دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 13:15
المحور:
الادب والفن
الناسك، كان قد خرجَ تواً من كهفه حينما أبصرَ لفيفاً من الفرسان يقتربون.
لم تكن تلك المرة الأولى، التي يُصادف فيها العجوز أناساً يمرون من أسفل الجبل. إذ كان ثمة عين، يندلق ماؤها إلى الوادي ليشكّل جدولاً نحيلاً. إلا أنه من النادر، كما فكّر الناسك ببعض القلق، أن يهتمّ أحدهم بوجوده هنا. هكذا تابعَ ذلك المتطفلَ، المُعتبَرَ الهيئة، الذي شرَعَ بتسلق الصخور وصولاً إلى مشارف الكهف.
" أنا الأمير..! "، قالها الرجلُ وهوَ يلقي نظرة متفحصة على المكان. ثم ما لبثَ أن أخرج منديلاً، معطراً بالمسك. بعدما حلّ المنديل، شعّ منه بريق الجواهر. عاد الأمير لمخاطبة الناسك: " أريد أن أمنحك هدية، أيها العجوز الزاهد. ولا سبيل لديك إلا الاختيار ". عند ذلك، مدّ الناسك يده وتناول بدون تردد حلية من الماس. الأمير، برقت عيناه بما يشبه إلماحة السخرية: " لِمَ اخترتَ الماسَ دون الذهب أو الفضة؛ أنتَ من يُفترض عزوفه عن متاع الدنيا..؟ "
" إذا كان علينا أن نختارَ في هذه الحياة، فليكن الأثمن دوماً "، أجابَ الناسك.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟