دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 14:25
المحور:
الادب والفن
تستطيعون أن تدوسوا الزهرة بأقدامكم
كما تدوسوا على أمل حديث الحبو
تستطيعون أن تقطعوا الزهرة لترموها بعدئذ
كما تسلخوا جلودكم بعد كل نكبة جديدة
تستطيعون أن تهملوا حتى وجودها
كما تهملوا أحاسيس إمرأة تمزق سكونها
لكنكم لن تستطيعوا أن
تدوسوا، تقطعوا أو تهملوا
ماهيتها وشذاها الأريجي
حتى النحلة عندما لدغتها
لم تطل إبرتها غير ترياق صافٍ عذبٍ
صفا دمها من شوائبه السمية
كانت بداية ليست ككل البدايات
بداية لايمكن وصفها بكلمات
هدهدوها بمنخل بالكاد يحوطها
ينخل الشر أو هكذا تصوروا
غنوا بأذنيها لاتسمعي كلام أمك
أوصوها أن تسمع كلام أبيها
حذروها أن تلتفت للجان والأرواح
ولم يعلموا ولم يعووا
إن الأرواح و الجان رفاقها
فهي قديمة أقدم من هذا الجسد
فقد طارت حلقت سالت أنحدرت
جدتها كانت عشتار وفينوس
عجنوها من طينة مرمرية اللب
وفرّطوا حبوب رمان على خديها
أسالوا دبس التمر في روحها
فغدت أهزوجة الحب الخرافي
وشوشتها الآلهة وأخبرتها سراً
سيحبك الجميع حباً أنانياً
كُلاً سينهش منك
ليمتلك ولو جزءاً من هذه الخرافة
وسيكون هذا سر شقائك
عذابك صمودك وفرحك
حتى الطفلة لن تنجو من مخالبهم
كانت تصرخ بتأنٍ وتشكي
فلا يبالون أوقد أصابهم الصم؟
لم تفهم ماصرحت لها الآلهة
إصبري إصبري ستأنين أكثر
لماذا يؤذونها؟ ما الذي فعلته لهم؟
هي تمد يديها المكورتين البيضاوين
وهم يحرقونها ويلعقون أشداقهم
ليملأوا المكان ضحكاً شيطانياً
تطلبون الخلود وتخشون الحلم
تتمنى أن تنساب كعقد لؤلؤ من جيدها
فتتكور اصابعك حبات بيضا صغيرة
تنسال دموع أشواق وحلم شباب عتيق
تناثرت وتبعثرت حبات دموعك اللؤلؤ
ضحكت فضحكت النحلة وضحكت أوراق الخريف
وضحك الدرب الذي تطأه أقدامها كل يوم
وضحك الباب الذي تفتح سجنه حين تطلقه
وضحك الرب حين خلق العالم بستة أيام أم عشرة؟
وبين ثنايا الخصر المضمر والذاكرة المنسية
ضحكت الشمس بين أغصان شجرة ذهبية
لا تنافسينني أيتها المشعة
فإن كان لديك قرص تدفأين به الكون
فلدي قرصان منهما أدفأ الدفء بهما
وستنضج لتتدلى عناقيد اللؤلؤ
ضاحكة من كروم آلهة الزمن المنسي
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟