غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إســمــهــا ريــحــانــة جـــبـــاري...
ومــاركة لاجــئ ســـوري...
"نفذت السلطات الإيرانية هذا الأسبوع, حكم الإعدام شنقا, بحق المرأة الإيرانية التي تدعى ريـحـانـة جــبــاري, لأنها قتلت الطبيب المتقاعد الذي كان يعمل بالمخابرات الإيرانية, دفاعا عن نفسها.. لأنه حاول اغتصابها.. وقد تــم إعدامها الجائر الظالم المخزي... بعد أن بقيت بأروقات انتظار تنفيذ الحكم في السجون الإيرانية.. منذ سبعة سنوات..."
(وكــالات الإعــلام وFacebook)
*********
ثــرت.. غـضـبـت.. حـزنـت.. على السيدة الإيرانية الثائرة المظلومة ريحانة جباري. وكم غضبت من حكام إيـران وملاليها, ومن شريعتهم الإسلامية التي لا تتميز على الإطلاق عن شريعة داعش أو المملكة الوهابية الإسلامية, والتي هي بنظري منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية الخمينية, ضد كل ما اؤمن وأقدس وأحترم من ديمقراطية وعلمانية واحترام للحريات الفردية الإنسانية, وخاصة مساواة المرأة والرجل بالحقوق والواجبات.. بالإضافة إلى رفضي الجذري والجيناتي والفكري لحكم الإعدام.. الذي اعتبره من الموروثات البدائية الغاباتية والحيوانية!!!...
وإلى أصدقائي وغيرهم الذين سوف يغضبون مني ويقاطعونني واحدا تلو الآخر, كما فعل العديد من المواطنين السوريين وغير السوريين, الذين اعلنوا عداءهم لكل ما أكتب, عندما حاربت جميع المعارضات المختلفة الإسلامية الهيتروكليتية التي شــاركـت هناك وهنا, بمحاربة الدولة السورية الشرعية وشعبها.. بعد سنوات من المجازر والخراب والتقتيل التي مارستها ضد الشعب السوري.. إني أذكر هؤلاء وهؤلاء بأنني لم أتوان ولم أتردد عن انتقاد النظام السوري وحلقاته منذ عشرات السنين, وقبل الخمسة سنوات الأخيرة.. عن مختلف أخطائها المتعددة التي سببت وجلبت لنا داعش وحلفاء داعش, وأبناء داعش, وحلفاء داعش, وحاضنات داعش.. قبل أي كان من الكتاب السوريين في المهجر.. وحتى هذه الساعة.. وإنني كعادتي التي لم تتغير.. أسمي القطة قطة.. ولا أداري ولا أمضغ كلماتي, تجاه أي حاكم أو ظالم أو شيخ أو كاهن.. وإني لا أربأ عن إدانة أي خــاطئ أو ظالم, مهما كان لونه أو دوره.. ولا أخفف وطء إدانتي, مهما كانت نتائج أخطارها وغضب أصدقائي أو أنصاف أصدقائي.. وتهديدات وشتائم أعدائي المتزمتين ورافعي أعلام الدين السوداء والشريعة, معتبرين أنفسهم رسل الله وممثليه الوحيدين على الأرض.. بالبلاد العربية والإسلامية, وناقلي رسالته وفتوحاته إلى العالم كله...
سـوف يدينونني قائلين.. إنني انتقد الأصدقاء الذين يدافعون عن سوريا.. ضد أعدائها... وجوابي لهم أنهم يحاربون أعداءهم على الأرض السورية... بالإضافة أنني لا أقبل إدانة وإعدام امرأة شـريـفـة بريئة.. ولو حاكمتها وأعدمتها أية دولة من الدول.. مهما كان احترامي لها ولقوانينها وتاريخها.. وكم مرة انتقدت فرنسا التي آوتني وحضنتني وعلمتني واعطتني العمل والتعليم والأمان والحرية وحرية التعبير.. كلما مارس حكامها خطأ سياسيا, أو مارست سلطاته خطأ تجاه أي مواطن عادي... بالإضافة إلى خلافي الجذري مع السلطات الإيرانية الخمينية, لأنها تمارس قوانين مستقاة من الشريعة الإسلامية, لا تحترم المساواة والحقوق الطبيعية الديمقراطية بين جميع المواطنين.
وإني لا أقبل أي نظام سياسي مستقى من أية شـريـعـة دينـيـة مهما كانت. وما الفرق بين الأنظمة العربية التي تطبق الشريعة الإسلامية, وبين دولة إسرائيل, ويهودية نظامها الصهيوني الديني والاستعماري.. على الأقل هي تعطي كل الحقوق الديمقراطية لمواطنيها (اليهود)... أما دولنا العربية والإسلامية.. جميعها " فشة لفة " وبدون أي استثناء, لا تعطي أيا من مواطنيها أبسط مادة من الحريات العامة أو الديمقراطية العادية... ومنذ ما سمي خطأ استقلالها, تمارس ضد شعوبها أقسى الأنظمة وأجرمها, فتبقى متعربشة مع عائلاتها وحلقاتها بكل الأساليب الملتوية.. حتى تحافظ على السلطة وتتوارثها, وتمتلك كل خيرات البلد وموارده, كثروات عائلية, متوارثة.. كــالــحــكــم والسلطة!!!... دون أن ننسى أن كل الدول العربية والإسلامية, تمارس حكم الإعدام.. ومنها ما زال يمارس قطع الأيدي والأرجل.. وحتى قطع الأعناق والأرزاق.. بوحشية بدوية بدائية.. مثل أيام العصور الحجرية.. ولم تتغير.. ولن تتغير.. لأنها مرتبطة منذ خمسة عشر قرن بالشريعة الإســـلامـيـة.. لا تتطور.. ولا تتغير...
لــنــتــذكــر كل هذا... ولنتذكر اسم ريــحــانــة جــبــاري... دون أن نــنــس!!!... وكيف ننسى؟؟؟!!!...
***********
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ من جديد حول اللاجئين
من جديد تكررت هذا الأسبوع, مـآسي موت عديد من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ الهاربين من سوريا وغيرها, والذين انطلقوا بقوارب مطاطية من الحدود التركية, قاصدين الشواطئ اليونانية.. برغبة المتابعة إلى مقاصد وجهات أوروبية أخرى... فساقهم الموت وابتلعهم الـبـحـر الهائج.. رغم المساعي التي بذلها بحارة يونانيون متطوعون, أو إنقاذيون محترفون رسميون... ولكن الموت كان بالمرصاد مرة أخرى.. واستغل الإعلام من جديد صور الـمــآســي على "المباشر" حتى يبيعنا الندب والبكاء وصور الهجرات الاضطرارية, معلنا أسبابا غالبا مغايرة للحقيقة.. حتى يوجه أنظارنا, حيث يرغب, وتوزيع الإدانات لمن يـرغب.
وهنا يعود السؤال من جديد.. لماذا لا تتحرك الدول العربية والإسلامية النفطية الغنية, باستيعاب أعداد كبيرة من هؤلاء المهاجرين. وغالبهم مسلمون مثلهم. كما نراهم على شواطئ الوصول. علما أنهم بالمليارات النفطية التي يشترون بها أسلحة فتاكة باهظة الثمن, دون أن يملكوا تقنيات استعمالها.. ويبنون جوامع هائلة الحجم, بأربعة أقطار المعمورة.. لماذا لا يفتحون أبوابهم لهذه الهجرات, لمساعدة أبناء جلدتهم وأثنياهم ومن يؤمنون مثلهم بنفس الإله.. ويتبعون بإيمان ورضى نفس الشريعة؟؟؟!!!... ســؤال وتــســاؤل مشروعان واضحان, بقيا ويبقيان حتى هذا الصباح.. وسوف يبقيان بلا جواب... حيث أن العديد من المسؤولين والأمراء والملوك, صــرحـوا بعدم استقبال أي واحد من الراغبين بالهجرة القادمين من النكبة والحرب في ســــوريــا...
والسؤال يـوجـه من جديد إلى السلطات الأوروبية والأمريكية التي ساهمت بشكل مباشر بهذه الحرب البغيضة ضد ســوريـا.. والتي بـدأ عدد هـام منهم يعترف بأخطائه, إثـر فضائح إعلامية ظاهرة, وظهور آثارها.. لماذا لا يعززوا عدد أجهزتهم القنصلية, بكل من اسطنبول وبيروت وعمان, حيث يوجد ملايين اللاجئين الراغبين بالهرب والوصول إلى أوروبا.. وإجراء عمليات الفرز بمن يستحق أو لا يستحق الهجرة.. وإعطائهم الفيزا السحرية المطلوبة, وتسفيرهم... علما أن عمليات إنقاذهم أو ردهم أو صدهم تكلف حاليا ملايين وملايين الأورويات على الدول الأوروبية... بالإضافة إلى العديد من الاضطرابات والخوف التي بدأت تدور حول هذه الجحافل الآلافية من الهجرات التي تندفع من تــركــيــا, حسب رغبات ودلال السيد رجب طيب أردوغان الرئيس الإسلاموي التركي الحالي.. وعلاقاته الظاهرة والخفية بمختلف المقاتلين الإسلامويين على الأرض السورية, والذين يبقون مع السيد أردوغان المحرك والمسبب الرئيسي لهذه الهجرات الجماعية الرهيبة... والتي بدأت تحرض عديدا من الشكوك من تسلل خلايا إرهابية إسلامية بينها, قاصدة البلاد الغربية, لتشكيل حاضنات نائمة, بانتظار تعليمات وأوامر التحرك فيما بعد... شكوك بدأت تتناقلها بصراحة عديد من أوساط أحزاب اليمين واليمين المتطرف. وببعض الأوساط من اليسار العادي القديم المعتدل من الأحزاب الأوروبية, ومن مختلف سلطاتها.. مما أدى إلى برود حماس فتح الأبواب والوعود باستقبال مئات آلاف المهجرين التي أثارتها الشهر الماضي صورة الطفل أيــلان السوري الكردي غريقا مرمى على رمال الشواطئ التركية.........
اليوم تغيرت الآراء وتغير اتجاه البوصلة نحو التردد والحذر الشديد.. وإغلاق العديد من الأبواب الحدودية التي فتحت ــ جــزئــيــا ــ خــلال سنة 2015... وبدأت تغلق من جديد واحدة تلو الأخرى...
اللاجئون.. وخاصة اللاجئون السوريون.. أصبحوا جــزءا هاما من الأزمة السورية.. إذ بدأت أعداد كبيرة من اللاجئين غير السوريين.. يمزقون جوازات سفرهم.. ويدعون أنهم فقدوا جوازاتهم وكل أوراقهم الثبوتية.. ويدعون أنهم هاربون من نظام بشار الأسـد.. أحيانا تمشي هذه الكلمة المبتدعة الكاذبة مع الجمعيات الإنسانية والسلطات المحلية.. وأحيانا.. تكشف اللعبة... إذ أن كلمة لاجئ سـوري, أصبحت مع الأسف الشديد.. " مــاركــة مــســجــلــة " !!!............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب وأعطر تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟