أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأهداف الخفية للتدخل الروسي في سوريا














المزيد.....

الأهداف الخفية للتدخل الروسي في سوريا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس خافيا على أحد ، أن الهدف الرئيسي المعلن للتدخل العسكري الروسي في سوريا ، كان تحقيقا للحلم القيصري التي نادت به الملكة كاترين الثانية قبل ثلاثة قرون عندما قالت أن الأمن القومي الروسي يبدأ من دمشق ، وتحقق على أرض الواقع قبل ثلاثين عاما ،عندما وافق الرئيس السوري العلوي الراحل حافظ "ألأسد" على إقامة قاعدة بحرية روسية في طرطوس بمحافظة اللاذقية على شاطيء البحر المتوسط.
وعليه وللوهلة الأولى ، فإن الرئيس الروسي بوتين كان على إستعداد للمغامرة حد المقامرة من أجل الإحتفاظ بهذه القاعدة ، ولو أن روسيا خسرت سوريا كما خسرت العراق وليبيا ومصر، فلن تقوم لها قائمة قبل مئة عام ، ولذلك أكد العام الماضي أنه لو إنتقل القتال من بيت إلى بيت في موسكو ، فإنه لن يتخلى عن سوريا ، ولم يقل أنه لن يتخلى عن الأسد.
وفي ثنايا البحث عن التفاصيل ، نجد أن التدخل الروسي لم يكن من جانب واحد ، بمعنى أن الرئيس بوتين نام وإستيقظ نشيطا ليزحف إلى سوريا ، بل إتصل كثيرا ونسق كثيرا وتشاور كثيرا مع كافة الأطراف المعنية بسوريا بدءا من الولايات المتحدة حتى العربية السعودية ، مروا بمستدمرة إسرائيل التي لم تخسر شيئا بل كسبت كالعادة لأنها تعرف كيف تبتز الآخرين ، فكما هو معروف فإن مثل هذه العملية ليست نزهة تكفيها سندويتشة فلافل وقنينية بيبسي ، ولذلك حصل الرئيس بوتين على الدعم السياسي من واشنطن ، فيما توفر له الدعم المادي من دول عربية لها مصلحة في التدخل الروسي ، لمصلحة في نفس يعقوب قضاها ، وهذا يعني أن التدخل الروسي العسكري في سوريا جاء ليحقق لجميع الأطراف مصالحهم .
وبمتابعة مجريات الأمور في سوريا ، والتقلبات حد المفاجآت للبعض ، نجد أن هناك أهدافا خفية أخرى إلى حين بطبيعة الحال ، وأولها إقصاء إيران وحزب الله عن سوريا ، وإبعادهما عن الحدود السورية –الفلسطينية ، تنفيذا لرغبة مستدمرة إسرائيل التي تفكر إحتماليا ، بأن إيران وحزب الله سيشعلان جبهة الجولان ضدها .
أما الهدف الخفي الثاني فهو في نفس السياق ، لكنه يتركز على إيران وتهميش دورها السياسي في سوريا من خلال تفرد روسيا في الساحة السورية ، من منطلق أنها مثل طائر الفريك لا تحب الشريك ، وهذا يرضي مستدمرة إسرائيل وبعض الممولين العرب .
لم تعد الأمور مخفية ويصعب التكهن بمآلاتها ، فالصراع الروسي-الإيراني على أشده هذه الأيام ، وقد أكد مسؤولون كبار في إيران أن روسيا لا يهمها سوى مصالحها ، وهذا هو المفتاح ، لأن روسيا جاءت لتحقيق مصالحها وبالتوافق مع الأطراف المعنية ، ويجب ان يعلم الإيرانيون أنهم لن يكسبوا في أي صراع عالمي كونهم يدينون بالإسلام ، بمعنى أن العرب والمسلمين هم الأيتام على موائد اللئام.
قد يقول قائل أن بإستطاعة أمريكا لجم إيران في سوريا ، وحتى في الخليج ، لأن الساحتين تندرجان ضمن الملعب الأمريكي ، وهذا صحيح لكن أمريكا لم تفعل ، لأن اللعبة أكبر مما يظن البعض ، فمثلما جاءت أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بداعش لحسم الأمور في منطقة الهلال الخصيب ومصر وليبيا ، فإنها تحضر خراسان للعبث في إيران ، ناهيك عن أن اللعبة تتطلب من امريكا الظهور بمظهر المداري لإيران التي وقعت معهم مؤخرا الإتفاق النووي ، بمعنى أنه لا يجوز أن يوقع أوباما الإتفاق النووي مع إيران ويدافع عنه أمام الكونغرس ويقنع مستدمرة إسرائيل بمزاياه ، وأنه ادخل إيران بيت الطاعة الأمريكي ، وبعد ذلك يواجهها عسكريا في سوريا.
لذلك إستعان بروسيا التي يحكمها رجل واحد يصنع القرا ر السياسي وليس محكوما له مثل الرئيس أوباما ، وإتفق معه على التفاصيل ،خاصة وأن أمريكا تعد العدة للرحيل عن الشرق الوسط ،لأنها تريد الهيمنة على منطقة الهند الصينية لمواجهة الصين وماليزيا والهند وروسيا .
المفتاح الأكبر هو طريقة إستدعاء الرئيس بشار الأسد وما أملي عليه فيها ، حيث أبلغ الرئيس بوتين شركاءه بالنتائج لطمأنتهم بأنه الشريك الذي يعتمد عليه ، ولذلك فإن قيامه بإقصاء إيران من سوريا يعد إنجازا له ، ومكسبا للآخرين ، فهو المقاول الذي أنجز ما كلف به .
لكن السؤال الملح هو : هل يعقل أن يسمح الشركاء لروسيا بتحقيق هذا المكسب ؟ الجواب كلا بطبيعة الحال ، فالثارات في السياسة مسموح بإنتهاجها ، وربما أريد لروسيا أن تتورط في سوريا مع داعش ومع إيران وحزب الله والعصابات المسلحة ذات العصائب ، خاصة وأن الإخوان المسلمين أعلنوا الجهاد ودعوا له ضد روسيا في سوريا ، وهذا سيؤدي إلى وضع حد لطموحات القيصري بإمتياز بوتين .
وهناك قضية أخرى ، وهي أن هناك شكوكا بنجاح المشروع الروسي في سوريا ، والذي يتوقع له أربع سنوات حتى يتبين الخيط الأسود فيه من الخيط الأبيض ، كما ان التنسيق الروسي- الأمريكي أخرج أوروبا من اللعبة في سوريا وهذه خسارة لا تعوض .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستدمرة إسرائيل والربيع العربي..وجهة نظر
- إشهار ومناقشة كتاب (أغصان الكرمة: المسيحيون العرب) للدكتور ع ...
- العرب المسيحيون ..أغصان الكرمة
- المنتدى الثاني عشر لتعاون كوريا والشرق الأوسط في سيؤل بمشارك ...
- الأسد راحل
- الندوة الدولية - السلام والحضارة والثقافة في التاريخ العثمان ...
- هشام الخطيب ..الأمين على تراث الديار المقدسة
- أمم متحدة قوية لعالم أفضل
- نتنياهو ..الكذاب الأشر
- أوقفوا مقاولات مسيرات -نصرة -الأقصى ولا داعي للشجب والإستنكا ...
- بين المغامرة والمقامرة ..شعرة
- حجر في بئر ..يحتاج مئة حكيم لإخراجه
- نحن على أبواب الحرب الثالثة .. يهود بحر الخزر في مأزق
- التدخل الروسي في سوريا لضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية
- الرجل الذي يحتضر
- إسرائيل هي التي ثبّتت الأسد في سوريا
- العرب يجوبون العالم ..لاجئين
- حماس .... إبدأ بنفسك اولا
- ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي تؤكد أن غالبية الأنظمة ...
- حذار من الإنتفاضة الثالثة


المزيد.....




- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأهداف الخفية للتدخل الروسي في سوريا