انتفاضة أم هبّة

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتفاضة أم هبّة
يتواصل الحراك الشعبي في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني وتركيع الآلة العسكرية الصهيونية وذلك باستخدام أشكال ابداعية تتصف بالبطولة والجرأة وتكشف عن مدى جبن وهشاشة المجتمع الصهيوني وما يعانيه من ذعر وخوف وهزيمة داخلية فالشباب الأبطال يتقدمون لمواجهة قوات الاحتلال غير مهتمين بالإعدامات الميدانية والعقوبات الجماعية وكثافة الحشود العسكرية مما أوقع مئات الجرحى وما يَقرب من خمسين شهيدا منذ اوائل هذا الشهر وقد أدت أنشطة المقاومة الأسطورية الفردية والجماعية الى رفع وتيرة التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية وإعادة الاعتبار الى دعم حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية المشروعة.
وقد لوحظ اهتمام بعض وسائل الاعلام في تصنيف أنشطة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال بأنها انتفاضة أم هبّة بدلا من الاهتمام بتفعيل أنشطة التضامن مع الانتفاضة الفلسطينية وتشديد فعاليات مقاطعة المنتجات الصهيونية وإلغاء الاتفاقيات الدبلوماسية والتجارية معه علما أن ما يجري ضد الاحتلال هي أنشطة غير تقليدية تتوافق مع الظروف التاريخية الراهنة والمتمثلة في وجود سلطة فلسطينية وأجهزة أمن وطني فلسطيني وسور الفصل العنصري وانتشار المستوطنات والطرق الالتفافية وانقسام فلسطيني مما يلغي الشروط التقليدية للانتفاضة والمتمثلة في وحدة الترابط بين المدن والأرياف وبين مختلف قطاعات الشعب ووحدة أشكال وتوقيف الأنشطة ووجود قيادة وطنية موحدة وبرنامج عمل موحد إلا أن ما يجري هو انتفاضة فعلا انسجاما مع جوهر النضال الشعبي العام والمستمر المقاوم للاحتلال والمتمسك بحق التحرير وإزالة الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس فالأنشطة التقليدية الشبيهة بأنشطة الانتفاضة الأولى يصعب تحققها في الظروف الراهنة مما يتطلب حراك شعبي عام إلا أنه موقعي ويحدد أشكاله القادة الميدانيين من المناضلين وفق المتاح والممكن من الوسائل والأساليب ولا يمكن تصنيفه هبّة لان ذلك الحراك ليس نشاط اعتراضي موسمي مجزوء بل هو نشاط كفاحي شامل تراكمي يستجيب لتحديات مواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته في تكريس وتأبيد الواقع السياسي والديموغرافي والاستيطاني فكل المجد والخلود لشهداء انتفاضة القدس والحرية والاستقلال لشعبنا الفلسطيني البطل.

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات