أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - رسالة الى الساسة الكورد














المزيد.....

رسالة الى الساسة الكورد


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة الى الساسة الكورد
جوتيار تمر/ كوردستان
21/10/2015
ان الاحداث الاخيرة برهنت بشكل واضح على سوء وقصر الفهم التاريخي والفلسفي للساسة الكورد في تقدير ماهية بناء الحضارات والامم والدول واسباب ديمومتها وفي الوقت نفسه اسباب سقوطها، فحسب ما نشاهده ونعايشه في واقعنا وصلنا الى نتيجة شبه محسومة وهي ان الساسة الكورد لدينا حسب اعتقادهم وظنهم ان القضية الكوردية وصلت الى مرحلة القمة في صراعها الوجودي الانساني وعلى جميع الاصعدة، وكأنهم اقنعوا انفسهم بان تأسيس حكومة اقليم الشبه المستقلة، وذيوع صيت الكورد بالاخص في المحافل الدولية وتنامي القوة العسكرية للكورد والمتمثلة بالبيشمركة باعتبارهم اكثر القوى الفعالة والفعلية على الارض في مجابهة المد الداعشي الارهابي، وانتشار الافكار بين الاوساط الثقافية والعامة ووجود الى حد ما حرية للتعبير، وكذلك بروز كوردستان كمنبع اقتصادي نفطي على المستوى العالمي وكذلك وجود الاحزاب السياسية بتعدد مسالكها ومناهجها وافكارها وبناء علاقات اقتصادية وسياسية مع الكثير من الدول .. كل هذا اصبح بنظر الساسة الكورد القمة التي يبحثون عنها.. وحسب النظريات التاريخية السابقة والتي ركزت طويلا وكثيراً على معالم الانهيار او سقوط الحضارات بحيث اجمعت اغلبها على ان الوصول الى القمة هو بداية النهاية لهذه الحضارات والامم والدول، فان ساستنا يظهرون وكأنهم استسلموا لهذا المبدأ الواهي، فاصبحت الفوضى تعم الواقع والرؤية السوداوية تنتشر بين الاوساط المثقفة والعامة، وانهار الشارع واستسلم للواقع المفروض عليه من قبل السلطوية غير المتحدة و غير المتجانسة والمتناسقة مع الواقع العام.
وهنا يستحضرني بعض رواد فكرة سقوط الحضارات او الدول والامم الذين استطاعوا وقتها وضع قوانين واسباب ومسببات اذا ما ظهرت في حضارة ما فانها بنظرهم آيلة الى الانهيار والسقوط امثال ابن خلدون وتوينبي ولاحقاً كولن ويلسون وسارتر وغيرهم مما كتبوا بهذا الشأن.. ولااعتقد بتاتاً ان ساستنا قد قرأوا ل هولاء بعمق لاننا اصلا لم نصل بعد الى مرحلة الميلاد والنشأة التي يمكننا من خلالها ان نسير وفق المعطيات التاريخية الى باقي المراحل التي يمكن ان نسقط كوجود وكحضارة وقيم ودولة.. فنحن مازلنا في مرحلة ما قبل النشأة من حيث المسارات التاريخية والايديولوجية وحتى الفلسفية التكوينية والبقائية، واذا ما كان الساسة ينظرون الى وضعنا الحالي على انه وضع متقدم ومزدهر فانهم بلاشك قد حكموا على انفسهم بالزوال المبكر جداً، لان عليهم اولا ان يبحثوا عن وجود فعلي ومستقل ككيان لنا ومن ثم يفكرون بما يليه من المسببات التاريخية التي تضع الامم في حال من الصراع من اجل البقاء والاستمرارية، ولااعلم كيف ان ساستنا تخطوا هذه المراحل المهمة في وجود اي كيان مستقل كي يصلوا الى مرحلة الجمود والعجز عن التطور والابداع والتجديد فبات وجودهم اشبه بحجر سيزيف لايتحرك من مكانه حتى يعود الى حيث بدأ، وكأن الانحلال والتدهور في جميع الجوانب سواء أكانت اخلاقية ام اجتماعية ام سياسية او حتى اقتصادية اصبحت حتمية لامفر منها.. فاصبحنا على حافة الانهيار الداخلي قبل كل شيء وحسب التاريخيات ان احد اهم الاسباب والمسببات التي تدهور الدول هي العلة الداخلية الاسنة والفاسدة، فالحضارات كما قال توينبي لاتموت قتلاً وانما تموت انتحاراً فاصبح وضعنا وكأنه اشبه بانتحار سياسي متبع باقتصادي ومن ثم باجتماعي ولو لا الامل الوحيد في البقاء والمتمثل بالبيشمركة الذين مازلوا يوحدون الصفوف ويدافعون بشرف وكرامة عن وجودنا لكنا الان مجرد قصة تلقى على مسامع الاخرين كما ظل حالنا منذ بداية وجودنا والى وقتنا هذا.
فيا ايها الساسة ان حالة الانهيار والتداعي والانحلال لاتأتي بمجرد الحصول على بعض المكتسبات التي ان جمعناها كلها لن تتعدى مرحلة ما قبل النشأة فانتبهوا الى خطواتكم الاتية كي تستطيعوا من بلوغ مرحلة النشأة ومن ثم فكروا في كيفية الادامة وليس مجرد التظاهر بالوصول الى القمة فمسببات الانهيار لديكم قد بدأت قبل اوانها ولعل الفساد السياسي والاداري والفساد الاقتصادي وذيوع حالة من المظلومية وبروز الظلم وكذلك انتشار مرض التمزق وضياع القيم الوحدوية ومن ثم التأثير المباشر او لنقل تفريغ هذه المحصلة الفسادية على الاجتماع الذي بدوره يعدي من المرض السائد كل هذا سيشكل محنة حقيقية تبيد وتمحي المكتسبات وتخلق فتوراً اجمالياً دولياً ومحلياً فنغدوا بعدها مجرد العوبة ودمى تحركها الاطراف المتنازعة في البداية على وجودنا.
ومن خلال هذه الرؤية ندعوكم الى اتباع سياسة اكثر حكمة واكثر تجلي كي نتعدى مرحلة ما قبل النشأة الى مرحلة الميلاد والنشأة ونتهيأ لوضع استراتيجية تخدم وجودنا ككورد في كوردستان، وتنمي حراكنا على جميع الاصعدة، لاننا والحق يقال في مرحلة ما قبل النشأة كنا ولربما مازلنا نشكل معالماً حضارياً ديمقراطياً واعياً على الرغم من الصراعات الحزبية الداخلية التي تعيق احيانا مسيرتنا ولكننا مع ذلك والاهم من كل شيء تعدينا مرحلة الحرب الاهلية ورفع السلاح بوجه الاخر، ومازلنا نأمل بالحوار حل مشاكلنا الداخلية.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصوات شاذة
- الاخرون ومحاربة التجربة الكوردية
- غرابة الصراع في عصر الحوار
- وعورة الطريق
- انزلاقة اخرى ل -العبادي-.
- مطر / قصيدة
- هل هي ازمة اقتصادية ام ازمة حزبية
- دم الصبايا
- الى متى التهاون
- ترنيمات ليل
- ئالان
- اشكالية الفساد في كوردستان
- حين تموت الانسانية
- مركب
- عندما تمضي القافلة
- المعادلات غير الرسمية
- سبايا / قصص قصيرة
- رقصةالحلم/ قصيدة
- جدلية الكرسي ام واقعية الامر
- قراءة في ( مدينة الحزن - حلبجة-) للشاعر الكوردي شينوار ابراه ...


المزيد.....




- جامعة هارفارد تقف في وجه ترامب، فإلى متى ستصمد؟
- وزير الصحة الأمريكي يحذر من ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بال ...
- لقاء مصري سعودي لتفادي أزمة حجاج جديدة
- إيران تحذر من انهيار المسار الدبلوماسي بسبب -تناقضات أميركية ...
- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - رسالة الى الساسة الكورد