عبدالرحمن ذياب
الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 00:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الرازونة والبانوراما
الحوار لغة العصر وألف باء الشعوب المتحضرة وضعف لغة الحوار في العراق صفة غالبة على مَنْ يقودونه سياسيا واجتماعيا لذا وصلنا الى ما نحن فيه .
لا أنكر عليهم مناداتهم للحوار في المحافل العامة والإعلام لكن الحوار الذي ينادي به اغلبهم يجب ان لا يتضمن رأي الاخر ويجب ان يقصي وجوده ، لأنهم ينظرون الى العالم من خلال رازونة صغيرة تنسجم ونفسية كل واحد منهم وطبعا لكل واحد منهم رازونته.
في حين ينظر قادة الرأي في العالم المتمدن الى الحياة بطريقة بانورامية panoramic لا تقصي لون ولا تنكر شكل بطريقة ترى المتناقضات والتوافقات وتراهم يلعبون على تلك المتناقضات بطريقة يرسمون من خلالها حياة ثلاثية الأبعاد متعددة الألوان والأطياف تحفظ العيش الكريم للإنسان ولاتخذله ابدا.
هذه المفارقة الفكرية والسلوكية ترتبط بالبيئة التي نشأت فيها كل شخصية فالمجتمعات البدائية تختزل العالم بما تراه وتظن انها محور لما يجري في عالمنا الفسيح الواسع غير مدركة جغرافيتها المتواضعة قياسا بكوكب نعيش عليه وهذه هي الرؤية الرازونية الضيقة التي أذهبت البلاد والعباد في حين ينظر اصحاب الرؤية الواعية البانورامية على أساس انهم جزء من عالم فسيح تحكمهم مفرداته وهذا ينسحب على حكومات الدول العظمى وبطبيعة الحال لم يكن جورج بوش مثالا جيدا على ما أقول ولا شريكه توني بلير اذ استعانا باصحاب الرؤية الرازونية لتبرير احتلال العراق ساعدهما في ذلك سياسة القائد الضرورة التي كانت تؤكد انه اذا قال صدام قال العراق فاختزل العراق بمفكريه وتاريخه العظيم بعين لاترى ما وراء الحدود ولا تقيم لشعبها وزنا وهي طريقة تفكير ضيفة بررت لهما احتلال وتهديم البلد .
الحقيقة التي لا بد ان ندركها هي ان من يحكمون بلادنا يحلمون دائما باستمرارهم بالحكم وكي يستمر حكمهم الضيق الأفق لابد لهم من تجهيل المجتمع وكي يجهل المجتمع يغذونه بثقافة الأسود والابيض black and white لونان لا ثالث لهما ويحشون ادمغة الناس بخطر محدق اسمه الاخر.
الرازونة: نافذة صغيرة في بيوت الطين تسمح بشيء من نور الشمس بالدخول الى البيت وتسمح بتغيير الهواء.
عبدالرحمن ذياب
#عبدالرحمن_ذياب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟