محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 14:25
المحور:
الادب والفن
اسمها دمية.
تقرأ مخطوطة لأبيها وهي في بيروت، وأنا أبكي في القدس. أبكي وأنا في سريري، وأمّي موزّعة بيني وبين شبّاك بيتنا الذي انخلع، ودمية لا تعرفني البتّة وأنا لا أعرفها. لكنّها قالت حينما التقينا إنها سمعت بكاء طفل آنذاك.
قالت إنّ قلبها انخلع، إنّ ثدييها تنمّلا، تكوّرا وتجمّع فيهما نهر من حليب.
قلت لها ونحن نمضي إلى مطعم قريب: ليتني عرفت ذلك. قالت: كيف؟ وأنت في سريرك لا تتقن إلا البكاء! ضحكنا معاً وكان الوقت مساء. ودمية تحدّثني عن أمّها التي ماتت قبل أن تبلغ الخمسين، عن أخيها الذي مات في عزّ الشباب، عن الوالد الذي هدّه الحزن ومات، وعن البيت الذي بناه الوالد من عرق الجبين.
في صالة المطعم في شارع الزهراء، لم يكن على الموائد أحد. سحبتُ المقعد الجلديّ الثقيل، وقلت لها: تفضّلي بالجلوس.
جلستْ دمية وجلست أنا، وفي الداخل كنّا نسمع صوت عويل.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟