أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - أمطار الخير والخطر














المزيد.....

أمطار الخير والخطر


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باب من ابواب الميزانيات المالية، التي تبدعها بعض البلديات والجماعات المحلية ،يسمى بباب مواجهة خطر الامطار..وهذا الباب طبعا من الابواب العجيبة في عالم الميزانيات...نحن هنا لكي نضع النقط على الحروف ، لانعمم على الجميع ولسنا ضد تخصيص الميزانيات لدرء الاخطار التي تحدق بالناس ..فكل العلوم والمعارف والتقنيات التي انتجها الانسان عبر تاريخه المديد كانت دائما تروم حماية الناس من الاخطار. وبالعودة الى موضوعنا حتى لاتسرقنا تفاصيل صغيرة ونبتعد عن صلب الموضوع ،المعروف لدى الجميع ولدى كافة الشعوب ومختلف الديانات السماوية والوضعية ،أن الامطار كلها خير ونماء، ولا وجود لأمطار خطيرة ،بل الخطر كل الخطر في انقطاع القطر والخطر في جفاف الأودية والسهول والهضاب والجبال والواحات. فالمطر حمام الدنيا ودوام الشمس لايجلب سوى القحط والتخلف والضرر..ومن شاء ان يتأكد من قولنا هذا ،ما عليه سوى ان ينظر الى حال البلدان التي حباها الله طوال فصول السنة بنعمة الأمطارالوفيرة وحباها بالبحيرات والاحواض المائية الكثيرة ، ويقارنها بحال البلدان المشمشة التي تقل او تنعدم فيها الامطار طوال السنة.
نعم ،يمكن ان نتحدث عن خطر الامطار في حالات استثنائية ناذرة إذا كانت جارفة وبرياح عاصفية غير مسبوقة في تاريخ البشرية مثلما ما يجري كل سنة تقريبا في بعض دول جنوب شرق آسيا ومنها بنغلاديش مثلا...لكن ما لانقبله أن تصنف الامطار التي تعرفها بلادنا والتي اعتادت عليها منذ القدم ضمن دائرة الامطار الخطيرة التي تستدعي رصد ميزانيات لمواجهة الأخطار.. فالامطار التي عرفتها وتعرفها بلادنا هي دائما أمطارخير ونماء،أمطار تعيد البسمة والحيوية والنشاط للفلاح ،وليست بالخطيرة إلا عند أصحاب الفكر الذين يرون فيها خطرا لابد وأن تخصص له ميزانيات ،لأنهم يعرفون سلفا أن البنى التحتية التي شيدوها مغشوشة وتم التحايل عليها بألف طريقة وطريقة وتم تمرير أجزءا كبيرة أو صغيرة من ميزانيتها الى جيوبهم الخاصة .فلا غرابة أن تفضح أضعف عاصفة مطرية عابرة تائهة على أجواء مدينة أو قرية نائية كل إنجازات أمثال هؤلاء المسؤولين الذين خانوا الامانة..فإذا كان المواطن العادي في كل جهة من جهات المملكة يتطلع كل سنة منذ أواخر شهر شتنبر الى قدوم السحب الداكنة المصحوبة بامطارالخير والنماء ليعد العدة لحرث ارضه ويبتهج بموسم فلاحي جيد يؤمن له وعائلته متطلباته البسيطة ،فإن مسؤولي بعض المدن والقرى الذين في كرشهم العجينة ،يرون ويا للعجب في امطار الخير خطرا لأنهم يعلمون سلفا أن البنى التحتية التي شيدوها لن تصمد أمام ابسط عاصفة ريح محملة بزخات مطرية هادئة وناعمة . وفي مقلب آخر هي حيلةوفرصة ليطالبوا بميزانيات أخرى دسمة للتحايل عليها بدعوى مجابهة خطر الامطار..فلا غرابة مع هذا الوضع في بلد العجائب والغرائب الذي انقلبت فيه الاية ان تسمع بين الفينة وأخرى عن ابواب غريبة من ابواب الميزانيات والتي تخصص مثلا لخطر الامطار ،اومحاربة القمل، او انفلوينزا الخنازير والدجاج،أو جراد لاوجود له إلا في أذهان المبدعين لهذه التسميات والاخطار وغيرها...ولأن «المال السايب يعلم السرقة» كما يقول المثل الشعبي ،سيظل الامر على ما هو عليه مع التمادي في سياسة "دعه يسرق دعه يحرق" ما لم يتم إنشاء مؤسسات رقابية فعلية فعالة تربط المسؤولية بالمحاسبة وتضرب بيد من حديد على اللصوص والحرامية الذين مافتئوا يبدعون في أوهام وأخطار بالوان وأسماء مختلفة لاتخطر حتى على بال الشيطان الرجيم..فعبر هذه الميزانيات ظهرت بوجوازية طفيلية مفترسة أغلب أفرادها جيء بهم كمشردين من الشارع وتعلموا فنون السرقة من المال السائب وصاروا في لمح البصر يلعبون بالملايين.بل ومنهم من يوظف تلك الاموال في شراء الذمم لتأبيد وجودهم على كراسي المسؤولية التي خانوا أمانتها.وهذه الطينة من الناس الذين لهم صولة وجولة في عالم الناس ودنيا الانتخابات لايخشون ألله أكثر مما يخشون أن يفقدوا نفودهم والكرسي الذي استلذوا الجلوس عليه.وفي كل مرة بعد نجاحهم في كل مسرحية انتخابية يترك مصير الناس والوطن لهذه الطينة من الأغبياء واللصوص تحت ذرائع مختلفة منها كثرة الاصوات ولوجاءت بالتزوير والرشوة والذي على بالكم جميعا..
المعروف لدى دول العالم التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها ،انه إذا أكتشف الناس او صحافي بؤرة من بؤر الفساد و النهب والسرقة تقف الدولة إلى جانبهم وتحميهم حتى يتم استئصال جدور الفساد التي تم اكتشافها..والمعروف كذلك أن من سرق اموال الشعب يطرد من الوظيفة ويرغم على ارجاع الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة، إلا في بلدنا الذي يتم فيه التستر على ناهبي المال العام والحرامية.بل ويتم إخافة الناس بهم وترويعهم بنعتهم بالتماسيح والعفاريت التي لاتقهر ،بل وحين تضبط في حق بعضهم السرقات المحسوبة نقدا وعدا، يعفون من مهامهم دون أن يطلب منهم استرجاع ما تم نهبه احتراما لهم،أو يرقون من وظائف صغيرة الى اخرى كبيرة ليمارسوا نهبا أكبر،وعوض تفعيل قانون من أين لك هذا ؟،توجه أصابع الاتهام نحو الذين يفضحون الفساد الذي صار ثقافة وتقليد يجب المحافظة عليه لجلب 10ملايين سائح لمشاهدة حفر الطرقات و مآثر خراب القناطر والمنشآت العمومية المتحايل على ميزانيتها في كافة جهات المملكة..ويؤسفنا ان نقول ،أن هناك بعض المسؤولين القلائل الذين يملكون غيرة على هذا الوطن لكنهم خارج السرب وخارج القرار لإن اللوبيات الفاسدة تصنع قوتها بالظلم والجبروت وتزيح بقوة الظلم كل من لا يريد أن يسبح في فلكها حتى تصفو لهم الساحة التي أكلوا يابسها وأخضرها أمام أعين الجميع.
آخر الكلام:
لسارق المال العام فرحتان:فرحة حين يسرق ،وفرحة ثانية حين يسمع: "عفا الله عما سلف"...



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تصبح مليونيرا من دون معلم ؟
- الانتخابات والأمية
- نقد وشتم الحكومة.. يدعم الديموقراطية ويرسخها
- الديموقراطية.. والعادة السرية
- المخ المغربي من نوع-دوبل ڨ-;-يww-
- الشرق والغرب خطان لايلتقيان حتى في الصحة
- العدالة الركن الاساس لبناء المجتمع وتنميته..
- هل العالم فعلا بخير؟
- أقوى رجل في العالم
- خطان لايلتقيان..
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- أنا حرامي وتمساح .. وافتخر!؟
- نحن في حاجة الى قانون حمو رابي
- الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر
- حين يلتقي فساد الأشرار بصمت الاخيار
- الغرب و مواطنيه الجهاديين في سوريا
- التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - أمطار الخير والخطر