محفوظ أبو كيلة
الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 11:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عمر بك لطفي (1867- 14 نوفمبر 1911) ولد بمدينة الإسكندرية. وترجع أصوله إلي أسرة مغربية وفدت إلي مصر في عهد محمد علي وكان عميدها ممثلا للمغرب لدي الحكومة المصرية، وظل مقيما بمصربعد تركه لمنصبه. تلقي العلم في مدرسة الجمعية الخيرية التي أسسها محمد عبده وعبد الله النديم, ثم انتقل إلي القاهرة وعاش في حى بولاق وأتم دراستة بمدرسة الفرير الفرنسية. التحق بمدرسة الحقوق و تخرج فيها سنة1886 . عمل في قلم قضايا الحكومة, ثم في مكتب سعد زغلول للمحاماة ثم قاضيا بمحكمة قنا, إلا أنه فضل الإستمرار في مجال التعليم إلي أن أصبح وكيلا لمدرسة الحقوق وعمره38 عاما, ثم بعد ذلك ترك مدرسة الحقوق وافتتح مكتبا للمحاماة و ظل يعمل محاميا حتى وفاته.
كان عمر لطفي أحد رواد الحركة التعاونية علي المستوي العالمي, وأطلق عليه أبو التعاون في مصر, فعندما رأي ما كان يتكبده الفلاح من ظلم المرابين والمضاربين أخذ يبحث عن طوق نجاة من هذه المعاناة. وبعد دراسته للتعاون الزراعي فى إيطاليا وعودته منها عام 1908 ، أقترح من الحكومة أن تقتدي بما فعلته حكومتى ألمانيا وإيطاليا بإنشاء نقابات زراعية في كل بلدة تساعد الفلاحين بدلا من المرابين والمضاربين ولما لم توافق الحكومة علي إقتراحه, لجأ إلـي إنشاء نقابات زراعية تقوم بالإقراض والتسويق التعاوني للحاصلات, وتطورت جمعيات تعاونية أطلق عليها شركة التعاون المنزلي، وأنشأ عدد منها بالقاهرة والمدن الكبري في مصر مثل الإسكندرية والمنصورة والمنيا والمنوفية وحلوان...., وكان يطوف بجميع أنحاء مصر لنشر دعوة تأسيس النقابات والتعاونيات, وساعده مصطفي كامل في بيان فوائد التعاونيات للشعب, كما يعد عمر لطفي المؤسس لأول نقابة عمالية في مصر وهي نقابة عمال الصنائع اليدوية.
عندما بدأ مصطفي كامل وجمع من أصدقائه التفكير في إنشاء نادي المدارس العليا في أكتوبرسنة 1905، وبعد جمع رأس المال اللازم لبناء النادي اجتمعت أول جمعية تأسيسية لنادي لطلبة المدارس العليا يوم الجمعة 8 ديسمبر1905 بأحد قاعات مدرسة الطب لإنتخاب مجلس إدارة النادي وأسفرت عملية الإنتخاب عن إختيار عمر لطفي بك رئيسا للنادي الذي تضاعف عدد أعضاءه خلال ثلاث سنوات, قبل أن يصبح نادي الطلبة والعقل الوطني الذي تجمع حوله أبطال الحركة الوطنية ومنه كانت تخرج المظاهرات ضد الإنجليز عند أي حادث وطني, ومنه ظهرت فكرة إنشاء النادي الأهلي للرياضة البدنية.
ولدت فكرة لدى عمر لطفى لتأسيس نادي رياضي يجمع طلبة نادي المدارس العليا المهتمين بالسياسة والرياضة وغيرهم من طلبة المدارس العليا ، ويعدهم لتقلد مكانهم في طليعة شباب الوطن فى كيان يضمهم بعد تخرجهم لإستثمارأوقات الفراغ وحتي لا يمضي كل منهم إلي حياته وينقطع الإتصال بينهم، و كانت فكرة إنشاء النادي الأهلي باعثها المشاعرالوطنية وآمن بها رجال أوفياء. اجتمع عمر لطفي بك بالعديد من رجالات مصر وعرض عليهم فكرة تأسيس نادي أهلي، وكان منهم صديق عمره مصطفي كامل و عميد كلية دار العلوم ، و مجموعة من وزراء مصر ، و محافظيها و مديري أقاليمها من الشمال للجنوب ، ومنهم من أسس لإقتصاد مصر وتمصيره ، ومنهم من أسس لحركة التعاونيات في مصر ، و عدد من شيوخ الأزهر. وأجتمع هؤلاء علي إنشاء النادي الأهلي. وكان أمين سامى باشا هو أول من اقترح تسمية النادى بإسم الأهلى. و اختير اسم الاهلى لما فى الكلمة من صفة الوطنية ومن ترجمة كلمة "National" (ناشيونال) أى الوطنى ويعد الأهلي أول ناد للمصريين فى مصر وتأسس كشركة رأسمالها خمسة آلاف جنيه مصرى قيمة كل سهم فيها خمسة جنيهات. أول اجتماع لمجلس الادارة تم في 24 أبريل 1907، بعضوية متشل أنس وإدريس راغب بك وأصحاب السعادة إسماعيل سري باشا وأمين سامى باشا وعمر لطفى بك ومحمد أفندى شريف اختارته اللجنة سكرتيرًا . وفى هذا الإجتماع اختير الانجليزي متشل أنس أول رئيس للنادى الأهلى اختاره مجلس الإدارة لتسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادى وتسهيل الإجراءات من قبل الحكومة، و أعطي عمر لطفي بك المثال الأول في النادي الأهلي لإنكار الذات عندما اختار ميتشل أنس لرئاسة النادي علي الرغم من أنه صاحب فكرة التأسيس وذلك تفضيلا لمصلحة النادي. و فى الاجتماع الثاني لمجلس الإدارة الذى عقد فى 6 مايو 1907 طرحت أسهم شركة تأسيس النادى الأهلى للأكتتاب العام ووافق المجتمعون من المؤسسين على إنشاء الشركة باسم "النادى الأهلي للألعاب الرياضية". ووضع عمر لطفي بك الصورة النهائية لعقد شركة تأسيس النادى الأهلى ووقع عليه مجموعة المؤسسين، وعرض إسماعيل سري باشا باعتباره مهندسًا معماريًا، الرسم الذي صممه للمبنى الرئيسي للنادي.. وهكذا بدأت الفكرة وتم انشاء النادى وأقيم حفل الافتتاح فى 26 فبراير 1909، في المبنى الرئيسى للأهلى،
ولعل عمر لطفى كان أول المنادين بتحرير المرأة في رسالته حق المرأة التي صدرت بكتاب نشرفي القاهرة عام1897 قبل كتاب قاسم أمين تحرير المرأة، وشرح فيها كيف أنه وجد من الشريعة الإسلامية حماية لحقوق المرأة لم يجدها في القوانين القائمة آنذاك. وأصدر فى هذا السياق مؤلفه الشهير حق المرأة
تناول عمر لطفي في أبحاثه الدعوي الجنائية وحق الدفاع وحرمة المساكن, حيث استقبلت الدوائر القانونية الأوروبية بتقدير كبير مؤلفاته وأبحاثه في مجال القانون والشريعة الإسلامية وقد أصدر العديد من المؤلفات تناولت هذه القضابا كان من أهمها: الدعوة الجنائية في الشريعة الإسلامية, حرمة المساكن, , حق الدفاع, الإمتيازات الأجنبية, الوجيز في شرح القانون الجزائي, شركات التعاون في مصر. وكان لهذه المؤلفات صدي بعيد في أفاق كليات القانون بالجامعات الأوروبية.
ويعد عمر لطفي الذى لم تتجوز حياته 44 عاما، واحد من الرواد الأوائل للحركة التعاونية والنقابية والعمل الأهلى بمصر, وقد كان رفيق كفاح رواد الحركة الوطنية المصرية, وأعتبره المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي واحد من عشرة كانوا أكثر تأثيرا فى بناء الدولة المصرية الحديثة خلال النصف الأول من القرن العشرين، مع مصطفي كامل ومحمد فريد ومحمد عبده وسعد زغلول وعلي مبارك وعبد الله النديم وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وطلعت حرب.
#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟