناء طلب بنو إسرائيل من هارون أخيه أن يصنع لهم عِجْلاً يعبدونه لأن موسى أبطأ عليهم، فصنع لهم صنما" على صورة العجل على منهاج ما كانوا يرون من عبادة أهل مصر. . فليس الحرام والنجاسة أن يؤكل لحم الثيران والبقر وسائر الغنم والكباش والخنزير والجمل والحمار والفرس ، بل الحرام والنجاسة أن نعبد هذه ونتَّخذها آلهة. فأما من لم يعبدها ولم يكن اعتقاده أنها آلهة أو قرَّب منها شيئاً للأصنام، فليس ذلك بحرام عليه ولا بالنجس عنده. وأكل لحوم الثيران والبقر والكباش وسائر الغنم والخنزير والجمل والحمار والفرس حلال ورزق من اللـه طيب، يأكله الإنسان ما لم تُعْفه نفسه أو ينفر منه طبعه. فإن ترك أكل الجميع أو بعضه فذلك إليه لا لوم عليه فيه. . فأما تحريم لحم الخنزير فقط من بين البهائم كلها، وإطلاق أكل الجمل وتقريب القربان منه ولحم الحمار والفرس الذي أتى به صاحبك، فالسبب فيه من ذينك اليهوديين: عبد الله بن سلام، ووهب بن منبه اللذين أفسدا الدنيا وأهلكا الأمة. وصاحبك بريء من هذا كله. . ختان الإناث عادة وليس فريضة عند المسلمين ---------------------------- فأما خفض [ختان] النساء فالقصة فيه أن سارة زوجة إبراهيم لما رأت إعجاب إبراهيم بهاجر أمتها المصرية حين وهبتها له وأطلقت له أن يطأها لحقها ما يلحق النساء من الغيرة على أزواجهن فنحفضت أمتها بيدها أرادت التشويه بها وأن تهتك الموضع الذي توهمت أن إبراهيم يعجب به منها فكان ذلك على جهة إيقاع العيب بهاجر والتشفي منها. . فلما صارت هاجر إلى بلد تهامة وتزوج إسماعيل عمدت إلى امرأته فخفضتها لئلا تعيرها بذلك وأوهمتها أنها سنة لإبراهيم. فعندما ولد لإسماعيل ولد عمد إلى الذكور من ولده وولد ولده وأقام فيهم سنة إبراهيم. وعمدت امرأة إسماعيل إلى الإناث من أولادهم فخفضتهن وأقامت قيهن العلامة التي ورثتها من هاجر على أنها سنة كالختان الذكور. والدليل على ذلك أنه لم ينزل فيه أمر ولا نهي ولا جرى له ذكر في شيء من الكتب المنزلة. وإنما عملت به العرب على حسب ما جرت به سنة البلد. . انتهى النص وفي المقال القدم سأنقل لكم نظرة الكندي لغزوات محمد التي يعتبرها مخالفة لمقولته بأنه بعث بالرحمة والرأفة إلى الناس كافة. . د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8 كتبي المجانية http://goo.gl/m0lNIK أو http://goo.gl/ZnybpS حلقاتي في برنامج البط الأسود https://goo.gl/AZoTfn حلقتي حول ترجمة القرآن الآليات والمشاكل https://goo.gl/2B6DvM
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكندي: الحج عادة وثنية
-
الكندي: لا اكراه في الدين - والقتل والسلب والسبي
-
الكندي: تحدي القرآن يصلح للجهال
-
الكندي: تأليف القرآن والتلاعب فيه
-
انتقاد الإسلام: هل هناك خط أحمر؟
-
فن الدعاية في خدمة المثقف
-
بنوك اسلامية بنوك حرامية 2
-
بنوك اسلامية بنوك حرامية
-
احمد الله اني ملحد
-
أبناء الزنى كيف صاروا أمراء المسلمين
-
ازرع قرآنا تحصد دمارا وارهابا
-
اكبر خدمة تقدمها للمسلمين التخلص من القرآن المدني
-
هل ظلم محمد عائشة؟
-
هل قتلت عائشة محمد؟
-
هل كانت عائشة مؤمنة بنبوة محمد؟
-
مخالفة القرآن لحقوق الإنسان
-
وزراء العدل العرب دواعش: اين انتم يا مثقفون؟
-
الصراحة امانة في عنق المثقف
-
كارثة القرآن المدني 3 (غير المسلمين)
-
كم سطلا من الخمر شربت يا سامي؟
المزيد.....
-
عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
-
القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج
...
-
قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
-
جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ
...
-
الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع
...
-
ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية
...
-
نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا
...
-
بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت
...
-
حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص
...
-
المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|