|
الليبراليون المتطرفون و المعتدلون
عبدالله السلطان
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 23:05
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تناولنا في الموضوع السابق سؤال هل الاسلام دين متحضر ام دين اجرامي و بينا انه لا هذا و لا ذاك حيث انه ليس ايديلوجيا واحدة و انما اكثر من ايديلوجيا، و نتناول هنا موضوع الليبرالية و انواعها النظام الليبرالي هو النظام الذي يرعى و يهتم بمبادئ حقوق الانسان و حرياته و حقوق الحيوان و يحرص على تحقيق هذه المبادئ على اكمل وجه الحرية هي ان تفعل ما تريد بشرط الا تؤذي الاخرين او تؤذي المجتمع حقوق الانسان هي مجمع الامور الاساسية لتحقق للانسان حياة طبيعية سعيدة و نفس الامر يتعلق في حقوق الحيوان يهدف جميع الليبراليين الى الوصول الى هذا الهدف فهدفهم واحد، و لكنهم يختلفون في الوسائل المتبعة للوصول الى الهدف. توصلت شخصيا الى ان الليبراليين ينقسمون الى قسمين و ذلك من خلال مناقشاتي مع عدد من الليبراليين في بلاد الشرق الاوسط حيث لاحظت ان اعداد كبيرة منهم يرردون مقولة ان "الليبراليين افضل من السلفيين حيث ان السلفيين ان حكموا دولة قاموا بقتل الليبراليين بتهم شتى و ما سمحوا لهم بالتعبير عن ارائهم و نشرها، و لكن في الدول التي يحكمها ليبراليين فهم يسمحون للسلفيين بنشر ارائهم و معتقداتهم لان الليبراليين اناس متحضرين يؤمنون بمبائدئ حقوق الانسان و حرياته" و في البداية ظننت ان من يقول هذه العبارة هو شخص خائف من ردة الفعل في مجتمعات همجية يسيطر عليها السلف ان قائل ما اراءه الصواب و هو ان السلف مجرمين مكانهم الطبيعي هو السجن. المشكلة هي اني عندما حادثت هؤلاء على انفراد تفاجئت انهم بالفعل يؤمنون بما يقولونه، و عندما ذهبت الى الغرب وجدت نفس المصيبة، الاغربيين بسذاجة و غباء يسمحون لجميع المسلمين بالهجرة الى دولهم و يعطونهم الجنسية و يسمحوا لهم بنشر ايديلوجياتهم الاسلامية على الرغم من انه نسبة كبيرة من المسلمين اناس مجرمين اصحاب ايديلوجيات اجرامية و هذا الكلام ليس كلامي فقط بل بحسب احصائات كثيرة تبين ان نسبة كبيرة من المسلمين يؤمنون بوجوب قتل من يترك الاسلام مثلا و هذا امر طبيعي ان علمنا انه في العالم كله لا توجد دول تدرس الاجرام في المدارس غير الدول الاسلامية الاجرامية التي يتم تعليم الطلاب في المدارس و الجامعات و المساجد و غيرها من الامكان الاجرام في حصص التربية الاسلامية و غيرها، نرجع الى ليبراليي الغرب. وجدت كمية كبيرة من التسامح الساذج من قبل هؤلاء، بل وصل بهم الامر الى اتهام العقلاء الليبراليين بتهم شتى منها: "islamophobics, racists, bigots"، فكل شخص يعرف خطورة المسلمين المجرمين و ايديلوجياتهم التدميرية للمبادئ المتحضرة يتهم بهذه التهم. بعد هذا وجدت انه من الضرورة التفرقة بيننا(الليبراليين المتطرفين) و بينهم(الليبراليين المعتدلين) حيث انه على الرغم من اننا نتشارك في نفس الهدف و هو تطبيق مبادئ حقوق الانسان و الحيوان و نشر الحريات و المساواة و العدل، الا انه من الواضح اننا نختلف اختلاف جذري في الوسائل المعتمدة للوصول الى الهدف، و هذا ليس اختلاف بسيط حيث انني ارى ان الحضارة ستتدمر مستقبلا في اوروبا و امريكا بسبب هؤلاء و اليوم الذي يعقلوا في سيكون الاوان قد فات ان لم نقم نحن بتوعيتهم و تعليمهم عما يواجهونه حيث انه من الواضح ان هؤلاء يعيشون في عالمهم الوهمي
اصل التسمية من خلال مناقشاتي مع هؤلاء في الدول العربية، غالبا ما ينتهي النقاش بتوصيفي منهم باني شخص متطرف و التطرف خطأ، و بعد تفكري وجدت ان التطرف هنا في حقيقة الامر هو الصواب و الاعتدال هو الخطأ، التطرف في الامر هو ان تصل الى مرحلة بحيث انك لا تتقبل الاختلاف و تضطهد و تقمع المخالف و هناك امثلة كثيرة لمتطرفين دينيين و متطرفين عرقيين و متطرفين قوميين و غيرهم الكثير و بالفعل هنا الاعتدال هو الصواب و التطرف خطأ. و لكن عندما نتحدث عن الاخلاق فالتطرف هو الصواب و الاعتدال هو الخطأ، هل الصواب هو التسامح مع الاجرام ام رفضه و قمعه و محاربته بكافة الوسائل ؟ انني لا اتقبل و ارفض و احارب كل من يدعوا او يسلك طريق الاجرام هو الفعل الصحيح. حتى تكون الامور واضحة فالاخلاق الحسنة هي فعل الامور التي تساعد الاخرين و تساعد المجتمع، و الاخلاق السيئة هي التي تضر الاخرين و تضر المجتمع. و المرفوض هو ما يفعله هؤلاء من تسامح عجيب و غريب للاجرام و الهمجية.
عندما اقول بان يجب منع السلفي من ابداء رايه حتى، يتهمني المعتدلون باني متطرف و هناك شيء اسمه حرية تعبير. هل حرية التعبير تتيح للشخص الدعوة الى الاجرام ؟ هل لي الحرية بان ادعوا لقتل الاكراد مثلا و اشجع على هذا الامر بل و ادعوا الى مكافئات لمن يقتل اكبر عدد ممكن ؟ لا يوجد شخص متحضر و عاقل يقول نعم، المسلمين المجرمين يؤمنون بقتل من يترك الاسلام و ينتقده و المثليين و الملحدين و كثير من الامور الاجرامية، فهل حرية التعبير تسمح بنشر ايديلوجيات اجرامية ؟ قد يقول قائل منهم بانه ان لم يصرح السلفي صراحتا بالاجرام فيجب تركه. الاجابة: قد لا يقول السلفي في الغرب صراحة بقتل الابرياء و لكنه يهيئ لهذه الامور من خلال نشر ايديلوجيته الاجرامية و تكريس العداوة للحضارة و لغير المسلمين و بشكل غير مباشر يدعوا للاجرام عن طريق الدعوة لتطبيق الشريعة السلفية في الغرب، فهو بشكل غير مباشر يدعوا للاجرام و يهيئ الاجواء لها، لم تسمح يا ايها المعتدل لهؤلاء بفعل هذا و تخريب عقول البشر بما يعادي الحضارة ؟ لم التسامح مع من يؤمن بقتل و اضطهاد الابرياء ؟ قد يقول قائل منهم بانه يجب استعمال وسائل متحضرة لمجباهتهم من خلال الحديث و نقض فكرهم بالفكر و ليس بالسيف الاجابة: انا لا اقول بانه يجب محاربتهم بالسيف فقط و لكن بالسيف و الفكر، المحاربة بالفكر تكون لمن لديه افكار متحضرة و لكن كيف تستعمل الفكر فقط ضد من يؤمن بان من يتحدث ضده يجب قتله ؟ هل تستطيع ان تذهب لمنطقة يسيطر عليها عصابات المافيا و تدعوا الناس هناك الى نبذ و ترك المافيا ؟ ماذا سيحدث لك ؟ الن تقتل ؟ ان لم يستطيعوا قتلك، الن يقتلوا كل من يتجرأ و يقول انه يؤيدك ؟ نفس السؤال عن كوريا الشمالية، ايران، السعودية، باكستان، المانيا النازية، استعمال الكلمة فقط ضد من يستعمل السيف بيده هو امر غبي. انا لا اقول بانه يجب استعمال السيف فقط و لكن الحق بدون قوة تسانده و تحميه لن يكون حقا، في الدول العربية اي شخص يتحدث بما يخالفهم يقتل او يضرب او يسجن و نفس الامر الان يحدث في الغرب حيث ان الكثير ممن يتحدثون ضدهم او ضد الاسلام تصلهم رسالات تهديد بالقتل و سيأتي اليوم الذي يخاف فيه الشخص ان ينتقد الاسلام الاجرامي في الغرب بسبب قوة و سطوة هؤلاء. بالفعل نحاور و نحادث و نقنع و لكن يجب الفهم ان هؤلاء مجرمين اصحاب ايديلوجيا اجرامية مكانهم الطبيعي هو السجن.
وجدت ان سبب اتجاه هؤلاء الى التفكير في هذه الطريقة هي انهم يفكرون بقلوبهم و ليس بعقولهم، اي انهم يسمحون بادخال مشاعر مثل الحب و الطيبة و الرحمة و المودة الى عالم السياسة و هذا خطأ. ما يجب ان يعتمد عليه في معرفة الحق من الخطأ هو المنطق و العلم و الاخلاق، بالفعل الاخلاق نتجت من المشاعر و لكن يجب التفرقة بينهم و وقت اتخاذ القرارات يجب عدم السماح للعاطفة بالتأثير على صنع القرار، و لا يعني هذا عدم السماح للضمير الاخلاقي بالتأثير. ان تعلق الامر بالاخلاق، فالتطرف هو الحق و الوقوف بوجه كل من يقف ضد الاخلاق هو الصواب، تطرفوا اليها الليبراليون. ملاحظة: هذا لا يعني ان الليبرالي المتطرف هو شخص عنيف يؤمن بان العنف حل لكل شيء، و لكن على العكس من المعتدلين الذين يرفضون العنف و الحروب رفضا قاطعا بسذاجة، المتطرف يعلم انه في بعض الاحيان العنف و الحرب هو الحل و احيان اخرى التسامح و المحبة بما يقتضيه واقع الامر.
#عبدالله_السلطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الاسلام دين متحضر ؟
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|