أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - مِنَ الملوك اذا حكموا دولةً أنهضوها














المزيد.....

مِنَ الملوك اذا حكموا دولةً أنهضوها


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مِنَ المُلوك اذا حكموا دولةً أنهضوها


كعادتي يوميا أن أمرّ على شريط الاخبار واطّلع من خلال الصحافة على اهم واخر الحوادث السياسية والاقتصادية والاديبة دون ان استثني الاحداث العرَضية والعابرة مهما صغرت ، وأنأى قليلا عمّا يجري من حروب ونزاعات تكاد تغطي شرقنا العربي والاسلامي المبتلي بتبادل الرصاص بين الاطراف المتخاصمة عملا بنصيحة طبيبي المعالج وانصياعا لأوامره لكني كثيرا ما ازوغ عن نصحه وتعاليمه مع اني اعرف انه يهدف الى الحرص عليّ لكن ما العمل في حالنا الخائب الملئ بالمفارقات والغرائب والاقتتال شبه الدائم ؛ هذا بينما العالم المتمدن الراقي يوزع الورود والسلام ويرفد الآخرين بالطمأنينة وراحة البال
وقد لفت نظري خبرٌ يبدو غير ذي اهمية بالنسبة لمن ألفَ الحياة المدنية المتقدمة وعاش في بحبوحة اهتمامها بالانسان واحترام مشاعره الدينية والاخلاقية واهتمّ بحاجة الانسان المادية وتوفير مستلزمات الحياة الاساسية له
الخبر العابر مازال طازجاً يقول نقلا عن " الايرو نيوز " ان السيد " فيليام الكسندر " الموظف في مملكة هولندا والمختار بصفة " ملك " والذي لايزيد عمره عن الثمان والاربعين سنة وامامه الكثير من متع الحياة والأماني الكامنة في نفسه التي ربما يريد ان يحققها ويستمتع بكل مباهج الحياة مادام في اوج رجولته وهو في ابهى عافيته ونشاطه ، هذا الملك الوسيم الطلعة قد وصلته اول امس 16/10 /2015 تعليمات حسابية من وزارة مالية دولته تشمل زيادة في مرتبه الشهري خلال الفترة الماضية وسوف تستمر الى الفترة اللاحقة وقد قدّرت الزيادة السابقة بما يزيد قليلا عن الثلاثين الف يورو ستضاف الى مرتبه الحالي ... انتهى الخبر --- تفحص الملك الورقة دون ان يعتريه ايّ فرح او ترتسم في محيّاه السعادة كعادة الناس حينما تهطل عليهم ثروة مفاجئة ، سكت برهةً ، تناول قلمه وكتب هامشا واضحا مفاده انه يمتنع عن استلام أية زيادة مقترحا صرف هذه المبالغ الزائدة من مرتبه في قنوات صرف اكثر جدوى واهمية ومعللا ذلك ان لديه مايكفيه لتغطية مصاريف حياته ولاحاجة له لاية علاوات او منح او حتى زيادات مشروعة في مرتّبه الشهري
انا عن نفسي اقول شعرت بالخجل والاستحياء حينما اقارن بين هذا الرجل " فيليام الكسندر " المسمّى ملكا وبين أقرانه في محيطنا المبتلي بساسة ومسؤولين جلّ اهتمامهم ان يتصيدوا ويقتنصوا اية فرصة مواتية لملء ارصدتهم سواء كانت اموالا حلالا ام حراما فلايهمّ طالما هي تزيد من ثرواتهم وتعبئ جيوبهم ؛ فما بيننا وبينهم من الرقيّ الاخلاقي والنزاهة والمروءة والاستغناء عن المزيد مسافات شاسعة قد لانصل اليها ولو بعد قرون اذا ظللنا على هذه الأوضاع في استحلال اموال الغير وغصب ثرواتهم وأخذ حقوق الضعفاء وتوسيع الفجوات بين المعوزين والميسورين ناهيك عن تضليل الناس السذّج وتعمية ابصارهم من خلال استعمال الدين تجارة رابحة تضاهي في اغداقها ووفرتها ما يجنيه تجار الحروب والسلاح والمخدرات وصناعة الكراهية والنزاعات من اجل المال والكسب غير المشروع للسلطة والثروة معاً حتى على حساب اوجاع المكدودين وموت الارواح الانسانية وجعل اجسادهم حطبا ووقودا للحرب ؛ كل ذلك من اجل اكتناز المال ، والاستحواذ على النفوذ ، فمن المعروف ان طالب المال وطالب العلم لايشبعان ابدا ولكن شتان بين الاثنين ويذكرني حائز العلم والمال معا بالسيد " بيل غيتس " مؤسس الشركة العملاقة " مايكروسوفت " وكم كان سخيّا عفيف النفس حينما تبرّع باكثر من نصف ثروته التي تناهز الاربعين مليارا من الدولارات للمعوزين الفقراء وللجمعيات الراعية لهؤلاء المسحوقين ، اما أثرياؤنا وهم ليسوا قلّة ويعتبرون في عداد الاثرياء النادرين في العالم وفقا للقوائم التي تردنا تباعا بين فترة واخرى ؛ فلم نرَ منهم الاّ استعراض العضلات والتفاخر بثرائهم ولا ينفجر سخاؤهم الاّماندر جدا من كرمهم غير الوفير مثل ندىً خفيف الطلّ لايروي ظامئا ولايلين ارضا عطشى
الفرق بين ملكوا وتبوّؤا أعلى المناصب في محيطنا وأرضنا المفعمة بالرزايا والتخلف انهم جاؤوا لينهبوا بينما الاخرون في العالم المتمدن السامي ممن ملكوا انهم جاؤوا ليهبوا ولعمري هذا هو القول الفصل البائن بين الملاك والشيطان

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداديو أميركا بيكون جَدّتهم
- لا أريد ان أكون مليونيرا
- صفحاتٌ ممزّقة من كتاب الوعد والعهد
- سيلفي من كاميرا السلف الصالح
- السلطة القضائية في العراق لعبة في أيدي أطفال السياسة
- متى تتحوّل الاحتجاجات والتظاهرات العراقية الى انتفاضة ؟؟
- ماذا على السيد العبادي ان يفعل ؟؟
- القراءة وعناؤها
- العسيرُ والاكثرُ عسراً وما بينهما
- في مطبخ اللحمة الوطنيّة
- أدباؤنا الأسلاف وسخريتهم من اللحى العريضة الكثّة
- مذكرات في خريف باريسيّ
- معزوفةٌ شعرية لغاليتي البعيدة
- قصيدة - جائلٌ في سوق الصفّارين -
- قصيدة بعنوان - كلّنا عقلٌ تهاوى -
- لماذا تصوّبُ السهامُ على اليمَن غير السعيد ؟
- ثاني أوكسيد الداء في ضيافتي
- هدأةٌ مشتعلة
- ألوان الحب كما رسمتْها امرأة للثامن من آذار
- اختناقٌ وموتٌ على صهوة جواد


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - مِنَ الملوك اذا حكموا دولةً أنهضوها