أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((إذا مات ابن آدم ظهرت محاسنه)) . قراءة في الأقوال، والشهادات بحقّ الجلبي بعد موته ...!! .














المزيد.....

((إذا مات ابن آدم ظهرت محاسنه)) . قراءة في الأقوال، والشهادات بحقّ الجلبي بعد موته ...!! .


مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما جرى في العراق بعد عام 2003 على مستوى العملية السياسية شيء رهيب كان فوق إدراك الشعب آنذاك بخصوص ما يجري خلف الكواليس من محادثات حول تقسيم السلطة بين الأحزاب، وأنت تستغرب عند مراجعة أحداث تلك الحقبة من حصول الجلبي على رئاسة الوزراء عن طريق الانتخاب الداخلي بين الأحزاب؛ بعد انتهاء مدّة المجلس الانتقالي (مجلس الحكم)، وقد كان أحمد الجلبي فرد على الرغم من ترأسه حزب المؤتمر؛ لأنّه لم يكن يمتلك القواعد الشعبية التي تمتلكها الأحزاب الشيعية وقتذاك، وهذا يسطّر أمامك علامات استفهام كثيرة حول تخلّيه عنها للدكتور إبراهيم الجعفري بعد محادثات كان القطب الرئيس فيها السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) .
.
بعد هذه المقدّمة الموجزة عن التاريخ الحديث للعراق تتفاجىء بالكم الهائل من الأقوال، والشهادات التي قيلت بحقّ الجلبي بعد موته؛ إذ عدّ صاحب اليد الطولى في إقناع أمريكا في إسقاط نظام صدام، وبعض الأقوال أثنت على كفاءته، وعقليته، وخططه الناجعة لمستقبل العراق، ومع كلّ هذه الشهادات؛ تستغرب جدّاً لماذا لم يحصل هذا العبقري ــ كما يدّعون ــ على منصب مهم في الدولة العراقية ..؟! .
.
لم يخفِ الجلبي إحساسه بالغبن من قبل شركائه، بل كان يبثّه لأصدقائه المقربين، وجلسائه من المسؤولين؛ لكنّه لم يذكر ذلك؛ ولو بلغة الإشارة أمام الإعلام .
وهذا ما أشار إليه السياسي المستقل (عزّت الشاهبندر) في حديثه لقناة الشرقية بعد رحيل الجلبي، فقد كان جليسه في آخر ليلة له، وهي ليلة وفاته، ونقل الحديث الذي دار بينهما في أثناء العشاء، مستعرضاً ما جرى بينهما من حسرات على ما وصلت إليه البلاد بسبب جهل، وجشع هذه الأحزاب السياسية المتكالبة على السلطة؛ إذ وصل الحال بها إلى إسناد الوزارات إلى النكرات، وإبعاد الكفاءات عنها أمثال أحمد الجلبي على حدّ تعبير الشاهبندر، وسرّ ذلك ليس خافياً للنبيه، والعارف بخبايا السياسة العراقية، وهو خوفهم من أنْ يسطع نجمه في وقت تبرّم الشعب من أًصحاب الإسلام السياسي؛ بسبب فشلهم في إدارة الدولة، فما حدا به عن المناصب العليا التنافس السياسي المقيت عليها ...!! .
.
ربّما أخطأ الجلبي دخوله الانتخابات ضمن تيار إسلامي يعرف قيمته جيّداً؛ لكنّه لم يكن يأبه بها بقدر ما كان يهمّه الجمهور العلماني الليبرالي الواقف خلف الجلبي، وبتصوري فقد ضيّع الجلبي المشيتين كما في المثل الدارج، فهو لم يحصل على رضا العلمانيين، ولم يقنع الإسلاميين برؤاه؛ لأنّ تفكيرهم يختلف عن ما يستعرضه من أفكار، وإنْ وافقوه عليها ظاهراً ..! .
.
ما يؤخذ على الجلبي تباطؤه في كشف الفساد، والمفسدين على الرغم من امتلاكه وثائق، وأدلة تدينهم في وقت كانت الفرصة مؤاتية لذلك، فقد خرج الشعب، ومن خلفه المرجعية تطالب بكشف الفساد، والرؤوس الكبيرة من المفسدين، ولا أعلم ما كان يمنعه عن ذلك، أكان يبحث عن سبقٍ سياسي يعيد له ثقله السياسي المهدور بسبب الطائفيين من السياسيين على حدّ قوله، أم كان خائفاً من غدر هؤلاء المفسدين الذين ربّما كانوا السبب وراء موته المفاجئ على ما رجّحه أغلب المحلّلين السياسيين؛ لذلك اكتفى بالتلويح بملفات الفساد متوعداً بكشفها في الوقت المناسب، ولا يعلم بأنّه سيكون هذا الوقت هو يوم موته ...! .
.
يعدّ الجلبي من أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل؛ بسبب علاقته بالولايات المتحدة، وبسبب ما أُثيرت حوله من تهم فساد؛ ربّما هي من نسج أكاذيب الدعايات الانتخابية؛ لكن ما يمكنني قوله استناداً إلى الشهادات التي قيلت بحقّه : بأنّه أفضل من هؤلاء المسوخ الماسكة بالسلطة؛ لأنّه لم يكن براكماتياً مثلهم؛ لكنّهم اضطروه لذلك؛ ليكون واجهة لهم ــ وهو يعلم ذلك ــ ، ووجهاً لأحزابهم يبيّضون به ما اسودّ من صفحاتهم المليئة بالجهل، والجهلاء؛ لذلك أقول هو أفضل منهم ...... ! .
.
كلّ نفس بما عملت رهينة، فقد وفد إلى من لا تخفي عليه خافية .



#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((فلسفة العلاقات بين البنى السياسية الفوقيّة، والتحتيّة...)) ...
- البرلمان العراقي، ومنجزه التاريخي .........!! .
- مِصرُ أثبتتْ للمرّة الرابعة إنّها دولة ...
- المرجعية الدينية ، والدستور العراقي ...
- ما هو الكلام الجديد .... ؟ . قراءة استشرافية للغة الخطاب ال ...
- على العراق إزالة قمامة لبنان .....!! . (النموذج السياسي العر ...
- معركة أُحُد، وسقوط الموصل ......!! .
- شعار التغيير الذي حملته المرجعية، والكاتب إياد السماوي ..
- تظاهراتنا من جنس آخر .... هل نسير إلى الفوضى ....؟
- إلغاء المحاصصة من أجل المحاصصة ....!! .
- الإصلاح الحكومي، والتهريج السياسي ....
- (يجب الدفاع عن الشعب) .. نقد النقد الموجّه للتظاهرات الشعبية ...
- المرجعية هتفت مع المتظاهرين ..
- القرض الياباني سيناريو يوناني للعراق ....!!! .
- ثقافة التظاهر بين التسييس، والتأسيس .
- رئاسة التحالف الوطني، والعرف السياسي .....!!!
- النقد السياسي، ونقد السياسي .....
- الاتفاق النووي نمط جديد في التفكير الدبلوماسي .....
- ليست المشكلة في الألف دينار يا وزير .... !! .
- نفطكم للجميع، ونفطي لي ...!!!


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((إذا مات ابن آدم ظهرت محاسنه)) . قراءة في الأقوال، والشهادات بحقّ الجلبي بعد موته ...!! .