أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - سلّم الموت .. سلّم الرواتب ...!














المزيد.....

سلّم الموت .. سلّم الرواتب ...!


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلّم الموت .. سلّم الرواتب ...!
فلاح المشعل
يكشف الجدول المزمع إعلانه سلما ً للرواتب الجديدة لموظفي الدولة عن إنحطاط تام في مفهوم وحس العدالة عند الذين وضعوه ، كما يعلن قطيعتهم عن الواقع العراقي وشروط المعيشة المادية فيه ، وهو إذ يكرس واقعا ً طبقيا ً تبتكره الطبقة السياسية الحاكمة برؤيا برجوازية إقطاعية إسلاموية معادية ، فأنه يصدر أوامر الهلاك للطبقة الوسطى التي كانت ولم تزل تشكل المساحة الإجتماعية الأوسع في العراق ، وقد آن الأوان لسحقها اقتصاديا ً "معيشيا ً " وتحويلها الى درجة الفقر والفاقة .
تشكيلات الفساد والأمية الشاملة في إدارة الدولة ، وإنهيار منظومات الأخلاق والحرص الوطني وسيادة منطق النهب والسرقة ، هذه أبرز السمات التي طبعت العراق بعد 2003والى وقت كتابة هذا المقال .
تلك السياسة التي تكرس فيها ضياع ثروات الوطن وطاقاته العلمية والفكرية وفرص بنائه ، تركزت في ثماني سنوات من حكومة نوري المالكي ،تجلت فيها كل اشكال الخراب وهدر المال العام في صفقات وهمية وأخرى فاشلة ، وسوء إدارة وفشل في التخطيط والتدبير وضياع طال حتى المدن والبشر على نحو غير مسبوق في تاريخ العراق والعالم .
تلك السياسات الرعناء المجنونة الفاسدة أنتجت إفلاسا ً في ميزانية الدولة ، وتكشف عري الدولة الوهمية التي لاتملك رصيدا ً في الزراعة والصناعة وانتاج الطاقة ومشتقاتها أو اي موارد اخرى، رغم أنها حوض عملاق لتلك الثروات ، وحين انخفضت اسعار النفط بانت العيوب التي تغطيها عائدات النفط ، وبعد تخبط في محاولات البحث عن إيجاد علاج لهذا النقص الفادح وتراجع الإمكانية النقدية لدرجة العجزعن دفع رواتب الموظفين والجند ، راح البعض من ذوي العقول المخموجة والتفكير السلبي ، في نهب المجتمع والطبقة الوسطى تحديدا ً كونها الضعف ، وذلك بخفض مدخولاتها تحت عنوان السلّم الجديد للرواتب ، وهي عملية تسليب صريح وصلف يستدعي أعلى حالات الرفض والمقاومة من الشعب .
ان واقع حال الطبقة الوسطى التي تعتمد على رواتبها للمعيشة وكذلك المتقاعدين ، هم ليسوا في بحبوحة عيش وغنى ، بل هم يقوّمون الأمور في حدود الممكن أو الإكتفاء أو الشح أحيانا ، لكن واضعي جدول الرواتب الجديد ، يبدو لي أنهم من خارج هذا العالم الذي تعيشه الطبقة الوسطى ، وإلا كيف تستقطع مامعدله 30- 40% من رواتب الطبقة الوسطى وهم عموم الشعب ، ويعيشون بحدود الإكتفاء ...؟
الغريب بالأمر ان التسليب في هذا القانون ذهب للطبقة الوسطى تحديدا ً ، ولم يسأل أو يشمل اصحاب الرواتب المليونية والنثريات المليارية والصفقات والخدمات الإجتماعية والحمايات والإيفادات ...! بمعنى أنه استهداف علني وشرس للطبقة الوسطى بهدف إفقارها وهلاكها معيشيا ً .
واضعوا هذا القانون السيء لم يفكروا بنتائجه اقتصاديا ً واجتماعيا ً وسلوكيا ً، ومانوع الجرائم التي ستترشح عنه للواقع ، وحجم الأثم والأنتقام الذي ستلقاه الطبقة السياسية الحاكمة ، وهي تعادي الشعب وتحاربه برغيف يومه وتسعى لإذلاله معيشيا ً بعد ان سرقت ثرواته وأمنه ومستقبله وحلمه بحياة حرة كريمة .
[email protected]



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازحون والشتاء وصالح المطلك ....!
- العراق بين الفكين ....!
- حيدر العبادي، الإغتيالات والنصف الضاحك ....!
- الإصلاحات وأزمة الحكم الشيعي ...!
- التظاهرات وحدود الحلم والحرية ....! القسم الثاني .
- التظاهرات وحدود الحلم الوطني .....!
- هل يتسع المسرح للقتلة أيضا ً ....؟
- العاصفة مقبلة، لا محال .....!
- العراق مابعد الفوضى ....!
- ايران ، الخروج من نفق الهزيمة ....!
- 14تموز ، إستفراغ الدكتاتورية ....!
- النصف الثاني ....!
- الحرب على قطر ....!؟
- شهية الدموع والصحراء ....!
- البنك المركزي ؛ فساد وفوضى القرارات !؟
- العراق الأخير ....!
- النفط العراقي ،النصروالهزيمة ...!
- رواتب بلا ضمير ...!؟
- من ْ يشتري وطن .......!؟
- إنهم يخافون البغدادية ...!؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الاتفاق النووي المتوقع بين واشنطن والرياض؟
- أردوغان: لن نسمح بتقسيم سوريا وسنقف إلى جانب حكومتها في مواج ...
- أبو عبيدة يُعلن فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة للجندي عيدان ...
- عشرات الغارات الأمريكية الجديدة على اليمن
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- تونس .. أرقام قياسية لاكتظاظ السجون ورؤية لإصلاح المنظومة
- فيتسو ردا على كالاس: لن يمنعني أحد من حضور احتفالات النصر في ...
- السلطات الأردنية تحبط محاولة تهريب أكثر من نصف طن من الحشيش ...
- وزارة الخارجية الأمريكية تلغي منحاً لدول أجنبية بـ215 مليون ...
- الجيش المصري ينفذ بحثا عسكريا يرسم مستقبل أمن الطاقة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - سلّم الموت .. سلّم الرواتب ...!