جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 10:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بين الملابس و التفكير
لماذا اريد ان اجرب حياة الاخر على الاقل و لو للحظة او ساعة؟ ما هذا الاشتياق عندما يريد الانسان ان يرى الحياة من خلال عدسة الاخر و يحلم بحياة الشخص الاخر؟ هل يستطيع العلم تفسير هذه الظاهرة الانسانية؟ هل هو حسد و غيرة؟ هل هناك تطابق بيني و بين الاخر على الاقل نفسيا عندما اريد ان اتقمص شخصيته ام انه تنقيص و غش للذات؟ أليست الشخصيات كالملابس يمكن لبسها و نزعها؟ أليست الهوية ديناميكية تتعرض للتغير و التعدد؟ فلماذا اذن هذا الاهتمام؟ ألا يتقمص الكاتب و الممثل ادوارا خاصة؟ ألا نجرب دائما حياة الاخر عندما نراقب الاخر او نقرأ كتابا او نشاهد فيلما او نغني اغنية؟ اسألة كثيرة...
أليست الروايات و القصص ملابس؟ أليست الهوية الغريبة فقط تجربة ترجع بعدها الى حياتك الاصلية؟ و لكن الخروج من الانا و الدخول في الانا الاخر ليس تقليدا او محاكاة بل اعمق بكثير. اشتاق الى البعيد و الغريب و لكن و كلما اصبح الغريب مألوفا فقد رونقة. نفسي ممزقة بين القريب و البعيد و بين القريب و الغريب. هذا هو الثمن الذي عليّ ان ادفعه. أليس كذلك؟
بالتاكيد تعكس الرغبة عن رؤية الدنيا بعدسة الاخر شخصياتك و يعتبر تقمص شخصية الاخر ايضا محركا للابداع و التفكير في الذات او مكانا منعزلا للتاملات:
- أليست رغباتنا و تصوراتنا افضل من حياتنا الواقعية؟
- هذا صحيح
- ما اسمك؟ لماذا لا تدخل الغرفة؟
- لا يهم اسمي لاحد. متأسف و لكن عندما ادخل الغرفة احس بالغربة و اشعر برغبة قوية ان اتخلص من ملابسي كليا.
- عاريا؟ لا يمكن - عليك ان تبدلها في كل الاحوال
- لماذا؟
- لان عليك ان تلبس هذه الملابس الجديدة هنا في غرفة تجربة الملابس الجديدة لنرى هل يناسبك اللون و القياس و الموديل
- و لكن لا استطيع التفكير في الملابس الجديدة. الا تعرف ان هناك علاقة بين الملابس و التفكير؟ هل استطيع التفكير في هذه الملابس الجديدة؟
- جرّب
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟