أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - سيناريو الأغتصاب .... قصة قصيرة














المزيد.....

سيناريو الأغتصاب .... قصة قصيرة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


توطئة
تظهر على الشاشة هذه الكلمات بالتدريج
( يقدر عدد الرقيق الذين وصلوا الى الولايات المتحدة الأميركية قسرا عام 1808 بربع مليون شخص معظمهم من القارة الأفريقية السوداء , وفي عام 1863 اصدر
الرئيس الأمريكي ابراهم لنكولن قراره التاريخي الجريء بتحرير العبيد وألغاء قانون الرق , فأحدث هياجا واسع النطاق وفي عام 1865 تم أغتيال لنكولن )
لقطة عامة متوسطة :
غابة واسعة باحراشها وادغالها وأغصان أشجارها المتشابكة تمتد على مد البصر وكأن لا نهاية لها , الظلام يزحف زويدا رويدا .
لقطة قصيرة متوسطة :
زنوج يقرعون الطبول , زنجيات يرقصن على ايقاع الطبول , الاجساد تهتز
تتلوى تتوثب تتمازج جسدا واحدا اسود .
لقطتان قصيرتان متداخلتان :
1- اطفال باعمار مختلفة مستغرقين في نوم عميق .
2- بعض الزنوج من الرجال والنساء يشوون حيوانا مسلوخا على نار
لقطة قريبة :
فتاة زنجية مستلقية بنشوة واسترخاء تحتضن فتى زنجيا يحاول استمالتها ويبدو مهتاجا .
لقطة طويلة شاملة :
عصبة من الرجال البيض بسروايل قصيرة ملونة وقمصان فضفاضة يدهمون الغابة مشرعين بنادقهم نحو الزنوج في حالة تأهب واستعداد للهجوم , الرعب يخيم على وجوه الزنوج , يهمس أحدهم – لقد عادوا ثانية يا للعار
يستل الزنجي نفسه خقية من حضن الزنجية التي تمسك به وكأنها لا تريد ان يبتعد عنها , ينهض ويركض بأقصى سرعة متجاهلا صراخ البيض وضجيجهم .
- هرب يامستر جاك
- اقتله يا جاك
- لا تدعه يهرب اقتله
يصوب جاك بندقيته نحو الزنجي ويرديه قتيلا .
لقطة قصيرة قريبة :
أطفال يزحفون بعيدا , وأخرون يبكون ويختبئون , نساء مذعورات .
لقطة شاملة :
يختلط الصراخ بالعويل بالنشيج بأصوات عصابة مستر جاك
- بوركت مستر جاك
- جاك صياد ماهر
- اهنئك على دقة تصويبك
يلعلع صوت مستر جاك بفخر ومباهاة :
- الوغد يريد ان يهرب
ثم بردف بصوت آمر
- هيا يا رجال شدوا وثاقهم , ماذا تنتظرون ؟
يتسأل أحد رجاله
- والأطفال ؟
يجيبه مقهقها
- دعهم يكبرون , سنصطادهم في الجولات القادمة .
لقطة شاملة متوسطة :
على ضفاف الساحل تحتشد طوابير من الزنوج مربوطين بالحبال , كل فرد منهم ينتظر دوره ليكوى بختم النار لصالح شركة جاك لتجارة العبيد .
رائحة شواء اللحم البشري تزكم الأنوف , يبدو ذلك جليا على وجوه رجال جاك وهم يسدون انوفهم بايديهم وبالمناديل , بينما مستر جاك يتفحص بضاعته من الزنوج بامعان واحدا اثر الأخر مثل جنرال عسكري يتفقد جنده , يرفع ذراع هذا ويضغط على صدر ذاك ويرفس الأخر ثم يتحسس بطن زنجية حامل ويبتسم يتوقف بغتة عند الزنجية التي قتل رفيقها في اللقطة السابقة , يرفع رأسها بيده يحدق في عينيها , يقرص خدها بمكر واشتهاء ويقهقه بصوت عال , الرجل ذو الختم الناري يتقدم منها ليختم كتفها لكن جاك يمنعه ويهمس في اذنه بضع كلمات فيحني رأسه متفهما ويواصل عمله .
لقطة طويلة في عرض البحر:
تبحرالسفينة المكتظة بالزنوج من الساحل متجهة صوب امريكا , جاك مستلق في مقصورته وبجانبه تجلس الزنجية , يمسك بيده كأس خمر وباليد الأخرى يمسد شعرها الأجعد الفاحم , الزنجية ترمقه بغضب , تنزل يده من على رأسها وتبصق فيها باستياء , يضحك جاك ويقول :
- منذ زمن طويل وأنا أشتغل في هذه المهنة لكنني لم أر زنجية بجمالك ؟ ترمقه ثانية بامتعاض بالرغم من انها لا تفقه من كلامه شيئا , يداعبها
بلطف ويسترسل :
- تأكدي أنك جميلة جدا وأنا معجب بجمالك , ولا تنسي أنني هنا سيد الجميع
تتعالى أصوات الزنوج على ظهر السفينة وتختلط بصفير السياط الحاد وزمجرة رجال جاك الذي يذهب اليهم صارخا :
- ما هذه الضوضاء ؟ ما بهم الكلاب ؟
يجيبه أحد رجاله :
- هذا الزنجي يسعل وينفث الدم .
- الكلب مصاب بالسل , ارموه في البحر والا سيعدي الجميع .
يتقابل اثنان من رجاله ويحملان الزنجي ويرميانه في البحر
يتساءل أحد الرجال
- أن أغلب هؤلاء مصاب بالجدري والزحار , ومنهم من أصيب بدوار البحر والنسوة يأكلن الطين انتحارا , هذا يعني أننا سنفقد قرابة مئتي عبد , يا مستر جاك .
- ويبقى لنا الثلاث مئة , اذا لم نخسر شيئا , أننا في غاية النجاح يا غبي .
قطع : تظهر هذه العبارة على الشاشة
(عملت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على منع تجارة العبيد وتحريمها , وفي أحدى الرحلات البحرية حين شعر مستر جاك بالخطر وأن سفينته محاصرة من قبل مفارز الشرطة البحرية , أمر رجاله برمي جميع الزنوج في جوف البحر ليكونوا طعاما للأسماك والحيتان )
لقطة لمستر جاك في مؤتمر صحفي :
في الحقيقة أن الزنوج هم من سلالة القرود ولهذا يتصرفون كما الحيوانات , أنهم أقل منا عقلا , لا يصلحون الا للحمل والعمل في الحقول والمزارع , علينا نحن البيض أن نروضهم وندربهم ونجعل منهم بشرا في خدمة البشرية .... تصفيق .
لقطة زووم لجاك :
وجه أبيض يميل الى الحمرة وأنف طويل ولحية شقراء وشعر مسترسل وقبعة وعينان زرقاوان وغليون ودخان .
لقطة زووم للزنجية :
وجه أسود كما الليل وشفتان غليظتان وأنف قصير أفطس وشعر أجعد فاحم وعينان مغرورقتان بالدموع وفزع .
لقطة قصيرة متوسطة :
غرفة , سرير , جهاز حاكي وموسقى , قنينة خمر , قطع لحم وفواكه , وجسد أسود عار مكوم على الأرض , وجاك كما طاووس يتبختر بغليونه في أرجاء الغرفة .
لقطة قصيرة جدا :
جاك يرفع الزنجية من الأرض ويرميها على السرير ويقفز عليها كما ذئب جائع يمسك بشاة برية .
لقطة الختام :
جاك نائم , الزنجية مكومة على السرير , جاك يشخر , الزنجية تبكي وتنزل من السرير, تمسك بقتينة الخمر الفارغة لتهشم الرأس النائم وهي ترى في المرآة المقابلة جسدا أسود مبللا منتهكا , تقذف بالقنينة بحنق وقهر صوب المرآة لتهشمها وتختفي صورتها تماما .
1977



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا جاءوا بك الى هنا ؟ قصة قصيرة
- الوهم ... قصة قصيرة
- ثمة حلم ثمة حمى ... قصة قصيرة
- لكنها بعيدة ... قصة قصيرة
- قصتان قصيرتان
- لعنة الحمام ... قصة قصيرة
- أنهم يبيضون ... أنا أبيض أيضا ..... صلاح زنكنه
- القيد ... قصة قصيرة
- عام الخروف ... قصة قصيرة
- حفنة تراب ... قصة قصيرة
- جثث لا تعنينا ... قصة قصيرة
- الصمت والصدى ... قصة قصيرة
- الخنزير ... قصة قصيرة
- التماثيل ... خمس قصص قصيرة
- سأقتل الجنود ... قصة قصيرة
- واقع حال العراق الآن
- الظاهرة العنفية في الاسلام
- بلاد موحشة
- متواليات عراقية
- زواج عرفي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - سيناريو الأغتصاب .... قصة قصيرة