المغرب... وطن يحكمه الشناقة

عبد العاطي اربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الشناقة في المعجم الشعبي المغربي خصوصا لدى سكان البادية اقترن بمجموعة من اللصوص الذين ينشطون بسوق الماشية، حيث يتحكمون في السوق برمته خارج القانون وينهبون الفلاحة البسطاء رزقهم ويعتون فسادا دون حسيب ولا رقيب...
وكما أسواق الماشية يعتبر المغرب ضيعة غنية بالثروات الطبيعية برا وبحرا فمن الفوسفاط مرورا بالثروة الفلاحية والسمكية وغيرها، لكن دون أن ينعكس ذلك على مستوى عيش المواطن المغربي الذي يحتل الرتب الأخيرة سواء على مستوى الدخل الفردي أو مؤشرات التنمية البشرية أو جودة التعليم، ليظل السؤال مطروحا: من يحكم المغرب؟ عفوا، من ينهبه؟
لقد اعتبر نظام الحكم المغربي من أذكى الأنظمة العربية في تصريف أزماته البنيوية، وكذلك في مواجهة الشارع الذي يزداد سخطا يوم بعد آخر. خصوصا مع استمرار تدني الوعي السياسي لدى مواطنيه، وغياب تام لمثقفين عضويين قادرين على الاندماج بين الجماهير الشعبية وتوعيتها بحقوقها، لتظل عرضة للشناقة الذين يستعين بهم نظام الحكم في تنفيذ سياساته اللاوطنية واللاديمقراطية...
فمنذ الاستقلال الشكلي ظل المخزن يحسن اختيار شناقيه وكل حسب ما تفرضه اللحظة التاريخية عليه، لكن كل شناقيه لم يخدموه مثل ما يخدمه شناقة ما بعد انتفاضة شباب 20 فبراير سنة 2011، إنهم الذئاب الملتحية التي لعبت دورا كبير في احتواء الشارع المغربي والالتواء على مطالبه، متغنية بشعارات الشباب التواق لمحاربة الاستبداد والفساد المستشريين في كل أجهزة الدولة، ليتبين زيف خطابات هذه الذئاب الملتحية وبأنها لن تكون إلا ورقة أخرى من أوراق النظام المخزني، فمباشرة تعيين رئيس الحكومة بدأت السياسة الانتقامية من كل الحركات الاحتجاجية: من معطلين، موظفين (التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشهادة على سبيل المثال والذين خاضوا إضرابا بطوليا بشوارع العاصمة الرباط وتم التنكيل بهم بشكل فظيع من طرف أجهزة القمع، كما تعرضوا لإجراءات تعسفية كالمجالس التأديبية وتوقيفات الأجرة وغيرها) بالرغم من أن الدستور المغربي ينص على حرية التنظيم والتظاهر وما إلى ذلك. كما فرض الاقتطاع من أجور الموظفين دون سند قانوني...
هذا الانتقام لم يشمل فقط الحركات الاحتجاجية بل تعداها إلى عموم الجماهير الشعبية البسيطة والفقيرة، ففي الوقت الذي تنازل عن متابعة الفاسدين وناهبي ثروات البلاد والكشف عن المستفيدين من اقتصاد الريع بخطابه الشهير الدي قال فيه: عفا الله عما سلف... توجه إلى الزيادة في أسعار المواد الأساسية والمحروقات والماء والكهرباء مما أثقل كاهل المواطن المغربي البسيط الذي يرزخ تحت ويلات الفقر والقمع رغم غنى وطنه....
بالإضافة إلى رهن مستقبل البلاد والعباد بحصوله على قروض خيالية من المؤسسات الدولية مقابل تطبيقه لخطط هذه هذه المؤسسات، بعيدا عن برنامجه الانتخابي الذي موه به المواطن المغربي الذي لا يملك وعيا سياسيا يؤهله لفهم طبيعة الحكم في المغرب الذي تجعل من الحكومة مجرد آلية في يد شناقة آخرون أعلى مرتبة...
لقد صرح رئيس الحكومة كما مجموعة من أعضائها أن الحكومة هي حكومة صاحب الجلالة وأنه مجرد أعضاء أو موظفين في المجلس الوزاري الذي يرأسه الملك، كما صرحت المعارضة بأنها معارضة صاحب الجلالة...
فمن يمثل الشعب إذن؟ إذا كان كلهم شناقة لذا النظام المغربي يعتون فسادا واستبدادا ويرهنون مستقبل البلاد في يد مؤسسات إمبريالية، وإذا كان النظام المغربي وحاشيته شناقة في يد ممالك الخليج والامبريالية العالمية...
فليعش شناقة المغرب...
ولنمت جميعا ما دمنا لم نستطع شنق شناقينا...

#عبد_العاطي_اربيعة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات