مصائبُ قومٍ ...!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مصائبُ قومٍ ...!!
"تَنَغْنَغَ"* الكثيرون وفي طول بلاد المسلمين وعرضها بالأموال المتدفقة عليهم من السعودية وبلدان الخليج الأُخرى ، وذلك تحت غطاء "تعميق" الإنتماء الديني ودعم الفُقراء والمُحتاجين ، فأثرى البعضُ ثراءً فاحشاً من "التجارة" بسوق الدين الوهابي .. وأكبر دليل على ذلك ، كثرة الحركات السلفية الوهابية في عالمنا العربي والإسلامي ، والثراء الفاحش لبعض الدعاة من الجُدد والقُدماء ..
ما علينا ، ويُقدر المُقِّلون كتوماس فريدمان مثلا ما انفقته السعودية في نشر الوهابية ب 75 مليار دولار في ثمانينيات القرن الماضي ، بينما يُقدّر الروائي المصري علاء الأسواني ، مُجمل ما انفقته السعودية في نفس الفترة ب87 ملياراً من الدولارات ... ولنَكُن مع المُقّلين ، فيتضح لنا بأن السعودية انفقت سنويا ما يقارب الثمانية مليارات من الأخضر الرشيق والجذّاب لنشر فكرها السياسي ..
ولنَنظُر الى مفعول هذه الأموال وتأثيرها البالغ على البنى الإجتماعية والفِكرية في المجتمعات المسلمة ..فقد عادت هذه المجتمعات سنين ضوئية الى الوراء في موقفها من المرأة ، لباسها ،تعليمها ومُشاركتها في الحياة السياسية ، الفنية ، العلمية ، الإجتماعية والثقافية ..فبعد أن كانت المرأة "أُخت الرجال" (كما يقول مثلنا الفلسطيني)، أصبحت مجرد أنثى تصلح للوطء ..!!
أصبح الشُغل الشاغل للرجل المُسلم ، هو مراقبة "حريمه" ، إطالة لحيته ، والحصول بكل وسيلة على زبيبة، حفُّ الشارب وتقصير الثوب !!
تسرب الفكر الوهابي ، على أنه الإسلام الحق ، إلى مناهج التعليم ، وأصبح رموز الوهابية ، الناطقون الرسميون بإسم الإسلام ..!!
أُصيب عامة الناس "بالوساوس" ، وأصبحوا يستفتون في كل شيء ... رغم أنها واضحةٌ جليةٌ ..
العبوس ، سيماهم في وجوههم ، فالفرح حرام ، مثله مثل الغناء ، المسرح ، الرسم ، التصوير وسائر العمل الإبداعي ..
التفكير حرام ، ودُس على عقلك بجزمة ،إذا اقتضت الضرورة ...
لا علاج إلا بالرُقية الشرعية ... وسائر "قاهري" الجن والشياطين ...
وبما أن لا شيءَ دائمٌ ، فتُشير التقارير الإقتصادية إلى انخفاضٍ حاد في مدخولات السعودية من النفط ، لإنخفاض أسعاره في السوق العالمية ، وتتحدث هذه التقارير عن عجزٍ كبير في ميزانية السعودية ... إضافة الى ارتفاع مستويات البطالة وهبوط الناتج القومي للفرد ...
يعني ببساطة ، لن تكون هناك وفرةٌ في الأموال ، يغتني منها الأمراء والمُقَربون ، فما بالك بالإنفاق على وهّابيي الخارج ، من سلفية عادية إلى سلفية جهادية ..!!
قلوبنا ومشاعرنا مع بسطاء وفقراء الناس في الجزيرة العربية ، الذين بالكاد يتدبرون لقمة يومهم ، لكن الأزمة الاقتصادية في المملكة ، قد تمنها من تمويل وتجنيد حركات عملت وتعمل على تدمير البنية الإنسانية والإجتماعية في بلاد المسلمين ..!!
فلعّل هذه الأزمة ، تُساهم في إيقاف عملية التصحر الانساني ..!!

*النغنغة : كلمة عامية فلسطينية متداولة ، تعني التًقَلُّب في النعيم ، والعيش ببُلًنهية ، يعني في رخاء..!! ومعناها الفصيح : لحمة في الحَلَق (ولا يهمنا في هذا السياق).

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات