محمد أبو قريبة
الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 15:30
المحور:
الادب والفن
ُقَاتِلُ وَحْدَكَ
محمد أبو قريبة
تُقَاتِلُ وَحْدَكَ !
تَحْمِلُ رَأْسَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ
لَكِنَّكَ لَنْ تَسْلَمْ
تَوَشَّحْتَ سَيْفَكَ
وأَشْرَعْتَ رُمْحَكَ
وَنَادَيْتَ عَلَى كُلِّ العَرَب
كَبِيرُهُمْ وَصَغِيرُهُمْ
لَكِنَّهُمْ أَعْلَنُوا الصَّمْتَ
قَاتَلْتَ وَقُلْتَ لَنْ أُسَاوِم
وَلَحْمُ صِغَارِكَ عَلَى جَدَاوِلِ البُرْتُقَالِ
وَكَتَبُوا اسْمِكَ مِنْ ضَحَايَا القَضَاءِ
فِي صَفَحَاتِ الكِتَابِ
وَمَزَّقُوا وَثَائِقَ عَهْدِكَ وَقَسَمَ الرِّفَاقِ
وَأُنْشُودَةُ الثَّائِرِينَ
تَقُولُ قُمْ وَقَاتِلْ وَحْدَكَ
فَإِنَّ ظُفْرَكَ يَسْطُرُ سَبِيلًا لِلْإِنْتِصَارِ
وَادْفَعْ عَنَّا طَرِيقَ الهَزِيمَةَ بِرَاحَتَيْكَ
وَقُلْ لَنْ أَسْلَمْ
أَمُوتُ احْتِرَاقاً كَشُهُبِ السَّمَاءِ
وَلَكِنْ لَنْ أَنْطَفِئ بِوَحْلِ المَهَانَةِ
يُرِيدُ قَتْلِي وَصَلْبِي عَلَى جُدْرَانِ المَدِينَةِ
لِيُخِيفَ الصِّغَارَ
يُرِيدُ هَدْمَ كُلَّ البِنَاءِ
وَيَسْرِقُ كُلَّ كِتَابٍ
وَيَتَقَمَّصُ التُّرَاثَ
يُرِيدُ يَدَيْكَ مُكَبَّلَةً
لِتَمْنَعَ رَفْعَ الْآذَان
وَإِشَارَاتِ النَّصْرِ القَرِيبِ
أُقَاتِلُ وَحْدِي هَذَا المَسَاء
وَمَعَ خُيُوطَ الفَجْرِ
تَأْتِي الرِّجَالُ
مَعَ الحَرْبِ عَاشُوا
مَعَ المَوْتِ مَعَ الْيَأْسِ كَبِرُوا
مَعَ الحُبِّ وَاتِّسَاعِ الزَّمَانِ
تَمُورُ الجِبَالُ لِخُطَاهُمْ
تَهْتِفُ النُّجُومُ عِنْدَ رُؤَاهُمْ
إِنَّهُ وَعْدُ الْإِلَهِ
هَذِهِ خُيُولُ المُثَنَّى
وَجِيَادُ الوَلِيدِ
وَفُرْسَانُ صَلَاحَ الدِّينِ
وَكُلُّ الخُيُولِ قَادِمَةٌ
مَعَ الفَجْرِ مِثْلَ
شُعَاعَ الصَّبَاحِ
#محمد_أبو_قريبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟