سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 19:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حول نظرية القطيع !
سليم نزال
نظرية القطيع نظرية مجتمعية بامتياز و المجتمعات البشرية كلها تخضع بصورة او باخرى الى نظرية القطيع .بل يمكن لنا تفسير الكثير من سلوك الافراد اليومى على انه جزءا لا يتجزا من فكر و ثقافة القطيع .و ثقافة القطيع هى الثقافة المجتمعيه التى يتربى عليها الناس و التى تملك مع الوقت صفة قدسية.لهذا تعتبر المجتمعات كل جديد بدعة و احيانا هرطقه و تقاومه لكن ان تم فرض هذا الامر على المجتمع فان البدعة هذه تصبح جزءا من نظرية القطيع مع الزمن
و سلوك القطيع يمكن رؤيته فى السلوك اليومى لللافراد.تخيل مثلا ان يذهب فرد او مجموعة من الاصدقاء الى المقهى.فنهم على و راوا مقها فارغا من الناس و مقهى يوجد فيه ناس .فانهم على الاغلي سيذهبون على الاغلب الى المقهى الذى يوجد فيه ناس .و يمكن تطبيق هذا المثل على الكثير من الامور اليوميه ..
ثقافة القطيع حمت المجتمعات تاريخيا لانها كانت الاسمنت الاجتماعى الذى حمى الافراد لكن فى الوقت نفسه فانه كان و لم يزل فى راى العامل الاساسى لمنع الافراد من تكوين شخصية مستقله لهم.و فى ثقافة القطيع يواجه المرء عادة رايا عاما موحدا تجاه كل شىء .و فى ظل هذا الاجماع يصبح غير مقبولا ان قال المرء رايا يختلف عن الراى السائد .اتذكر انى دخلت فى الصغر فى مناقشات حول جبران خليل جبران مقارنة بميخائيل نعيمه .
طبعا جبران خليل جبران حظى بشهرة عالميه لم يحظها ميخائيل نعيمه . و بدون التقليل من اهمية كتابات جبران انا كنت اعتقد و ما زلت ان كتابات نعيمه اكثر عمقا بما لا يقاس بكتابات جبران .لكن ما ان تقول رايك حتى يقال لك كلام من نوع هل العالم كله لا يفهم! .هنا تجد نفسك فى مواجهة نظرية القطيع التى تتوحد ضد اى راى خارج عن النص المتعارف عليه.لا اقول هناانى مصيب بالضرورة لكنى املك رايا فى هذا الامر يختلف عن ثقافة القطيع .
و خطورة نظرية القطيع انها قد تكون مدمرة كما حصل فى فلسطين عام 1948 و المحزن ان الامر تكرر ايضا و ان اقل حدة عام 1967.
الذى اريد قوله ان اجماع الناس على امر لا يعنى بالضرورة صحة الامر .فقد مات ملايين البشر و هم مقتنعون ان الارض مسطحة قبل ان ياتى كوبرنيكوس و يطرح افكارا غير مالوفة و معادية لنظرية القطيع الذى لعب دورا كبيرا فى لجم ابداع الافراد و استخدام عقولهم للنقد و لطرح افكار جديدة ..
و عبر التاريخ كانت المؤسسة دينيه كانت ام اجتماعيه الحارسة لثقافة القطيع . لذا كانت تقف بكل قوة ضد اية محاولة تخترق ثقافة القطيع الامر الذى يفسر لنا الكثير من الاضطهاد الذى عاناه البعض جراء تعرضهم لثقافة نظرية القطيع .
و على النت تجد المصائب ضمن نظرية ثقافة القطيع .طبعا لا يستطيع المرء مجابهة الامر فعلى سبيل المثال انتشر مؤخرا كلاما نقلا عن ميركل عن ماذا ستقول لا
حفادها حول ان مكة كانت اقرب للسوريين من المانيا و صار الامر متداولا جدا .القصة كله مخترعة و ميركل لم تقل هذا ابدا لكنها انتشرت على النت كحقيقة فى اطار ثقافة القطيع !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟