محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 18:50
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مرة أخرى عن الموت والنضال
محمود فنون
7/11/2015م
تسمع أطفال دون العاشرة يتمنون الموت شهداء ومقدمي برامج يبدون إعجابهم وتشجيعهم لهذه الأفكار .
يتمنى ان يموت بدلا من أن يتمنى الحياة والنضال وقتال العدو وقتل العدو وهزيمة العدو .
يريد أن يعرض نفسه للموت على يد العدو ! طيب، لماذا ؟
لماذا لا تتمنى إرهاب العدو والإستمرار في إرهابه إلى أن يرحل عن فلسطين ؟
لماذا التثقيف بالموت بدلا من التثقيف بالنضال والتدريب على النضال والتخطيط للنضال ؟
عندما يموت الشاب وهو يرفع السكين ما الحكم ؟ هناك معركة ، طرف فيها العدو الصهيوني بجيشه ومستوطنيه وهناك الشاب .
وتنتهي المعركة من طرف واحد العدو يقتل المناضل الفلسطيني قبل أن يبدأ المناضل هجومه الكامن .
في هذه المعركة أنتصر العدو وهزم الشاب بل قتله قبل أن يفعل شيئا .!!!!ولو انه تدبر الأمر لكان هجم وأصاب وبعدها إما أن ينجو وإما ان يصب . وهذه حقيقة النضال .
لماذا يجري تثقيف الأطفال والشباب الصغار بالموت لدرجة أن الشاب يتمنى أن يغني الجمهور لأمه " يا ام الشهيد زغرتي ..." بل يحلم بهذا .
هنا حصلت استثارة ولكنها موجهة بشكل خاطيء . التعبئة تنطوي على مفاهيم خاطئة وساذجة فهي من جهة تحرك النوازع ومن جهة تحصر هدفها في الموت بدلا من ان تربي على الكفاح وقتال العدو بشكل مستمر وفي معارك متصلة .
يقولون : الحياة ممر للآخرة ولذلك ما همّ أن تكون قصيرة وآخرها الجنة والحور العين .
إن هذا لا يغيظ العدا بل يفرحون بنصرهم على الشباب ويحصل جنودهم على المكافئات .وتكون لنا المأساة بفقدالشاب والمأساة والإحباط لعجزه عن قتال العدو وإيذائه.
كذلك فشعار " عالقدس رايحين ... شهداء بالملايين "!!
لماذا نذهب شهداء ؟ وهل نحن أمام معارك بالسيف حتى نزحف على القدس بينما العدو مسلح بالنار الغزيرة ؟
لماذا لا نذهب فاتحين إذن وننتصر ونصل سالمين وإن استشهد بعضنا فهذه قوانين الحرب ؟
إن العدو لا يتأثر بهذه الثقافة بل يحبذها ويساهم في إشاعتها ودسِها في مفاهيمنا وثقافتنا .
نحن نذهب من أجل الموت ونموت ، والعدو يبقى يحتل البلد من أقصاه لإقصاه
نحن ننال الشهادة !؟ هذا إن نلناها ، والعدو ينال الوطن .
بينما المطلوب أن نهزم العدو ونحيا منتصرين .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟