حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية
(Hanan Hikal)
الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 20:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
دائما ما يبحث من يشعر بالظلم عن لحظة انتقام يشعر فيها بأنه استرد جزء من حقوقه ونقل جزء من الآمه واحزانه إلى من ظلمه .. فإذا لم يتمكن من ذلك بحكم موقعه من الظالم توسم الانتقام في عدالة السماء وتحين الفرص ليرى الانتقام الإلهي في ظالميه .. ومن هنا تحل الشماتة في كل كارثة تلم بأحد الشعوب من مجموعة كبيرة من البشر محل التعاطف والمؤازرة .. فإذا ضرب تسونامي تايلاند انبري الكثير من الناس في اعتبار ذلك غضب من السماء على ما يمارس هناك من رزيلة وكأن تايلاند وحدها أرض الرزائل .. وإعصار اوكلاهوما وغيره من الأعاصير غضب من السماء لما فعلته وتفعله أمريكا بالكثير من الدول حول العالم .. وزلزال ايران غضب من السماء على دعمها لبعض القوى في المنطقة العربية .. وتدهور سعر النفط الذي ينذر بأزمة اقتصادية في دول الخليج هو غضب من السماء لدعمها أيضا بعض القوى الغير مرغوب فيها من قبل أخرين .. وإذا سقطت طائرة روسية تقل مدنيين بينهم أطفال فهو غضب من السماء لأن من ضحايا قصفها مدنيين وأطفال في سوريا .. وإذا غرقت الأسكندرية والبحيرة والعديد من المحافظات الساحلية في مصر فهو غضب من السماء لأن الحكومة المصرية أغرقت حدودها مع غزة وضيقت على أهلها !!
فهل هذا صحيح؟! فلماذا إذا أكثر المتضررين والضحايا من الفقراء والبسطاء ومن يكافحون للبقاء على قيد الحياة؟ لماذا يموت شاب بسيط يعمل في أحد المطاعم بأجر يومي يكفيه ذل السؤال عندما تحمله شهامته على محاولة إنقاذ طفلين أصابتهما الكهرباء وأودت بحياتهم معا؟
لماذا الكبار والذين هم مسئولون وبشكل مباشر عن الحروب والقتل والدمار والحصار لا يصيبهم شئ ولا يعنيهم ان يموت نص شعوبهم غرقا وحرقا طالما أنهم ينعمون بالأمان ومحصنين ضد الفقر والغرق والحرق
هل هذه هي حقاً "عدالة السماء"؟
لا أظن ذلك!
#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)
Hanan_Hikal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟