كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 11:51
المحور:
الادب والفن
حزنٌ كـ ليلِ الشتاء
( نصّ بوليفوني* ثلاثيَ الأبعاد )
حزنٌ مرارتهُ تداعبهُ وسادةُ ليلٍ شتائيّ عاثَ البردُ في حكاياتهِ الطويلة , مرّةً أخرى يعودُ هرماً عجوزاً كأوراقِ الرسائلِ القديمةِ ماتتْ بينَ حنينها زهرةٌ يتيمةٌ وعطرها ظلَّ حبيساً معلّقاً على الأنتظار , عشية اللقاء كانتْ العيونُ قناديلاً تطردُ وحشةَ دمعةٍ تزدحمُ بهلعٍ تحتَ إشتهاءٍ خجولٍ يبحثُ عنْ دفءٍ بعذريةِ الأيامِ الفتية , بينَ إرتباكةِ الأصابعِ المهوسةِ بالتسكّعِ على طهارةِ الثلجِ المتساقط على زهوِ الربيعِ ومسحة خوفٍ أجوفٍ شبحهُ المجنون يطاردُ أحلامها النرجسيّةِ لمْ تأتي البشارةَ بعد , كلّما يتوارى سرُّ الصمتِ يفضحُ حنينهُ ذاكَ الألقُ المشحونَ بزخرفةِ اللقاء , تتوقُ البسمةُ وعطرُ النقاءِ يداعبُ دهشةً ( تسكنُ خلفَ شمسها وبينَ سنابل القمحِ ) تهجعُ أغصانُ الزيتونِ ترمّمُ عذاباتٍ تأكلُ الأيام بصيصَ اللهفةِ والأنتعاش , للفقدِ كرسيٌّ ترتمي عليهِ زفراتٌ أتعبها كثرةُ التحديقِ مِنْ نافذةٍ ينسجُ الغياب على زجاجها خيوطَ يأسٍ يبحثُ عنْ شموعٍ تتراقصُ الأمنياتُ في بحرٍ مِنَ القبلاتِ يختزلُ علامات الليلِ الداكن , فَمَنْ سيستدرجُ بعضاً مِنَ السكينةِ تستحمُّ فيها حقولاً مِنَ اللوعةِ تشتعلُ المسافاتُ البعيدةِ على حافاتها وتتكاثرُ الكروم تعلنُ بدايةَ المعركة .... ؟
البوليفونية و تعدد الأصوات
البوليفونية (polyphonic ) مصطلح ابتكره باختين في الادب ، اساسا لمعالجة العمل الروائي استقاه من فن الموسيقى ، و اساسها تعدد الاصوات المتجلية في النص . عند التعمّق نجد ان للبوليفونية بعدين في النص ، بعد رؤيوي و بعد اسلوبي ، البعد الرؤيوي يدعو الى تحرير النص من رؤية المؤلف و سلطته فتتعدد الرؤى و الافكار و الايدولوجيات و تطرح بشكل حر و حيادي ، اما البعد الاسلوبي فيتمثل بتعدد اساليب التعبير و الشخوص بل حتى الاجناس الادبية في النص الواحد .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟