أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - نضرة في العلاقات الإجتماعية في وقتنا الحاضر














المزيد.....

نضرة في العلاقات الإجتماعية في وقتنا الحاضر


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 15:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا جرى للعالم الإجتماعي حتى يتحول إلى سرداب عميق تختفي ورائه كل أنواع الأقنعة والوجوه لتستبدل بأخرى عقيمة ومشلولة الحس والذوق والجمال ..
عالمنا اليوم بما فيه من روابط إنسانية ومثل وقيم عليا يكاد ينهار ويندثر من فرط سطوع آفات النفوس وأمراض القلوب ليتحول بذلك إلى غابة تسود فيها نوازع الشر والغدر والتآمر ..ولا عيب في سلوك عالم الغاب فهناك نظم أخرى وعلاقات أخرى تستلزم آليات وميكانيزمات معقلنة تبرر تصرفها وسلوكها ، حيث يأكل القوي الأضعف ليستمر الكل ويعيش الكل في حبكة وحكمة بالغة ومعقدة.. لكن عالم الإنسان يختلف باختلاف الضرف والحال ، فهنا الخير كله موجود لا يحتاج إلا للكشف والإجتهاد ، والحكمة جلية وواضحة تدعو كل ذي لب وترحب بكل مجتهد وساع ..
علاقاتنا الإجتماعية أمست غامضة ومشوشة ، لا يأتّت لوجودها سوى ما تواطئ عليه الجمع وصدقه الأعراف والتقاليد وأكده الطبع وأيدته المصلحة ، أما خارج هاته الدوائر فلم تكن لتجد المستقر ولا الإستضافة ،ولتحول الكائن الإجتماعي إلى آخر فضائي يعيش كما تعيش النجوم في سمائها وتدور الكواكب في فلكها والكل يسبح في حساب دقيق لا مجال فيه للحرية ولا للإختيار..
إنسان اليوم سئم مهموم ، يمل من كل شيء حتى من نفسه بل ويلومها إن لمْ تجدِ انتباهه وتوقضه من بلادته ، يعيش في ضنك وضيق حتى ليكاد ينحسر عليه الأفق ويضيق بما حمل من روح ومعنى .. فلا يكاد يضفي المعنى على شيء لأن إدراكه مشوش وآليات استجابته معطلة وإمكانياته وطاقاته مكبلة ومغلولة في أغلال تفكيره وهواه الذي لم يبذل أي جهد يذكر في سبيل تزكيته ونزع شوائبه ومعيقات انطلاقه وتوسيع مداركه ليكون أشمل وأعمق ويبدي نظرة عميقة ذات روح ومعنى..
فقد يدعي الإنسان الكمال والمروؤة والشجاعة والكرم والجود ، ويبرئ نفسه من الكبر والعجب والشر والغدر والتآمر والحقد ..وقد يدعوك للإلتزام بمثل هاته الصفات ويحضك عليها حتى تراه نعم الصلاح ونعم الصدق والوفاء ..
لكن شتان شتان بين ما ندعيه وبين ما هو سر في أنفسنا لا تطلع عليه سواها ولا يراها إلا مولاها وبارئها ، وقد يفتضح أمر سرها إن هفت هفوة أو عفلت غفلة فتنكشف بوادر سرها وتضهر حقيقتها .. ففي علمنا أن القلب ملك الجوارح وقائدها لكن العقل ماكر وذهي وسريع في إسدال الستائر وتغطية الحجب ، ورغم تكلف العقل في عدم مطاوعة القلب والتمثل في السلوك فإن له نداء آخر يزعجه ويهدد نجاحه ، وهو الطبع..وما أدراك ما الطبع..
فقد يجتهد الإنسان في كتم أمراض نفسه اجتهادا كبيرا ، وبينما هو كذلك قد تتسلل حركة أو تعبير مباغت يفشل ادعاآته ويسقط قناعه لغلبة الطبع عليه ولضعف سيطرة العقل من جهة أخرى،..
ولهذا فإنسان اليوم يعيش في صراع داخلي مرير ، ونزاع نفسي مضن ، يكابد المرض ويتعايش معه في صمت رهيب ، كالبحر يبدو ساكنا وجميلا وفي جوفه اضطراب وموت وحياة ..
قد يبصر الإنسان أخاه فيدير له وجهه كي لا يراه، أو قد يسقط بصره إلى الأرض كأنه تائه في مشاغل الحياة وهمومها فيتجنب بذلك لقاء الصدف الذي لم يحسب له حساب وينئى بنفسه عن تكلفها وتطبّعها المفضوح..
أما حين تلتقي العائلة في دار الجد أو الجدة ، فالأمر قد يتخذ مجرى آخر ومواقف أخرى أهم ما فيها أن الأسلحة ضامرة والسلم ضاهر ، ادعاء للمحبة وإضمار للكره والبغض ، ادعاء للكرم والشجاعة وإضمار للبخل والجبن ، التقاء الصدور للمعانقة واختلاف الأفئدة والقلوب ..
لا المضيف يريد الضيوف أن تأتي ولا الضيوف يريدون المجيئ ، لكن صلة الرحام واجبة والأوجب منها بمخيلنا هو العرف والتقاليد ..
اللقاء لا يتم في صفاء وود دائما حتى وإن طفح النقاء والمحبة على المحيا وعلى الجبين ، ولكن لا يعلم ما في النفوس والقلوب إلا الله ..
فنجد الواحد منا يضحك مع الآخر وهو لا يستسيغه ، ويكرمه وهو لا يطيقه ، ويمازحه وهو لا يستلذ بممازحته !!!! ولماذا يطلبه للحضور ويدعوه للمجيئ من البدء !! لماذا العناء والإفتعال ...،
هكذا أصبحت علاقاتنا الإجتماعية ، تصنع وتكلف ومجاملة فارغة حتى في وجه الأحباب والأخلاء فإذا كان هذا هو حالها بالداني منا فكيف حالها بالقاصي ، وإذا كان هذا حالها مع القريب فكيف حالها مع البعيد !!!
الحديث أكثر من نصفه تكلف ومجاملة والباقي يتخلله الكذب والنفاق ، والزعم بغير ذلك باطل وغير صحيح ومن ادعى غير ذلك فاعلم أن نضره قاصر وعقله أجوف ...



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخالب النفس
- الإنسان والعقيدة !!
- في بيوت الله
- نساء الحداثة أو النساء الحداثيون !!
- طلبة المغرب بين الحق والواجب
- مسألة القيم الإنسانية !!!
- الفرد والمجتمع , أية علاقة !!
- النزعة الفردية المتطرفة!!!
- عن أي إصلاحات تتحدثون !!!
- في دار العجزة
- أهذا فن أم عفن ؟
- في مسيرة 8 مارس


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - نضرة في العلاقات الإجتماعية في وقتنا الحاضر