أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تحسين يحيى أبو عاصي - رسالة الحب ليس حديث الضعفاء














المزيد.....

رسالة الحب ليس حديث الضعفاء


تحسين يحيى أبو عاصي

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ممكن أن نصنع من الحب ثورة ، تواجه الجلاد في زمن التخلف والفساد ، فتتحطم جميع القيود والأصفاد ، وتهدم كل الأسوار والأحقاد ؟
قدْ تكفكف وردةٌ واحدةٌ آلامَ الكون كله... وردةٌ واحدةٌ يمكنها أن تكونَ سلاحا ضدّ أزمنةِ الرماد ... الحب نهر لا يعرف معانيه إلا من كان عطشانا لمعاني الإنسانية والخير والصفاء والحرية والأمن , وهو بحر يرتشف منه كل ظمآن لمعاني الانتماء والعطاء والبذل والتضحية ...الحب هو القلب والروح والوجدان قبل العقل واللسان والبنان ، الحب هو كسر القهر ومحاربة الظلم ودعوة عطف وحنان ، على ملايين الأرض المعذبة في كل مكان ، الحب هو عين الوجود الأبدي الظاهر والباطن في عالمي المُلك والملكوت ، الحب هو حبل الوصل والوداد بيني وبينك من أقصى الأرض لأقصاها ، تحطمت أمامه الموانع والحواجز والحدود ... الحب هو إحساسك العملي المرهف بجيوش الجوعى في السودان وكشمير وفلسطين والعراق ، الحب هو تلاشي الحقد الديني الأعمى ...الحب هو أن نرسمَ لوحةً تزهو فيها خطوطُ الأمل والخير لكل الناس، بالحب نستطيع أن نغير العالم...الحبُّ أكبرُ من أن يحدَّه شيء أو تحددّه معالم بعينها، الحبُّ هو الدين، والوطن.. الحبّ هو الأم والأب والأخوة في الله.. الحبّ هو الإنسان.. هو السلام، هو الأرض، هو الأمن، هو الحلم، هو الغد المشرق بالرغم من كل الظلمة التي تجمعُ كل يومٍ قبائلها لتغزو كل بقعة خضراء آمنة.. الحبُّ هو العطاء ... الحب هو مركبُ الباحثين عن وطنٍ للأمن والأمان، عن وطنٍ تكون فيه القلوب كلُّها قلبا واحدا لا يتحمّل عذابَ طفل ولا امرأة، ولا عذابَ شيخ ولا مكروب...هو الصفح حتى عمّن ظلمك، حتّى عمّن طعنك أو رمقك بوخزة.. حتّى عمن يبخل عليكَ بمشاعره أو ببسمةٍ صغرى ...الحبّ أيها السادة هو لمسة ٌحانية على رأس طفل يتيم، يروي غليل عطشه الحنان، الحبُّ هو حمامةٌ بيضاء تهدي هديلها كل صباحٍ للبؤساء، للمعذّبين، لكل من صارت له الدمعةُ شرابا مُرّا يرتشفه كلما زارَ حزنٌ أعزلُ عقاربَ ساعته.. الحبُّ هو بسمةٌ تنثرها هنا وهناك، دون أن تذكر لمن أهديتَها، حتى لا تجرح إحساس أحد...الحبُّ هو دارٌ يؤُمُّها المشتاقونَ للَمِّ شعثِ أحلامهم التي اغتيلتْ أو التي سُرِقَتْ في زمنٍ لا يتقن لغةَ الورد.. الحبُّ هو السكينة، هو شمس الأمل التي يرجوها كلُّ منْ نزفتْ روحه، وأُهرِقَتْ كل دموعه، حزناً على توائم روحه بفلسطين والعراق، وببقاع العالم المعذّبة، وهم يرشفون كلّ يوم، بل كلّ لحظة وحين، جِرارَ العذاب والمعاناة والأسر، وبالرغم من ذلك هم يصبرون، وينقشونَ ثقتهم بالله على قلوبهم المفعمة بالإيمان والعزيمة والتصميم، ويحفرون على أرواحهم بسمةَ الثقة بالغد: "كلّ شيء سوفَ يكون جميلا بإذن الله"، هكذا يغنّون، وبهذا يترنّمون، وكلما سقط منهم واحدٌ يبتسمون، لأنهم يعلمون أنه ماضٍ إلى لقاء الرحمن، والمسكُ يحفُّه، ورضا الرحمن يحرسه من كل جانب.. يبتسمون، لأنهم يعلمون أن الحبّ َالذي ألَّفَ بين قلوبهم: حبَّ الله وحبَّ الأرض، وحبَّ بعضهم البعض، سيُثْمِرُ بساتين من العنب والورد والسلام والحرية، وسيقطفون جناها حين يشاء الرحمن.. الحبُّ هو سلاحُهم، هو الغِمْدُ الذي يستلُّونَ منه قلوبهم الصغيرة فرَحاً، الكبيرة حزنا ومسؤولية وكرامـة ... أهل الحبُّ لهم شمسٌ ينتظرون طلوعها بين الفينة والأخرى ، وهم مؤمنون بأنها ستشرقُ يوما...لأن الإيمان يفعل بالنفس كما يفعل الغيثُ بالأرض الكريمة، التي وحّدَها الجرح ووحَّدَها الإيمان ووحّدَها الحبّ ..فكيف بعد هذا كله، يقولون بأنّ الحبّ هو حديثُ الضعفاء؟؟!! الحب هو الرحيق الفيّاح يشم رائحته كل من يبحث عن فجر يلامس قلبه إشراقة نور خيوط الشمس...الحب رسالةُ مسؤوليةٍ، فهل نستطيع أن نقومَ بها جميعنا على الوجه الأكمل؟..لكنْ ينبغي أولا أن نكون كلنا يداً واحدة وقلباً واحدا ووطنا واحدا لاتفرقُه الأهواء..ولتكنْ "رسالةَ ورد" إلى العالــم الغارقِ في سباته...ولا يضيرُ القلةَ منا إذا بدأتْ حتى وإن اعترضها الليل رافضا.. فأولُ الغيث قطر...والنصرُ مع الصبر...الحب باقة ورد ومطر فقدمها يا أخي ولا تبخل بها . أحبكم
الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ودمتم بخير ومحية



#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات تنويرية
- لماذا التشكيك بخطاب السيد الرئيس ابي مازن !!؟.
- السياسة والعلم الحديث – تقريب ومقارنة –
- المقاومة ومعاناة الفلسطيني في غزة
- أيها الجهل لماذا تطعنني وأنا أهديك مصباحا !؟.
- أنا في غُربتي
- مياه الأفكار الراكدة لا تصلح للشرب ولا للحياة
- مؤسسة الكون وأسئلة لا بد منها :


المزيد.....




- -فجأة سمعنا طلقات نارية-.. ترامب يروي ما حدث بالتفصيل لحظة م ...
- رئيس وزراء العراق يكشف عن موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الد ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم مواطنا قصاصا وتوضح كيف قتل زو ...
- مراسلتنا: مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية يجيز مناقشة عريضة عز ...
- -الشاباك- يعلن إحباط محاولة اغتيال خطط -حزب الله- لتنفيذها
- الحرب الروسية الأوكرانية: مليون قتيل وجريح في حصيلة مروعة
- إعادة سكان الشمال هدف إسرائيلي جديد لحرب غزة
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1960 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...
- ميلوني: سعداء بتعيين مرشحنا نائبا لرئيسة المفوضية الأوروبية ...
- القوات المصرية تنقذ 3 سياح في البحر الأحمر


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تحسين يحيى أبو عاصي - رسالة الحب ليس حديث الضعفاء