|
رتباط الموسيقى والأغاني بالشعب ومشاعر الناس .. أغنية - صوت الحسن - وأغنية -الواد وادي- نموذجا.
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 19:16
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
ارتباط الموسيقى والأغاني بالشعب ومشاعر الناس .. أغنية " صوت الحسن " وأغنية "الواد وادي" نموذجا.. للموسيقى مكان وتواجد في كل حضارة وفي كل مجتمع ، شكّلت منذ سالف الدهر بنغماتها الثرية الحساسة معنى من الدفء الإنساني والعمق الروحي ، الذي لا يمكن أن يعزف أو يصنع نغماتها العذبة المعبرة ، إلا كائن يتميز بعقل وبروح وثّابة منطلقة محبة لها ضمير وبين أضلاعها كيان مفعم بالحب والحياة ، وأعطت معنى عن الرقي والتميز عن كل مخلوقات أخرى ، حتى قيل : "أن وطنا بلا موسيقى وأغاني لا يختلف كثيرا عن المقبرة أو الحيوانات التي تشاركنا الحياة على كوكبنا الأرض.. لذلك نجد أن لكل أمة من أمم الأرض هويتها الموسيقية ، ونغمها، ورنّتها، ولغتها التي تفهمها مجتمعاتها دون ترجمة أو مساعدة ، والتي تساهم في تعزيزِ هُويّتها وثقافتها وقِيَمِها الوطنيّةِ والإنسانيّةِ ، لأن الموسيقى والغناء ، في الغالب الأعم ، هما الوجه الذي يعكس مستوى رقي الأمم ، ويترجم حالتها الثقافية والحضارية ومدى فاعلية الوعي الاجتماعي وثرائه الفني وانعكاسه في إبداعات الشعراء والموسيقيين . وإذا نحن سلمنا بمقولة الفلاسفة وعلماء الجمال هته ، فذاك يعني أننا نحيا بلا ثقافة ولا قيم جمالية أو أدبية تعبر عن روح الشعب وانفعالاتها ، لما نعيشه من غاب الدوق السليم ، وطغيان الضوضاء الموسيقية الهابطة ، التي ليست سوى نقيق ضفادع ، وشيوع السخافات الساقطة المبتذلة التي تمجها الأذان ، السليمة ، و يسميها البعض أغاني عاطفية ، والتي لا تعدو الأصوات نواح فجة ، وسرد ممل لكلمات أقزام ، تكرس الخيبة ، وتحفز على الانكسار، الذي أصبح معها الفن تجارة من لا رأس مال له ، عوض الأغنية الراقية المترعة بعذوبة اللحن ، وجمال الصوت، وصدق الكلمة ، عاطفية سواء أم وطنية ، والتي لم تقدر الساحة الفنية المغربية على تقديم مثيل لما عرفته "الأغنية الوطنية" في فترة ما قبيل الاستقلال وبدايته في الخمسينيات مع الموسيقار أحمد البيضاوي والحاجة الحمداوية من ازدهار ، تبعه فتور وتدهور خطير ، عادت بعده الأغاني الحماسية والثورية بقوة عند منتصف السبعينيات من القرن الماضي مع "المسيرة الخضراء في أغنيتين الرائعتين ، هما : أغنية "صوت الحسن ينادي" لفتح الله لمغاري ، و أغنية " الواد وادي " لفرقة جيل جيلالة ، الأغنيتان اللتان كانتا أكثر الأغاني الوطنية تأريخا لحدث المسيرة الخضراء نجاحا وإبداعا، والمحرك الأساس في تعبئة المواطنين للمشاركة في المسيرة الخضراء ، واللتان أصبحتا نشيدا للمسيرة ، تغنى بهما المغاربة طيلة عقود ولازالوا يتغنون بهما، لاحتفظهما برونقهما وتوفرهما على كل مقومات الإبداع الفني الحقيقي للأغنية الوطنية ، التي عرفت–مع كل الأسف- تدهورا واضحا في الثمانينيات من القرن العشرين ، حين تحولت إلى رمز للتكسب والاسترزاق ، وطغيان الصورة والجسد في الأغاني الهابطة والسخيفة المروجة للتفاهة والجهل والإفلاس الفني الصريح ، الذي احترفه مغنيات ومغنون ضعيفي الإمكانات الصوتية والفنية ، الذين ولّى معهم وبسببهم زمن الأغاني المغربية الأصيلة ، وحل محلها ما يسمى بالأغنية المغربية الحديثة الهجينة ، التي لا تشكّل جزءاً من الثقافة الفنية التي تستحق الحضور ، ولا تخاطب غير المراهقين المتحمسين للرّقص مهما كان الكلام . ومما لاشك فيه أن هذا الشح في الأغاني وفسادها ، مرتبط ارتباطا جدليا مع تصحر الواقع الثقافي وفساد المؤسسة الثقافية وانهيارها ، لارتباط الموسيقى والأغاني بالشعب ومشاعر الناس ، كما أسلفت : شعب بلا أغاني يعني شعب يعيش ظاهرة انفصام الشخصية !! وبهذه المناسبة أود أن أبارك لكل المغاربة عيد مسيرتهم ، وأردد معهم أغنية " صوت الحسن ينادي " أول أغنية أديت عن المسيرة الخضراء :"صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء، فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة...موردنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء" الله الله الله . وكل مسيرة وانتم بألف خير .. حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روعة الشتاء في- فاس الجديد -
-
المسألة أكبر وأخطر من مجرد لحية !!
-
نظرية نكيران حول الزوجات والصاحبات !!
-
قدرة الروائح على استدعاء الذكريات ..
-
محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..
-
لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!
-
حلم الرحيل!!
-
الحزن بالطين عند قدماء المصريين !!
-
للأماكن والأشخاص روائح خاصّة تستدعي الذكريات..
-
تطوير التعليم يتطلب تدخل كل مكوناته !!
-
إلى الذين منحهم الفاسيون ثقتهم الغالية !!..
-
ها علاش قال البعض ما يجيش لعريفي لبلادنا !!
-
لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟
-
يا بنت المدينة عليك كنغني !
-
تطهير الانتخابات من آفة بورصة الأصوات !!
-
هلوسة من أين لك هذا؟
-
ألعاب الزمان الرائعة..
-
القسم !!
-
الحريك السياسي !!.
-
عيد المعلم.
المزيد.....
-
الحكومة اللبنانية تدين تفجيرات بيجر: -عدوان إسرائيلي إجرامي-
...
-
الجيش الإٍسرائيلي: لا يوجد أي تغيير في إرشادات الدفاع لقيادة
...
-
9 قتلى و2750 جريحًا في انفجار أجهزة -البيجر- وحزب الله يحمل
...
-
-إرنا-: شويغو يلتقي بزشكيان في طهران ويسلمه رسالة من بوتين
-
مسؤول في -حزب الله- يكشف لـ-رويترز-: حسن نصر الله بخير
-
لبنان.. مقتل نجل النائب عن -حزب الله- علي عمار في انفجارات أ
...
-
الجيش الإٍسرائيلي: لا يوجد أي تغيير في إرشادات الدفاع لقيادة
...
-
لوكاشينكو: نعلم بما تخططه ليتوانيا لبدء محاكمة ضدي في لاهاي
...
-
قتلى وجرحى بسبب حرائق الغابات في البرتغال
-
تتارستان.. اكتمال الحفريات في مقبرة تاريخية أقدم من الأهرام
...
المزيد.....
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
-
السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ -
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|