|
إلى حملة مشاعل الإنسانية والمحبة في كل أنحاء العالم
تحسين يحيى أبو عاصي
الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 14:04
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
إلى حملة مشاعل الإنسانية والمحبة في كل أنحاء العالم مقالي الجديد : نصائح في الإنسانية والمحبة – نصائح جميلة وممتعة أرجو قراءتها حتى النهاية ولكم الشكر والتقدير . يجب أن تتجلى الإنسانية بأسما معانيها في كل واحد منا ، وذلك لو طبقنا هذه المفاهيم كلٌ في موقعه ، وليس هذا حديث الضعفاء ؛ لأن العالم اليوم يتعطش لتلك المعاني ، ننطلق بها تعلونا الابتسامة الصادقة ؛ لنصبح بذلك خير أمة أخرجت للناس ... وأضرب هنا مجموعة من الأمثلة حول تلك المعاني الإنسانية الجميلة ؛ من أجل أن نزرع الحب والأمل في القلوب ، راجيا ألا تملوا .. نحن الإنسانيين ومن خلال رسالتنا الإنسانية السامية والتي هي من أعظم الرسالات قاطبة على وجه الأرض والتاريخ ، علمونا اللاإنسانيين فنون العذابات ، ولكننا علمناهم فنون الصبر ، فمن كان بفمه قطعة حلوى لا يمكنه أن يتذوق طعم العسل ، وشتان بينهما ، فهؤلاء كالأطفال الذين يبيعون الأحلام على قوارع الطرق ، حملة مشاعل الإنسانية يُضيئون الشموع ويوقدونها بدمائهم وبعرقهم ، ويحترقون لكي يضيئوا طريق غيرهم مرة تلو الأخرى ، ولا يُبالون ، يحترقون كل يوم مرات كثيرة ، ولكنهم لا يُضيئون ، فثمانين عاما مضت على احتراق قلب اسحاق عليه السلام ، عندما التقى بفلذة كبده يوسف ، ولم تجف له دمعة عين ، فكلمنا أوقدنا الشموع أوقدنا الأماني والأمل من جديد ؛ لذلك يجب أن نحترق لغيرنا ، إن خير ديار البشر هي ديار الإنسانية المذبوحة على مذابح الأنا العمياء ، والتي يزداد كل مسافر إلى تلك الديار شوقا وحباً إليها ، وكما قال الشاعر : وكلّ مسافرٍ يزدادُ شوقًا .. إذا دنتِ الديارُ من الديارِ .. إن الإنسانية كعقيدة وفكر وسلوك يجعلنا ان نصفح عن سِباب النَّاس حِلْماً ... وشرُّ الناس مَن يَهْوَى السِّبابا ، وما أجمل قول الشاعر أبو ذؤيب الهدني : جَمـالَكَ أيّهـا القَلـبُ القَـريحُ سَتَلقى من تُحِبُّ فتَستَريحُ ، وجمالك هنا بمعنى تجمَّل ، وقال بعضهم : أيُّها النّاس، لا يمنعنّكم سُوء ما تعلَمون منّا، أن تقبلوا أحسن ما تسمعون منّا ، ومن باب الاستعارة عند العرب يقولون للمطر: سماء، لأنه من السماء. قال الشاعر: إذا سقط السماءُ بأرضِ قومٍ ---- رعيناهُ وإنْ كانوا غِضابَا سأل أحمد بن حنبل حاتم الأصم، كيف أسلَمُ من الناس فقال: تعطيهم مالك ولا تأخذ مالهم ، ويؤذونك ولا تؤذيهم ، وتقضي مصالحهم وتترك مصالحك، وليتك تسلم.. وما قاله أبو زبيد الطائي : وكنتُ إذا الصديقُ أرادَ غَيظي --- وأَشْرَقَني على حَنَقٍ بِرِيقي --- غَفرتُ ذنوبَهُ وكَظَمتُ غيظي --- مخافة أن أعيش بلا صديق . وسأل غريبٌ أهلَ البصرة: مَن سَيِّدُكم؟ قالوا: الحسن البصري . قال: وبأي شيء سادكم؟ . قالوا: احتاج الناسُ إلى علمه، واستغنى هو عند دنياهم... فمن غير المقبول ان يبخل الانسان بـالمال ثم يبخل بالحب والعاطفة والحنان ، فللإنسانية رائحة لا يعرفها إلا الصادقون ، واحتقار الآخر صفة تدل على نقص في الشخصية وغياب الضمير فهذا هو نبينا صلى الله عليه وسلم يعرج للسماء السابعة ثم يعود فيمسح على رأس طفل يتيم فقير وهو مبتسما ، إن الأخلاق الرّثة لا يمكن أن يسترها الثوب الحسن مهما كان جميلا وجديدا ، كما قال الشاعر البارودي : ليس الجمال بمئزرٍ فاعلم وان رُدِّيتَ بُردا --- ان الجمال معادنٌ ومناقبٌ أورثن حُسنا . يا حملة مشاعل الإنسانية : داووا الجروح العميقة ، والتي نزفت طويلا ، ولم تداويها السنون ، ولا تستهينوا بالصامتين ، فالصامتون يحملون حُلما أو همَّاً ، ولا تغرنكم محاسن الوجوه ، كما قال الشاعر ابن نباتة السعدي : وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم اذا كانت الأعراض غير حسان --- فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى --- فما كل مصقول الحديد يماني ... القلوب النقية تعطي دائما رغم معاناتها ورغم كل ما ينقصها وبنغصها ؛ لأنها تعي رسالتها كاملة ، بل تشعر بلذيذ مذاقها ، والذي لا يعلوه لذيذ مذاق مطلقا . وصدق موسى أبو جليدان في قوله من ثبتَ نبتْ ،، ومن جادّ سادْ ، ومن بذلَ وصلْ ، الأسودُ تسودْ ، والمثالبُ للثعالب ،الموت للجبناء منحدرٌ، وللهممُ الصعود ، شتان ما بين الثعالبِ في المعامع والأسود ... يجب علينا أن نسلك سلوك الإنسانية لعلنا نكون يوما بدلا من أن كنا يوما! ، يجب أن نكون محسنين حتى لو أساء الناس إلينا ولم نلق منهم إحسانا ؛ لأن الله يحب المحسنين ، والإحسان هنا يحتاج إلى إتقان النبض وليس إتقان اللغة ، لأن المعنى اللغوي أكبر من المبنى اللغوي ، قال أحد السلف : أُدع الله بلسان الذلَّة والافتقار ، لا بلسان الفصاحة والبيان ، والله ينظر إلى القلوب ، كما قال الشاعر عمر أبو ريشة : لا خيلَ عندكَ تُهديهَا وَلا مالُ --- فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إن لم تُسعِدِ الحالُ ... إن رجولتنا تقتضي أن نجعل من أجسادنا وأقلامنا بل من معاناتنا ودمائنا جسورا ؛ لنقول لأحبتنا اعبروا من فوقنا ... فنحن ورود لا نكترث بالتنافس مع بقية الأزهار فعلينا ان نزهر فقط .. فما أجمل الناس البسطاء الذين لا يفتخرون بشيء في هذه الحياة سوى بأخلاقهم , لا يهمهم من هذه الدنيا سوى الابتسامة والتواضع ، فذبول الأزهار ليس دليلًا على قبحها ، ولكن ذلك يعني أن ما حولها لا يجيد الاعتناء بها . ... ويجب أن تعلم أخي حامل شعلة الإنسانية أن من اتسخ قلبه بالحقد ، لن يقبل منك جمال عطائك ولوكان أمراً يخدم دينه وحياته ، ومع ذلك يجب أن نقدم له وردة مع ابتسامة حب ؛ لأنك يجب أن تكون صوتا لا صدى ، ولأن قلوبنا أنقى من أن تحقد على أحد ، ولأن الإنسانية عندما تستغني عن دورها فقد استغنت الطفولة عن براءتها ، وتذكر أن قطع النقود المعدنية تحدث أصواتاً .. ولكن العملات الورقية دائماً صامتة ، وانه من أجمل الأشياء أن تمنح السعادة للآخرين تكون بذلك غيابك لافت وحضورك آسر ، وادرك تماما أن العلاقات كالعصافير إن أمسكتها بإحكام تموت وإن امسكتها بتساهل تطير ، وما عليك إلا ان تمسكها بعناية فقط ، وستبقى معك للأبد ، وأن السعادة والإنسانية ليست شيئا جاهزا بل إنها صناعة الفعل ، لذلك دعاة الإنسانية لا يكرهون أحدا بل يكرهون أفعالهم اللاإنسانية ، ونقول عسى الله أن يجعل بيننا وبينهم مودة في يوم ما ، ولا يعمينا نحن الحب عن الأخطاء ، كما لا تعمينا الكراهية عن الحقائق ، ومن هنا فنحن نكره الخطأ وليس المخطئ ؛ لأننا نحاول القضاء على الخطأ لا القضاء على المخطئ ، ومن عاش على الأمل يهمه المستقبل الابيض ولا يهمه الماضي الأسود ... أيها الناس : في الأعياد لا تغلقوا المصاحف .. ولا تيأسوا من جُب احزانكم .. وستمر سيارة الفرح قريبا .. ولا شيء يوجعنا سوانا .. فرب خيرا لم تنله كان شراً لو أتاك ، ولا تلم مريض الفم والأنف فقد قال المتنبي : ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍ مريضٍ***يجد مُراً به الماء الزلالا ... أحبكم الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا دمتم بخير وسعادة د . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل –
#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تذكير لمن يدَّعي الاسلام
-
متى ستغضبون يا عرب ويا علماء السلاطين !!!؟؟؟.
-
نماذج فلسطينية لا يمكن قهرها وعلى تنظيماتنا الصمت
-
رسالة الحب ليس حديث الضعفاء
-
مقتطفات تنويرية
-
لماذا التشكيك بخطاب السيد الرئيس ابي مازن !!؟.
-
السياسة والعلم الحديث – تقريب ومقارنة –
-
المقاومة ومعاناة الفلسطيني في غزة
-
أيها الجهل لماذا تطعنني وأنا أهديك مصباحا !؟.
-
أنا في غُربتي
-
مياه الأفكار الراكدة لا تصلح للشرب ولا للحياة
-
مؤسسة الكون وأسئلة لا بد منها :
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|