المقاطعة

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المقاطعة
يبعث في النفس الاشمئزاز مشهد أكياس البطاطا المكدسة على بسطات الباعة وحزم الجزر والمانجا وعلب الفراولة والكيوي ومثبت عليها اسم المزرعة الاسرائيلية ومالكها الصهيوني فهذه المنتجات وغيرها ملوثة برائحة بارود الاحتلال وملونة بدماء الشهداء الذين بلغ عددهم منذ انطلاقة انتفاضة القدس 61 شهيدا ومئات الجرحى وعشرات المعتقلين فنقول لأولئك الجوعى الذين لا يعرفون العيب ويعانون من مستوى اخلاقي ووطني منخفض لا يجوز ابدا التعامل مع منتجات الكيان الصهيوني بل يجب عدم استيرادها والمتاجرة بها او استهلاكها من قبل عامة الناس فالمقاطعة هي احد اسلحة المقاومة وهي الجهد البسيط والمتواضع لمن يعيشون خارج الوطن المحتل لأن المقاطعة لمنتجات الكيان الصهيوني الزراعية والصناعية يترتب عليها نتائج سياسية واجتماعية واقتصادية هامة فهي تؤدي الى ركود في تسويق تلك المنتجات مما يأثر سلبيا على التوسع في الانتاج وبالتالي انخفاض حجم تشغيل العمال وانخفاض العوائد المالية فهذا بدوره يؤثر على تزايد حجم كتلة المدخرات والودائع في البنوك كما يأثر أيضا على حجم توظيف الأموال من خلال القروض الاستثمارية ويعمق لدى المجتمع الصهيوني الازمة النفسية والاجتماعية من خلال التعامل معه على أنه مجتمع احتلالي عنصري يواجه بالمقاطعة والحصار ولا يستطيع اختراق جدران العزلة مما يفرض اعباءاً نفسية واجتماعية واقتصادية على المستوطنين ويشكل لديهم قناعة بان الاستقرار في كيان الاحتلال هو امر مرهق ومتعب فتصبح المقاطعة احد وسائل الضغط على المستوطنات والمستوطنين واحد اشكال محاصرة المستوطنات فلا يجوز الاستهانة بمقاطعة المنتجات الصهيونية فكل منتج هو الحامل المادي للقيمة الزائدة فالالتزام بالمقاطعة يحرم المصانع والمزارع الصهيونية من امكانية سرعة الدورة النقدية وتشغيل منظومة واسعة من المخازن ووسائط النقل وشركات التأمين واستخدام خدمات الكهرباء والماء والهاتف والدعاية والإعلام وهذا يضعف بالمجمل حجم الناتج الاجمالي للكيان الصهيوني ويخفض منسوب عوائد الدخل الاجمالي للكيان المحتل فالنتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي نتائج شاملة ومترابطة كما أن أساليب وأشكال مقاومة الاحتلال والنضال من أجل حقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية المشروعة هي شاملة ومترابطة ولا تقتصر على مكان بعينه أو زمان محدد فيجب الالتزام بمقاطعة منتجات كيان الاحتلال وعدم الاستخفاف بأهمية النتائج.

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات