أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - سلم الرواتب الجديد والاصلاحات















المزيد.....

سلم الرواتب الجديد والاصلاحات


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلم الرواتب الجديد والإصلاحات

د. عبد الحسين العطواني

على الرغم من توافر عدد من المقومات الرئيسة في النشاط الاقتصادي , ولاسيما في القطاعات الأساسية المتمثلة بالثروة النفطية , والقطاع الزراعي , وقطاع المعادن , إضافة إلى القطاع السياحي في العراق, إلا أن الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية يتسم بالقصور في الكفاءة الإنتاجية , ولعل ذلك يرجع إلى غياب سياسات واضحة وملائمة لبناء اقتصاد قوي يرتكز عليه البلد .
وتشير الأدبيات الاقتصادية إلى أن النمو الاقتصادي الذي حدث في ألمانيا , واليابان بعد أن دمرت الحرب العالمية الثانية معداتهما المادية , يرجع إلى الاهتمام بالعنصر البشري , وأدركت كثير من الدول النامية أهمية الموارد البشرية , والعراق شأنه باقي الدول الأخرى سعى إلى وضع سياسات وخطط لتنمية موارده البشرية من اجل النهوض بالاقتصاد الوطني , لكنها لم تفعل وفقا لعوامل التغيير والتطور , فالقيام بالدور الايجابي يحتاج إلى مؤسسات تتصف بالمهنية والموضوعية , فالمهنية تتطلب التمرس العملي والنظري والأخلاقي في العمل , ويتطلب العمل المهني التحلي بالمسؤولية الاجتماعية التي تفرض تخطي العوارض التي تقف في طريق الوصول إلى الحلول المرجوة , إما الموضوعية فتتطلب تشخيص مواطن الضعف الرافضة للإصلاح بصورة صادقة , ولابد من التأكد أن الموضوعية تعني تقديم الوقائع كما هي , ولكنها لاتعني الحياد لان الحياد يعني عدم اتخاذ موقف حتى من الأمور القيمية , أو الأخلاقية .
فالإصلاح لايمكن أن يكون شاملا , أو أن يتعلق بقطاع , ويترك قطاع أخر , ثم أن الأسس التي لايمكن أن يغض النظر عنها هي ضمانة العدالة , وفي مقدمتها العدالة بين العاملين في مؤسسات الدولة , وإرساء دولة القانون والمؤسسات لكي تعم الإصلاحات الهيكلية التي تهم المؤسسات والقوانين المسيرة لهذه المؤسسات .
السؤال هل نستطيع أن نشكل جبهة موحدة أمام هذه الظروف القائمة حتى نستطيع أن نقاومها بأسلوب موحد , فلا نرى أن هناك من يستحق أن يلقب بمسؤول ولا يسعى إلى الإصلاح ولا يسعى إلى التغيير , والمسؤول هو من كان يستهدف محاربة الفساد , وهو واجب مهم من واجباته , ومن واجبنا آن نقف وراءه ليس فقط لدعمه بشخصه , وإنما لنتفاءل بأن هناك في الحكومة من يدافع عن حقوق الشعب . وأحيانا لايمكن للشدة أن تحسم الموقف وتقضي على التيار المنحرف , ولذلك يتعين على الحكومة أن تتولى مسؤولية المجتمع , وان تتابع شؤونه ومصالحه , دون الوقوع في شرك العواطف , آو الخوف , آو العوامل الخارجية , وان تتعهد بالإخلاص والاهتمام بمصير المواطنين , من خلال ضبط أولئك الذين لا يقيمون وزنا للمبادئ والقيم , وإعطاء الشخصية الإنسانية لإفراد المجتمع , ومواجهة العقبات والتغلب عليها , ودعم المصلحين وتشجيعهم على مواصلة النشاط الدءوب بهدف خدمة مصالح الشعب وتطلعاته .
إما في واقع الأمر فان ما نمارسه الآن ونراه في العراق هو ليس إصلاح بل سيطرة لهؤلاء المستغلين الذين لا يتورعون عن نهب المال العام وتسخيره لمتعتهم ومصالحهم الخاصة, ويتركون أفراد الشعب خاوين لايجدون مايسد حاجتهم , فقد اخذوا من الإسلام مظاهره واجبروا الناس عليها , وابتعدوا عن حقائقها , وعليه يتطلب الحذر من هؤلاء وأتباعهم , فالنظام الإسلامي في إطار كفاحه للقضاء على أسباب الفقر والذي حدده بثلاثة أمور ب( قلة الإنتاج , وسوء التوزيع , والإسراف والتبذير ) مع رفضه لكل أنواع الفقر والفواصل الطبقية واستغلال الآخرين بل ويعتبر السكوت على ذلك منافيا للإسلام , لكونه يؤدي في النهاية إلى تعزيز الظلم ودعمه , أو جرأته فيجب عندها الوقوف ضده وان استلزم الضرر وتحمل الصعاب , حتى وان لم يؤد ذلك القضاء على الظلم بشكل كامل , وليس هناك من طريق لمواجهته سوى التغيير العام وفضح أعمالهم وتوجهاتهم الخطرة .
فالتظاهرات , والاحتجاجات , وحتى الثورات التي تحدث في المجتمعات وتطالب بالإصلاح , أو إسقاط الحكم غالبا ما يكون سببها عندما يستشري بها الفساد بأنواعه المختلفة في مؤسسات الدولة , في محاولة الشعب الارتباط بقضايا الواقع وأحداثه ومشكلاته ليحظى بفرصة التأثير ومعالجة هذه المشكلات , مع أن اختياره لهذا الطريق يدرك في الوقت نفسه المصاعب التي قد تعترض طريقه والمشكلات التي قد تثار حوله .
وأخيرا نحن نبارك كل التوجهات التي تهدف إلى الإصلاح , بل يجب على الجميع تأييدها ودعمها شريطة أن تكون بالاتجاه الصحيح , وتحقق العدالة الاجتماعية , ولكن الأمر سينعكس سلبا حينما يأتي سلم الرواتب الجديد ليستهدف شريحة الموظفين الصغار وفي الوقت نفسه يروج بأنه لتحسين رواتبهم , لنفترض أنه جاء من اجلهم , فهل أن إضافة ( 30 ) ألف دينار على الراتب الاسمي للدرجات الدنيا من (10 – 5 ) وإلغاء أو حسم من ( 30 – 60% ) من مخصصاتهم , تصب في مصلحة هؤلاء الموظفين , أو هي من بوادر الإصلاح؟ والآمر الأخر الذي يعاب إليه في السلم هو توحيد مخصصات الموظفين بمختلف الوزارات , ألم يكن إجحافا بحق البعض, نظرا لاختلاف طبيعة العمل من حيث المخاطرة , والمسؤولية , والجهد المبذول , والضغوطات الأمنية والبيئية , فعلى سبيل المثال لا الحصر كيف تتساوى مخصصات موظف الكهرباء الذي يقضي نهاره في حرارة الصيف , وبرودة الشتاء معلقا على أعمدة الخطوط , أو سحب القابلوات والأسلاك , اونصب المحطات الأرضية , وبقاءه لساعات متأخرة بعد الدوام الرسمي بل وحتى ليلا عندما تحصل عوارض طارئة في المنظومة الكهربائية, فضلا عن تعرضه للصعقات الكهربائية التي أودت بحياة الكثير, مع غيره ممن لايواجه نفس الظروف .
أملنا كبير بالسيد رئيس الوزراء حيدر العبادى قائد حزمة الإصلاحات أن يأخذ بنظر الاعتبار وضع الموظفين المعيشي , وان لاتركز الإصلاحات على تخفيض رواتب الطبقات الفقيرة , ونتمنى أن يكون البحث على آفات الفساد التي نهبت وسرقت عشرات المليارات من الدولارات داخل البلد وخارجه دون ملاحقة , وان تكون الإصلاحات الحقيقية وضع سلم لرواتب المسؤولين وتحديد مخصصاتهم المفتوحة , الذين يستهلكون نصف ميزانية الدولة , ناهيك عن الأموال الإضافية التي يحصلون عليها عن طريق استغلال مناصبهم في السلطتين التنفيذية والتشريعية , وان تكون الفروقات بين رواتب الطبقة العليا (طبقة القادة , وأعضاء البرلمان , والمسؤولين , والدرجات الخاصة ) وبين رواتب الطبقة المسحوقة ( الموظفين الصغار بما فيهم الأجور اليومية والعقود ) بنسب متقاربة , وليس (10) عشرة ملايين للطبقة الأولى , و ( 500 ) خمسمائة ألف للطبقة الثانية , وفي هذا السياق يمكن القول أن الإصلاح الذي ننشده يكاد يكون مستحيلا في وضعنا الحالي , وهذا فيه الكثير من الخطورة , إذ لم يرى بعين ثاقبة وأداة تحليلية جيدة .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلف الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق
- هجرة العراقيين .. مخاطرها ومسبباتها
- مهام الجيش ..وحقوق افراده
- مشكلة أصحاب الشهادات العليا في مؤسسات الدولة
- دور الاعلام في مسيرة الاصلاح وتشكيل الرأي العام
- المادة النظرية المختارة لبحث السادة السياسيين
- الاصلاحات ومهمة نجاحها
- اطلقتها المرجعية الرشيدة ونلفذها العبادي
- تحسين المعدل يقلل من نسب تدني مستوبات الطلبة
- تحسين المعدل يقلل من نسب تدني مستويات الطلبة
- بلد المتاعب والصراعات
- نجاح ايراني..وتراجعي امريكي ..وخذلان واستياء اسرائيلي وسعودي
- ماتركت بدر لنا صديقا ولا لنا من خلقنا طريقا
- الحوثويون بين ضغط السلطة والهيمنة السعودية
- الاعلام الحربي
- التدخل الدولي وتداعياته
- ازمة الكهرباء
- العشائر وشيوخ التسعينات
- مستقبل العراق السياسي
- الاعلام بين الحرية والمسؤولية الاجتماعية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - سلم الرواتب الجديد والاصلاحات