غيبوبة إرادية

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 08:04
المحور: الادب والفن
    

ذهب مسرعاً بإتجاه النافذة لمشاهدة الموكب الإنتخابي الزاعق عبر مكبرات صوت إن لم تكن تزعج الموتي فلعلها تصم الآذان وتصيب بالصمم , والمرشح يستقل مقدمة السيارة واقفاً وملوحاً بيديه تارة , وأخري بعلامة النصر , ولا أدري علي من أحرز النصر وفي أي خانة تم تسجيله , وسرعان ماعاد وأمسك صحيفته التي صارت تتشابه مع الكل الصحف في أخبارها التي صارت متداولة بين الغالبية قبل قرار طبعها , ليقرأ عن المرشحين في القوائم والمرشحين الفردي , وسرعان مايترك صحافة الملل ليعاود مرة أخري إرتداء نظارته ليتابع شاشات الفضائيات لتشمئز نفسه مما يتم تداوله من أخبار الإنتخابات , وكم الكذب والنفاق أحياناً , والقدرة علي تجارة الوهم وبيع الشعارات بأثمان متعددة حسب سعر المنطقة من حيث الفقر ومؤشراته أو حسب مدي مؤشرات ومعدلات الرفاهية المتوهمة , بداية من السكر والزيت وأوراق البنكنوت , فيغلق الشاشة البيضاء ويذهب إلي حجرة نومه قبل موعد نومه بساعات , ليفاجأ بأنه نسي موعده مع مجموعة من الأقارب لمقابلة أحد المرشحين من العائلة التي تتشابه مع القبيلة بعاداتها وأعرافها وتقاليدها في موروثات الإحترام لكبير العائلة صاحب الأمر النافذ علي الكبار والصغار , وهذا في منزل عمه اللواء , شقيق العميد المتقاعد وصهر معالي المستشار بمحكمة الجنايات , حيث سيتشرف المكان بحضور القنصل الديبلوماسي الذي يتفهم علاقات الدول ويجهل العلاقات الإجتماعية إلا حين تكون هناك إنتخابات , في حين قدوم أحد مناصري التيار القومي العروبي الناصري , الذي يمارس طقوس الحديث في أي مكان أو زمان عبر مفردات الوحدة والإشتراكية والديمقراطية , برغم التناقض الواضح بين الديمقراطية والإشتراكية , ولكنه أصر علي عدم الحضور , وسارع في الحضور إلي مخدعه , ولكنه استيقظ مبكراً رغماً عنه علي صوت انفجار مروع هز أركان الحجرة الأربعة وتكسرمعه زجاج باب البلكونة ليصير شظايا , وتحدث له إغماءة ينتقل معها للمستشفي بغرفة العناية المركزة , ليسمع خبر إشتراك الطيران الروسي مع الطيران الإسرائيلي في التخلص من الشعب السوري المناهض لبشار الأسد , وصراعات العصابات الدينية ضد السوريين ممن هم مع بشار أو ممن هم ضده , إلا أنه قرر أن يعود إلي غيبوبته ولكن هذه المرة بإرادته !

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات