|
هشام الخطيب ..الأمين على تراث الديار المقدسة
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 23:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هشام الخطيب حاصل على درجة الدكتورة في الهندسة من أرقى الجامعات العالمية ، وعمل رئيسا لمهندسي كهرباء القدس المحتلة ما بين 1959- 1974، وهو من مواليد حيفا ، وعمل في القدس وينتمي إليها إنتماء الطفل لأمه ، ويعرف محافظة القدس شبرا شبرا، وأنار معظم قرى المحافظة ، وهو حاليا متقاعد شأنه شأن من يبلغ الستين في بلادنا . وهو بذلك إستحق لقب "ذي النور " لأنه أخرج الناس هناك من العتمة إلى النور ، وها هو مستمر بدوره في الحياة ، ولكن بطريقة مختلفة ، حيث أنه حول بيته وكذلك بيت إبنه وبيوت شقيقاته إلى معرض لكتب مراجع ، تتعلق بالديار المقدسة "الأردن وفلسطين " ومصر والمنطقة والجزيرة العربية،إضافة إلى آلاف الصور والرسومات المائية والخرائط القديمة والمصاحق المترجة القديمة ، ويؤمه الصحافيون الأجانب البحاثة ، ليغرفوا وينهلوا مما فيها من معلومات عن القدس وفلسطين والأردن والمنطقة على حد سواء ، وربما لا تعرفه الصحافة المحلية ،لأنها وعلى ما يبدو غير مهتمة بهذا الأمر ، أو للإنصاف لأنه ربما لا يوجد لدينا صحافي بحاث ، يكلف نفسه عناء البحث عن المعلومة القيمة ، وخاصة تلك التي تتعلق بالقدس وفلسطين والأردن. بدأ د.م. هشام الخطيب إهتمامه بتراث الديار المقدسة ، وهو شاب يدرس الهندسة في لندن ، وإشترى أول لوحة عن القدس من أحد أسواق ومتحف لندن بقروش معدودات ، وهنا تكمن الدلالات ، وهي أنه بدأ حياته في لندن ملتزما مؤمنا بعدالة قضيتة وبمصير أمته ، ولم ينحرف شأنه شأن بقية الشباب الذين يضيعون في بلاد الغرب ، كما أنه أثبت هذا الإلتزام بتضحيته بالقروش القليلة التي كانت بحوزته لشراء تلك اللوحة ، وكلنا يعرف وضع الطالب في الجامعة والذي لا يمتلك ترف الصرف على هكذا أمور ، لكنه الولاء والإنتماء وبداية شق الطريق في الحياة ، لأن البدايات تقود إلى النهايات ، وما يزال هشام الخطيب رغم كبر سنه ، مثالا يحتذى في الوطنية والإلتزام وحسن السيرة وطيب الأصل . هناك دلالة أخرى وهو انه عاش ردحا من الزمن في مدينة الضباب لندن ، بعيدا عن بلاد العرب ، لكنه كان واضحا في تصرفاته هناك ، ونهل من العلم حتى بلغ درجة الدكتوراة ، ومع ذلك عاد مسلحا ليس بالمعرفة فقط بل بالإلتزام ،ويقيني أن من يعود من الغرب بهذه الصورة يستحق كل الإحترام والدعم وتسليط الأضواء ، ليشعر أن بذرته لم تصلها جرثومة الإهمال ، بل أينعت تقديرا ودعما لتخفيف العبء الواقع عليه ، خاصة وانه يركز في إهتمامه على الأردن التي تشكل جزءا مهما من الديار المقدسة. يتخوف هشام الخطيب من مآل ثروته التراثية المقدسة ، ويستاءل :هل ستصبح إرثا متنازعا عليه ؟أو تكون ضمن بورصة إلى إنخاض ويشتريها المهتمون الجانب بثمن بخس ؟ ويعد الخطيب بأنتؤول هذه الثروة إلى الأردن حتى يتم تحرير القدس ومن ثم يتم نقلها إلى هناك ، وهذا يتطلب من الجهات المعنية أن تقوم بالإتصال به وحصر ما لديه ، والإتفاق معه على صيغة لنقل هذه الثروة إلى مكان آخر يكون مناسبا أكثر لها ، ونوفر لها الخبراء المتخصصين في هذا المجال ، ونوجه صحافيينا ليسلطوا الأضواء عليها ، فنحن اولى من الصحافيين الأجانب الذين يقطعون الفيافي ويتكبدون عناء السفر ، لزيارته وإجراء الأحاديث الصحافية معه ، حول كنوزه الثمينة. عندما تجلس معه ، تشعر كم هو متواضع رغم كل ما لديه من علم ومعرفة ومقدرة لا تتوفر عند الآخرين ، وعندما يتحدث عن مقتنياته ، تشعر أنه يتحدث عن قطعة منه ، لصيقة به ، إن لم نقل أنها تتخذ من شغاف القلب مكانا ، ولكن حسرته تكمن في عدم مقدرته على شراء كل ما يتعلق بالأردن وفلسطين والمنطقة ، والتي تحتضنها متاحف الغرب . كما يشكو هشام الخطيب من عدم إهتمام العرب بالتوثيق وبتراثهم ، عكس الآخرين الذين برعوا في هذا المجال وأنجزوا ، خاصة وأنهم أصحاب الفضل في حفظ تراثنا بل وإنجازه ، فيما نحن لا فضل لنا حتى على أنفسنا ، وهذا ما جعلنا نهبا للجميع ، وتظهر الحسرة عليه أكثر عندما يتحدث عن يهود الذين يحتفظون بمتحفهم الأغنى في العالم بتاريخنا وتراثنا وما كتب عنا ، وكل ما يتعلق بنا ، بمعنى أننا أصحاب التاريخ قد أهملنا تاريخنا ، بينما هم الذين لا تاريخ لهم زوروا تاريخنا وأبدعوا في عملية التزوير. معروف أن الدم البشري يحوي كريات الدم الحمراء والبيضاء ، لكن قلب هشام الخطيب يهتف على الدوام بحب الأردن وفلسطين، ونذر نفسه لخدمة الأراضي المقدسة من خلال جمع ما يمكن جمعه من تاريخها المكتوب وغير المكتوب رغم قصر ذات اليد.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمم متحدة قوية لعالم أفضل
-
نتنياهو ..الكذاب الأشر
-
أوقفوا مقاولات مسيرات -نصرة -الأقصى ولا داعي للشجب والإستنكا
...
-
بين المغامرة والمقامرة ..شعرة
-
حجر في بئر ..يحتاج مئة حكيم لإخراجه
-
نحن على أبواب الحرب الثالثة .. يهود بحر الخزر في مأزق
-
التدخل الروسي في سوريا لضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية
-
الرجل الذي يحتضر
-
إسرائيل هي التي ثبّتت الأسد في سوريا
-
العرب يجوبون العالم ..لاجئين
-
حماس .... إبدأ بنفسك اولا
-
ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي تؤكد أن غالبية الأنظمة
...
-
حذار من الإنتفاضة الثالثة
-
الإنقلابيون يغرقون غزة في مياه البحر
-
جلالة الملكة رانيا العبدالله تتسلم جائزة من المستشارة الألما
...
-
إختتام فعاليات المؤتمر القانوني الدولي حول حماية الأسرى والم
...
-
معركة الأقصى ..لينسحب الفلسطينيون
-
الأردن الجديد ..أحلى
-
تحت رعاية وبحضور د. لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية اعلان
...
-
باحث أردني يستعرض مخطوطات قمران –البحر الميت العبرية المخطوط
...
المزيد.....
-
بضمادة على أذنه ترامب يحضر مؤتمر الحزب الجمهوري بعد ترشيحه ل
...
-
ليتوانيا: إعصار قوي يقتلع أسطح المنازل ويدمّر السيارات
-
الأسد لـRT: لا نضع -شروطا- لإعادة العلاقات مع تركيا بل نتحدث
...
-
ترامب يظهر في مؤتمر الحزب الجمهوري بضمادات على أذنه (فيديو)
...
-
وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل غير متوقعة حول مطلق النار عل
...
-
إصابة 3 إسرائيليين بإطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون بقضاء
...
-
بايدن لوسائل الإعلام: ترامب كذب 28 مرة فلماذا تركزون على فشل
...
-
بايدن يعقد اجتماعين مع أجهزة المخابرات منذ محاولة اغتيال ترا
...
-
انقلاب ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان
-
اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري: ترامب يعلن اختيار نائبه و
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|